أسامة هوساوي وأحمد الفريدي لا يزال عقداهما محل نظر وقبلهما لاعبون كثيرون خضعوا لسوق العرض والطلب في الأندية منذ أن سن قانون انتقال اللاعبين بحرية وما تبعه من تعديل وتصحيح حتى وصوله إلى صيغته النهائية التي هو عليها الآن وما سيتبع من تعديلات، تحول الموضوع من الدوران حول مصلحة النادي بصفته الأم التي ولدت اللاعب وحضنته، إلى الدوران حول مصلحة اللاعب نفسه، وتدريجيا منحه النظام كل الحق وبخس حق النادي، هذا صنع لاعبين أثرياء ساعدهم ضخ مئات الملايين في بورصة اللاعبين من قبل رجال أعمال اقتحموا المجال الرياضي، أمست مسألة اللعب لشعار النادي شيئا من الماضي، وزاد من الأسعار بشكل مهول التنافس على الأسماء اللامعة بلا تمحيص، وبلا حاجة. قابل التضخم في الأسعار هبوط حاد في المستوى العام للاعبين، وهذا ما وضح جليا في المستوى العام لكرة القدم السعودية، وغياب المنتخبات والأندية عن البطولات الخارجية، لم يثن هبوط مستوى اللاعبين الأندية في خفض العروض المقدمة، بل هي في ازدياد كازدياد أسعار العقار، والأمر الأخطر منه تجاهل حاجة النادي الفنية، وتحولها إلى رغبة شرفية أو جماهيرية في لاعب بعينه، وتدخل عضو الشرف في خصوصيات المدرب عندما يشترط لاعبا بعينه يجلبه لأنه هو من سيدفع، بل ربما فرضه على المدرب لأنه يريد أن يثبت أن صفقته لم تفشل. يحسب للشباب وضعه لائحة تحفظ حقوق النادي مع اللاعب، فتعطيه المال مقابل القدرة الفنية والعطاء الذي يقدمه، ويحسب للهلال وضعه سقفا أعلى لمقدم عقود اللاعبين هو خمسة ملايين عن العام الواحد، ولم يرضخ لمساومات لاعبيه أو ابتزازهم، بل رفض التدخل الشرفي الذي يريد زيادة المبلغ من حسابه رغبة في بقاء اللاعب لكي لا تنكسر القاعدة فيتورط مع آخرين يريدون نفس العرض، هذا ما حصل مع الفريدي ففتح له الحرية لينتقل إلى النادي الذي يقدم له العرض الأفضل طالما لم يرغب بالبقاء في النادي، وهو ما جعل اللاعب ينتقل إلى الاتحاد بسبعة ملايين عن السنة الواحدة بزيادة مليونين عن العرض الهلالي إن اكتملت الصفقة، وفعل الشيء ذاته مع هوساوي، بينما خسرت لاعبيها أندية فقيرة ماليا كالرائد الذي فقد اثنين من أبرز لاعبيه هما: عبدالمجيد الرويلي الذي انتقل إلى الشباب ويحيى المسلم الذي أخذه الهلال، وستزداد الفجوة بين الأندية الغنية والفقيرة في قادم الأشهر في ظل وجود لائحة تدلل اللاعب، وتجحف بحق النادي. في الشأن ذاته أدى تكدس لاعبين متميزين في ناد إلى بقائهم في الاحتياط، وهذا ما أدى إلى عدم تمرسهم في كرة القدم لأنهم لا يلعبون المباريات، وعادة ما يحدث هذا للاعبين احتياط لآخرين أجانب، أفرز هذا انخفاضا في مستوياتهم، وربما قتل اللاعب، وفي الوقت نفسه يضطر مدربو المنتخبات إلى ضمهم، بل إشراكهم أساسيين رغم ابتعادهم عن اللعب أساسيين في أنديتهم فترات طويلة كما حدث مع أسامة هوساوي الذي لعب أساسيا مع الأرجنتين الأربعاء الماضي رغم أنه لم يلعب مع فريقه اندرلخت البلجيكي، ولا يخفى ضرر هذا على المنتخب أيضاً، وتكديس اللاعبين بشكل ملحوظ حدث في الاتحاد في فترة ثرائه الفاحش قبل بضع سنوات عندما رأسه رجل أعمال ثري فتح باب الاستقطاب بمبالغ باهظة رفعت الأجور، وفرغت أندية من نجومها، وقضت على بعض اللاعبين. لقد آن الأوان للعودة إلى الماضي الزاهر لكرة القدم السعودية، وهذا لن يتم إلا بتجفيف منابع المزايدات، الاعتماد على لاعب النادي الذي نبت في أرضه هو المنهج الأفضل، وعليه مسؤولية التطوير في المستقبل، عمل سيعيد التوازن إلى كرة القدم هنا أحمد الفريدي