نحن في عصر الاحتراف والمال ومن حق اللاعب البحث عن مصلحته بالتوقيع لصاحب العرض الأقوى مالياً خصوصاً بعد فتح المادة 18 من لائحة الاحتراف التي تنص على ان اللاعب الذي ينتهي عقده أو يدخل فترة الستة أشهر الأخيرة من عقده يحق له التوقيع لأي ناد دون الرجوع لناديه. في المقابل لابد ان تحرص الأندية على مواردها المالية وتبحث عن مصلحتها بالتوقيع مع اللاعب الذي سيخدمها فنياً هذا هو المنطق الذي يجب ان تتعامل به جميع بعدما أصبح اللاعب هو صاحب القرار الأول والأخير في عالم الاحتراف، ولكن ماحدث في «سيناريو» هوساوي والفريدي يؤكد فشل المفاوض الهلالي عندما ظل يطارد الثنائي لمدة عام دون أي فائدة فهوساوي الذي وجد من الهلاليين إدارة وعددا من أعضاء الشرف كل أنواع الدلال من تحقيق جميع مطالبه وزيادة راتبه الشهري رغم كل التجاوزات التي ارتكبها لم يكن واضحاً مع الهلاليين ولهذا كان حرياً بإدارة الهلال وخصوصاً الرئيس ان يحسم الأمر مع هوساوي في وقت باكر فاللاعب الذي لم يوقع قبل دخول الفترة الحرة يعطي إشارة واضحة ان لديه أكثر من رأي. المفاوض الهلالي واصل فشله مع اللاعب أحمد الفريدي عندما ظل يلاحقه حتى الأمتار الأخيرة وكان أمله أن الفريدي سيوقع له في حين كان اللاعب واضحاً وهو يؤكد أنه لن يوقع الا للعرض الأكبر ماديا وهذا حق من حقوقه ولكن المفاوض الهلالي أو المفاوضين الهلاليين لم يستوعبوا درس هوساوي جيداً. عندما أرسل الفريدي رسالته الشهيرة لإداري الفريق خالد المغيربي قبل عام وأعلن أنه لن يلعب للهلال رغم الدلال الكبير الذي وجده من الهلاليين بشكل عام كان أمام إدارة الهلال فرصة تاريخية لوضع حد لتجاوزات اللاعب ووضعه أمام خيارين أمام التوقيع على عرض الهلال الكبير الذي يفوق إمكاناته الفنية أو إجباره على الرحيل ببيع ماتبقى من عقده والاستفادة المالية من لاعب لم يقدم مايوازي مطالبه المالية الكبيرة بدلاً من ان يذهب ببلاش. إدارة الهلال لابد ان تعترف بفشل المفاوض أو المفاوضيين الهلاليين وعليها ان تنتهج أسلوباً جديداً في طريقة التفاوض وان يكون شعارها «اللاعب الذي يحتاجه الفريق لن يغادر مهما كان الثمن» وان يكون التقييم فنيا بحتا وعليها ان تتعلم من إدارة الشباب التي كان ضد فتح المادة 18 من لائحة الاحتراف عندما أعلن رئيسها خالد البلطان أن اللاعب الذي يحتاجه الشباب لن يغادر وسجلت نجاحاً كبيرا في استمرار نجومها وخصوصاً حسن معاذ. إدارة الهلال أمامها قائمة طويلة من النجوم الشباب سيكونون مطمع جميع الأندية خلال الفترة المقبلة وجماهير «الزعيم» لن ترضى بمغادرة أي نجم بحجم الدوسري عبدالعزيز ونواف العابد وسلمان الفرج وسلطان البيشي.