قبل أربعة عقود وتحديدا في مطلع عام 1393ه زار الرياض فريق سانتوس البرازيلي بقيادة ملك الكرة ( بيليه) والمدافع العملاق ( كارلوس البرتو) كابتن منتخب البرازيل في مونديال المكسيك 1970 الذي توج ابطال السامبا بلقبها وجاءت زيارتهم استجابة لدعوة من الاتحاد السعودي لكره القدم برئاسة الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) لملاقاة منتخب المملكه للناشئين في مباراة ودية جرت احداثها التاريخية على استاد الملز ( الأمير فيصل حالياً) وغصت مدرجاته بآلاف الجماهير السعودية جاءت من كل مدينة وقرية لرؤية ساحر الكرة ( بيليه) الذي ابهر العالم بقوة ادائه واهدافه الخرافية ومهاراته العالية وقاد السامبا للفوز بكأس العالم مرتين في مونديال السويد 1958 الذي كان بداية شهرته وانطلاقته العالمية برغم صغر سنه اذ كان شاباً يافعاً في ال 18.. وضمت قائمة منتخب المملكة للناشئين التي واجهت نجوم العالم اسماء شابة اخذت طريقها فيما بعد الى عالم النجومية ووصلت صفوف المنتخب الاول واذكر منهم صالح خليفة ..ناجي عبدالمطلوب.. علي دقل.. صالح هندي ( مسمار) حامد سبحي.. خالد الفوزان.. سليمان اليحيى.. عبدالله فودة بينما كان حارس منتخب الناشئين الكابتن العملاق احمد عيد ( رئيس اتحاد الكرة اليوم) وكان الوحيد الذي اختير من بين لاعبي المنتخب الاول لدعم منتخب الناشئين في تلك المباراة التاريخية التي انتهت لصالح الضيوف القادمين من بلاد البن ( 3/0) وقد يستغرب المرء عدم اختيار المنتخب السعودي الاول لخوض مباراة سانتوس برغم انه كان يعيش في تلك الفترة بقمة مستواه وتزخر صفوفه بنجوم كبار امثال سعيد غراب وساعد رزق والصاروخ وعبدالرزاق وميمي ابو داود والنور موسى ومبارك الناصر وناصر الجوهر وعلي عسيري وصالح عبدالكريم وعيد الصغير وقد فرغوا قبلها باشهر من اقوى مشاركه لهم في دورة الخليج الثانية بالرياض 1392 ه التي فقدوا لقبها - بلا خسارة - بفعل فاعل ! غير ان الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) ادرك ببعد نظره الفني وحنكته الرياضية ان الاستفادة المستقبلية ستكون افضل اذا ما اتيحت الفرص لناشئة المملكة باللعب امام سانتوس والاحتكاك بنجوم العالم واكتساب الخبرة.. وهذا ما شدد عليه الأمير فيصل وصرح به عند بداية الاعلان عن زيارة الفريق البرازيلي حين اشار الى ان مصلحة الكرة السعودية تتطلب استثمار هذه الفرصة الذهبية من زيارة ( بيليه ) ورفاقه وان الاستفادة على المدى البعيد ستكون مضاعفة واكثر جدوى للاسماء الواعدة بدلاً من عناصر المنتخب الأول. وصدق حدس أمير الشباب فيما ذهب اليه اذ اكتسب هؤلاء الناشئون المزيد من الخبرة والاحتكاك فوصلوا المنتخب الأول وشكلوا دعامة جديدة للكرة السعودية بفضل سلامة النهج والتخطيط الصحيح الذي رسمه الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله».