حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، من لجوء الرئيس السوري بشار الأسد الذي يزداد نظامه يأسا إلى استخدام الأسلحة الكيميائية أو يفقد السيطرة عليها. وعقب اجتماع مع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، وافق خلاله الحلف على إرسال بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ إلى تركيا، قالت كلينتون: إن واشنطن أوضحت لسورية، أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون "خطا أحمر" للولايات المتحدة. وأضافت "مبعث قلقنا هو أن نظام الأسد الذي يزداد يأسا قد يلجأ للأسلحة الكيميائية أو يفقد السيطرة عليها لصالح واحدة من الجماعات الكثيرة التي تعمل الآن في سورية". وتابعت "وبالتالي فإنه في إطار الوحدة المطلقة التي نتبناها من هذه القضية، فإننا بعثنا برسالة لا لبس فيها، مفادها أن هذا سيكون تجاوزا لخط أحمر، وسيحاسب المسؤولون عن هذا". من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن بلاده تقدر عدد صواريخ (أرض- أرض) التي يملكها نظام دمشق بحوالي 700، وتعلم بالضبط مواقع نشرها. وقال لصحيفة "صباح" أمس: إن المجتمع الدولي يخشى أن يقدم النظام السوري إذا شعر باقتراب أجله على إجراءات عقابية تجاه الدول التي طالبت برحيله، ولا سيما تركيا. وبرر نشر صواريخ باتريوت بالمخاوف من "أعمال قد تنجم عن مجموعات غير منضبطة". ميدانيا، أحكم الجيش السوري الحر أمس، سيطرته على مطار "عقربا" العسكري بريف دمشق، فيما كثف الطيران الحربي غارات جوية على مناطق حول العاصمة. وقال أبو رعد، القيادي في الجيش الحر عبر الهاتف، إن مقاتلي المعارضة سيطروا على مطار "عقربا" العسكري القريب من مطار دمشق الدولي، بينما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أن قتالا عنيفا دار في المنطقة. ولجأت القوات السورية أمس مجددا إلى طائراتها المقاتلة، للإغارة على مناطق في محيط دمشق، لا سيما أطراف بلدات بيت سحم والمليحة وزبدين. وتحدث المرصد عن اشتباكات في محيط بيت سحم، وفي بلدة سقبا شرق العاصمة، إضافة إلى محيط داريا. وتأتي أعمال العنف هذه في سياق حملة عسكرية واسعة تشنها القوات النظامية لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيط العاصمة؛ لحمايتها والسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين الذين حاولوا الاقتراب من مطار دمشق الدولي قبل أيام. في غضون ذلك، قتل سبعة من القوات النظامية، إثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على حاجزهم في قرية بابولين الواقعة جنوب مدينة معرة النعمان بإدلب على طريق حلب - دمشق الدولي، الذي يمر بالمنطقة. كما تستمر الاشتباكات في محيط وادي الضيف المحاصر منذ سيطرة الثوار على معرة النعمان في أكتوبر الماضي، مما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة إلى حلب. وفي شرق سورية، حيث يسيطر المقاتلون على مناطق واسعة بالقرب من الحدود العراقية، تعرض حي الحميدية في مدينة دير الزور للقصف بالطيران الحربي. وكان أكثر من 160 شخصا قد لقوا حتفهم أول من أمس في سورية بينهم 118 من المدنيين وقوات المعارضة وما لا يقل عن 40 من القوات النظامية بينهم ضابطان.