امام مجموعة الشاعر باسل القعقاع قد يجد القارئ نفسه في حال من الحيرة فهو امام خليط تتداخل فيه اجواء عديدة ويستحضر اسماء شعرية مختلفة ويطل من خلال انواع نسيج متعددة تحمل احيانا هنات وضعفا.. لكن هذا الخليط في معظم وجوهه لا يعوزه النبض الشعري. عند القعقاع تسير خطوات في اجواء قصيدة النثر لتجدها في مكان ما قد تحولت إلى شعر تفعيلات ومن ثم إلى شعر عمودي منبري خطابي مدو. وعلى رغم ان بعض نتاج القعقاع يحمل القارئ إلى اجواء شعراء اخرين فهو في غالب قصائده يبقى نابضا بل ان نبضه قد يشتد ليتحول إلى دوي حينا وإلى لهاث من يركض دون انقطاع حينا اخر. المجموعة التي حملت عنوان «تشكيل» صدرت عن مؤسسة «الكوكب» المتفرعة عن دار رياض الريس للنشر وجاءت في 182 صفحة متوسطة القطع. واشتملت المجموعة على نحو 55 قصيدة متفاوتة الطول. وقد يكون اغفال دار النشر الاشارة إلى جنسية الشاعر افسح للمخيلة مجالا اخر للحيرة.. فمن عدد حصص الامكنة العزيزة على نفس الشاعر نتوقع ان يكون سوريا حينا ثم فلسطينيا حينا اخر يحمل معه بعض عالم قصائد محمود درويش وعراقيا في حين ثالث. يجرنا هذا احيانا إلى سؤال -يتجاوز الشاعر نفسه - عما هو الانتماء اهو المنبت الجغرافي أم الخيار الفكري.. أي الامتلاء الفكري والنفسي بحالات ومشاعر تصبح كأنها انتماء لا يقل فاعلية عن الارتباط بمكان الولادة او المنبت.