شن الطيران الحربي السوري غارات جوية اليوم على مناطق في ريف دمشق حيث تستمر الاشتباكات والحملة العسكرية التي تنفذها القوات النظامية منذ أسابيع، غداة موافقة حلف شمال الأطلسي على طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سورية. ولجأت القوات السورية النظامية اليوم مجددا إلى طائراتها المقاتلة للإغارة على مناطق في محيط دمشق، لاسيما أطراف بلدات بيت سحم والمليحة وزبدين في ريف العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتحدث المرصد عن اشتباكات في محيط بيت سحم وفي بلدة سقبا شرق العاصمة السورية، إضافة إلى محيط مطار عقربا العسكري، بينما طاول القصف محيط داريا. وتأتي أعمال العنف هذه في سياق حملة عسكرية واسعة تشنها القوات النظامية لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيط العاصمة لحمايتها والسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين الذين حاولوا الاقتراب من مطار دمشق الدولي قبل أيام. وأدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة اليوم إلى مقتل 18 شخصا، منهم سبعة عناصر من القوات النظامية "إثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على حاجزهم في قرية بابولين الواقعة جنوب مدينة معرة النعمان على طريق حلب دمشق"، بحسب المرصد. في شرق سورية حيث يسيطر المقاتلون المعارضون على مناطق واسعة بالقرب من الحدود العراقية، تعرض حي الحميدية في مدينة دير الزور للقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد. ومع تزايد الشكوك الدولية إزاء لجوء النظام السوري إلى مخزونه من الأسلحة الكيميائية في النزاع المستمر في بلاده منذ 20 شهرا، أعلنت إسرائيل أمس أنها "تتابع عن كثب هذه المسألة". وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه يشاطر الرئيس الأميركي باراك أوباما رؤيته في هذا الموضوع. وكان أوباما حذر نظام الأسد من أن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه يشكل "خطأ جسيما" وهو أمر "غير مقبول" ستكون له "عواقب". واتخذت أطراف غربية منها فرنسا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي مواقف مماثلة، بينما أكد مصدر في وزارة الخارجية السورية أن دمشق لن تستخدم هذه الأسلحة ضد شعبها "في حال وجدت". وإلى مرفأ طرطوس الذي يشكل نقطة تموين ودعم فني للبحرية الروسية، وصلت سفينتا الإنزال الروسيتان نوفوتشيركاسك وساراتوف "لمدة 24 ساعة"، بحسب مصدر في هيئة أركان البحرية الروسية. وتقع هذه القاعدة على بعد 220 كلم شمال غرب دمشق، وهي أنشئت بموجب اتفاق أبرم في 1971 إبان الحقبة السوفياتية، وباتت القاعدة الروسية الوحيدة على حوض المتوسط. وتأتي هذه الخطوة غداة موافقة الحلف الأطلسي على طلب تركيا نشر شبكة صواريخ باتريوت مضادة للصواريخ على حدودها مع سورية.