كان اهالي عفيف، تلك المدينة الصغيرة الجميلة القابعة في وسط صحراء نجد في موعد مع الحزن والألم حيث تعرضت تسع معلمات من بنات المحافظة لحادث سير بشع اثر تصادم سيارة المعلمات مع صهريج مياه، والذي ادى الى احتراق نصفهن مع السائق داخل سيارتهن ولا حول ولا قوة الا بالله، ولم تكن تلك المعلمات التسع ووضعهن الوظيفي السيء الا عينة من بنات تلك المحافظة التي يعمل من وجد منهن العمل على البند، حيث تم ايقاف التعيين و الترسيم منذ خمس سنوات بينما لا تزال كلية التربية للبنات بعفيف تخرج الافواج تلو الافواج، وليس امامهن الا العمل على البند وفي قرية نائية وبعيدة عن المحافظة والاهل والاطفال.وليس اسوأ من تلك المعلمات العاملات على البند والراضيات باقل الاجور والمتحملات وعورة الطرق الا التي لم يعملن.والكل سواء من تم تعيينها على البند او من لم يتم تعيينها ، تنتظر وزارة التربية والتعليم وهي الجهة الوحيدة التي تصدر تصريحاً في هذا الحادث، مع ان الجهات الاخرى مثل الامارة والدفاع المدني وكل الجهات الحكومية الاخرى صرحت حتى المستشفى الا وزارة التربية و التعليم، ربما ان المعلمات يتبعن الدفاع المدني. والا ماذا نفسر الصمت المطبق من وزارةالتربية والتعليم تجاه ما ينطق، هل هي السكون الذي يسبق العاصفة. بمعنى سوف يكون هناك حلول جذرية لكل مشاكل المعلمات وتعيينهم؟؟ والذي جعلني اكتب عن مأساة عفيف هي هذه الرسالة التي وصلتني على بريدي الالكتروني، رساله من عفيف كتبت بقلم كاتبتها، تقول فيها هذه الفتاة ان تلك معاناتي ومعاناه الكثير من خريجات دبلوم التربية المتوسطة بعفيف وطلبت مني تنقيحها لنشرها والحقيقة لم اضف او انقح شيئاً فيها وسوف أسردها لكم كاملة:«تخرجت من الثانوية العامة بعفيف بتقدير ممتاز 98٪ علمي ولانني فتاة ونحن في مجتمع محافظ، فالالتحاق بالجامعة او اي معهد (مثل معهد الإدارة العامة) خارج مدينتنا (عفيف) يعتبر ضرباً من ضروب الخيال ومن الأمور المستحيلة وليس لدينا في تلك المدينة الا كلية التربية للبنات وفيها عدة تخصصات وتؤهل بعد سنتين للحصول على دبلوم، طلبت ان التحق بأي برنامج بكالوريوس لحبي للعلم ورغبة في المواصله للدراسات العليا فأنا متفائلة بالايام القادمة وكان رد العميده والقبول والتسجيل انه ليس لدينا الا برامج دبلومات، فقبلت ودخلت برنامج القرآن وعلومه والدراسات الاسلامية وكنت بذلك احقق هدفي في مواصلة التعليم وارضي و الدي الاميين اللذين ينظران الى العلوم الاخرى نظرة خوف وريبة، وتخرجت قبل اربع سنوات من رسالتي هذه من دبلوم القرآن وعلومه والدراسات الاسلامية لأعمل مدرسة في مرحلة ابتدائية، ولكن نظرتي التفاؤلية والاهداف التي وضعتها بدأت تتلاشى شيئا فشيئا وتتحول مع مرور الوقت الى سراب. لقد حدثت تحولات ادارية وتطورات جديدة ومنها تحويل الكلية الى نظام البكالوريوس ودمج الرئاسة العامة لتعليم البنات مع وزارة المعارف التي تحولت لاحقا الى وزارة التربية والتعليم وتغير المسمى اخيرا. ولكن بقي شي واحد لم يتغير وهو وضعنا نحن خريجات الدبلوم. فمن هو المسؤل عن تعيينا وتغير وضعنا؟؟