الفنان الكبير الراحل طلال مداح لا ينسى الكثير ما قدمه للمحيطين به حتى من لا يعرفهم أو من تعرّفوا عليه بدوافع فنية وتشجيع مواهب سواء من كتّاب الكلمة والمحلنين وأيضًا من منهم مطرب أو مؤدٍ، وحتى على مستوى العامة من الناس لم يبخل طلال بمساعدة الآخرين ماليًا أو معنويًا كحضور مناسبة أو تقديم عون للقريبين منه والبعيدين أيضًا. وعلى مستوى تقديم المواهب لم يتوان في تقديم الكثير من هم الآن على الساحة أو غادروها ومن هؤلاء الذي لا يزال يذكر ما قدمه له الفنان عبادي الجوهر الذي ما زال يبكي فراق طلال رحمه الله في أي مناسبة يحضرها.. عبادي لا ينكر مساندة طلال في بدايته عندما قدم اللحن أو الأغنية (يا غزال فينه) التي قادته إلى أبواب النجومية من كلمات الراحل لطفي زيني وكان عبادي وحيدًا في الساحة يجد منافسة شرسة من الأسماء الفنية الكبيرة الموجودة في الساحة آنذاك. إلا أن طلال رحمه الله بحكم علاقته بالمنتج والشاعر والممثل لطفي زيني الذي كان يمتلك شركة إنتاج للاسطوانات استطاعا أن يدفعا بعبادي الجوهر إلى الساحة بقوة رغم منافسة واعتراض الكثيرين له. وعندما يقف شخص بحجم طلال مع فنان مبتدئ يكون الوضع مختلفًا لأنه كان الهرم الأكبر انتشارًا على الساحة.. عبادي لم ينس هذا الجميل لطلال.. حيث انه لا يستطيع مقاومة دموعه في أي مكان أو مناسبة عندما تسقط حزنًا على فراق طلال.. وكان مسرح المفتاحة في أبها شاهدًا على ذلك.. عندما قدم عبادي أغنية طلال الشهيرة من كلمات لطفي زيني رحمهما الله (أحبك لو تكون حاضر أحبك لو تكون هاجر) على آلة العود.. منفردًا.. وعند الانتهاء منها داهمه البكاء حزنًا على أستاذه. أيضًا قدم لطلال (من بعد مزح ولعب) وكان عبادي رائعًا في تقديم أغاني طلال وفاءً له ومما قدمه له (من بعد مزح ولعب) وهي من كلمات الشاعرة الكبيرة ثريا قابل وألحان الراحل فوزي محسون صاحب المدرسة المختلفة في التلحين. الكثير يحبون طلال.. وحزنوا عليه كثيرًا.. إلا أن حزن عبادي كان الأبرز.. وقد سبقه الفنان الكبير محمد عبده في الحزن الذي كان من جمهور معجبي طلال.. ولا ينسى محمد عبده أول مرة يلتقي فيها بطلال في بيته وقدموه له كموهبة جديدة واستمع طلال لأغنية البدايات وشجعه على الاستمرار.