قال الجنرال، كارتر هام، القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، إن خطر تنظيم "القاعدة" بالمنطقة العربية هو أمر ثابت ومؤكد، وشدد على ضرورة التحرك لوأد هذا الخطر. وأوضح، هام، خلال مؤتمر صحافي عقده امس بمقر السفارة الأمريكيةبتونس العاصمة، أن "وجود تنظيم "القاعدة" بالمنطقة العربية هو "أمر ثابت بما في ذلك تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" الذي يسعى إلى "تقويض الحكومات الشرعية القائمة في المنطقة". واعتبر أن السعي للقضاء على التطرف بشكل جذري "لا يستوجب التدخل العسكري فحسب، بل يقتضي بالأساس معالجة أسباب الظاهرة والنهوض بالتعليم وتنمية الإقتصاد ودعم الحوكمة الرشيدة". وتطرق الجنرال الأمريكي إلى الوضع في شمال مالي الذي تُسيطر عليه مجموعات إسلامية متشددة، ولكنه أشار إلى أن بلاده لم تُقرر بعد مبدأ التدخل المباشر في هذه المنطقة الإفريقية التي باتت تُقلق الجزائر، ومنطقة الساحل والصحراء. وقال إن الوضع في مالي "مازال غير واضح بشكل كاف، وأن أهم شيء بالنسبة إلى مالي في الوقت الراهن هو إعادة تركيز حكومة دستورية". وأشار الى أنه بحث مع المسؤولين العسكريين في تونس مسألة ضمان إستتباب الأمن بالمناطق الحدودية التونسية وسبل "إزاحة" من وصفهم ب"القوى المتطرفة" بالمنطقة العربية، منها تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي". ونفى الجنرال الأمريكي أن تكون تونس طلبت تدخلا عسكريا أمريكيا لحماية الحدود التونسية ضد عمليات تهريب الأسلحة وتسلل الأفراد، واكتفى بالقول إن بلاده "تريد الإطلاع على خطط الحكومة التونسية في هذا المجال بهدف تقديم المساعدة اللازمة في حال طلب منها ذلك". ووصف في هذا السياق التعاون التونسي - الأمريكي في المجال الأمني ب"العريق جدا"، وقال إنه يشمل عدة أوجه منها "التسليح والقيام بدورات تدريبية والمساهمة في مشاريع مدنية". وكان الجنرال هام الذي بدأ زيارة إلى تونس لم يُعلن عنها من قبل، قد أعلن خلال زيارة سابقة الى البلاد "أن عددا من التنظيمات الإرهابية مثل "القاعدة"، أصبحت تهدد الأمن والإستقرار في إفريقيا". وأكد أن عمليات تهريب الأسلحة من ليبيا "تفاقمت"، حيث تسربت كميات كبيرة منها إلى مالي، وبقية الدول المجاورة، واصفا هذا الأمر ب"المعضلة التي تُشكل خطرا حقيقيا" لا "يمكن حلها إلا بتضافر الجهود الإقليمية والدولية". إلى ذلك، نفى الجنرال الأمريكي أن تكون بلاده تفكر أو تُخطط لإقامة مقر للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" بالمنطقة بإعتبار أن "ذلك سيكون مكلفا لأمريكا". وتتخذ قيادة "أفريكوم" التي أسسها الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في فبراير/شباط من العام 2007، من مدينة شتوتغارت الألمانية مقرا لها، وهي تعتبر واحدة من 6 قيادات عسكرية أميركية موحدة جغرافيا ضمن هيكل واحد في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). يُشار إلى أن تونس ترتبط بعلاقات عسكرية جيدة مع أمريكا، حيث تطورت المساعدات العسكرية الأمريكيةلتونس بشكل لافت، وذلك بالنظر إلى الأوضاع الأمنية في ليبيا، وإنتشار عمليات تهريب السلاح، وتزايد خطر تنظيم "القاعدة" الذي كثّف نشاطه في المثلث الحدودي التونسي - الليبي - الجزائري. وخلال الأشهر القليلة الماضية، تكثفت اللقاءات بين المسؤولين العسكريين الأمريكيين والتونسيين، كما تزايدت الدعوات التونسية الموجهة لأمريكا لمساعدة قواتها المسلّحة، حيث زار وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا تونس خلال شهر يوليو/تموز الماضي، فيما سبق لوزارة الدفاع التونسية أن طلبت في وقت سابق من الولاياتالمتحدة "دعما لوجستيا" للجيش التونسي لتعزيز قدراته العملياتية، ومساعدته على القيام بمهامه ضمانا للإستقرار في المناطق الحدودية.