قال نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، امس، إنه لا يستبعد استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية ضد شعبه بعد خسارته أمام ثوار سوريا. ونقلت صحيفة "المقر" الإلكترونية الأردنية المستقلة عن خدام المنشق عن النظام الحاكم في دمشق، قوله في تصريح، إن "نظام بشار الأسد سقط نهائيا، لكن حسابته ربما تتغير في مرحلته الأخيرة لجهة استخدام الكيماوي"، مشيراً إلى أن "النظام يتخبط وسيسعى لإنقاذ نفسه طالما الثورة منتصرة عليه". واضاف خدام "في كل قواعد الثورات، فإن بقاء نظام كهذا يعد مستحيلا، لكن الأسد يحاول أن يغير قواعد وأدبيات الثورات من خلال لجوئه إلى مزيد من سفك الدماء". واتهم النظام السوري "بدفع البلاد إلى الاقتتال الطائفي أملاً في بقائه"، مشددا على أنه "سقط نهائياً". وتوقع خدام أن "تكون نهاية الأسد أسوأ من القذافي". وأبدى عتبه على دول الجوار لسوريا التي "تركز اهتمامها على احتمال استخدام نظام الأسد تلك الأسلحة، وتنسى أن الشعب السوري قتل منه حتى اليوم أكثر من 80 ألفاً". ميدانياً شنت الطائرات الحربية السورية غارات امس على مناطق في ريف دمشق الذي يشهد في الاسابيع الماضية حملة عسكرية واسعة واشتباكات مع المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 123 شخصا جراء اعمال العنف في مناطق مختلفة، بحسب المرصد. وقال المرصد في بريد الكتروني "تعرضت اطراف بلدتي المليحة وزبدين في ريف دمشق للقصف بالطيران الحربي" الذي حلق ايضا في سماء الغوطة الشرقية. كما افاد المرصد عن تعرض مدينة داريا جنوب غرب دمشق للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين معارضين في بلدة سقبا شرق العاصمة السورية. وكانت مناطق عدة في ريف دمشق تعرضت بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء للقصف من القوات النظامية، منها يلدا ويبرود والسبينة وحران العواميد، بحسب المرصد. ويشهد محيط العاصمة السورية منذ اسابيع حملة عسكرية واسعة تنفذها القوات النظامية للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين فيها، وتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيط دمشق. ووصلت العمليات للمرة الاولى منذ ايام الى محيط طريق مطار دمشق. من جهتها، قالت صحيفة الوطن السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الاسد في عددها الصادر اليوم، ان وحدات من القوات النظامية استمرت "بملاحقة مجموعات مسلحة على جانبي الطريق إلى مطار دمشق الدولي في منطقتي بيت سحم وعقربا وإلى الشمال الشرقي منهما في شبعا، وفي البساتين الممتدة بين منطقتي كفر سوسة وداريا، وفي حجيرة قرب السيدة زينب ودوما". واشارت الصحيفة الى "استهداف أوكار المسلحين وسياراتهم بمختلف صنوف الأسلحة ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم". في دمشق، تحدث المرصد عن تنفيذ القوات النظامية حملة "دهم وتفتيش في احياء قبر عاتكة والمجتهد والسويقة" الواقعة وسط المدينة. في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل سبعة عناصر من القوات النظامية "اثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على حاجزهم في قرية بابولين الواقعة جنوب مدينة معرة النعمان على طريق حلب دمشق"، بحسب المرصد. كما تستمر الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط وادي الضيف المحاصر منذ سيطرة المقاتلين المعارضين على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية المتجهة الى حلب. واحصى المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا، سقوط اكثر من 41 الف قتيل جراء النزاع السوري المستمر منذ 20 شهرا. منظر للدمار الذي تسببت به مقاتلات النظام السوري في عين ترما بالغوطة شرق دمشق (رويترز)