حذّر الرئيس التركي عبد الله غول من مخاطر تعرض بلاده إلى هجوم بصواريخ مزودة برؤوس كيميائية من قبل النظام السوري. وقال غول في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" امس "من المعروف أن سوريا تمتلك أسلحة كيميائية ومنظومات سوفياتية لإطلاق الصواريخ، ولهذا السبب ينبغي اتخاذ بعض الإجراءات ووضع خطط طوارئ للتعامل مع هذا الوضع إذا كان هناك ضرب من الجنون، وهذا ما يقوم به حلف الأطلسي (الناتو) ". وفيما أعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بأن سلسلة حوادث سقوط قذائف سورية على أراضي بلاده والتي ردت عليها أنقرة "لم تكن متعمدة"، شدد على أن تركيا "لا يمكن أن تتسامح مع مثل هذا العمل واتخذت الرد المناسب". وحذّر غول من أن استمرار تدفق اللاجئين السوريين على تركيا "يمكن أن يشكل خطراً على أنقرة". وقدّر عدد اللاجئين السوريين في تركيا بأنه وصل إلى 150 ألف لاجئ، بما في ذلك الأشخاص خارج المخيمات المخصصة للاجئين. وقال الرئيس التركي "إن الخطر أولاً وأخيراً يواجهه الشعب السوري، ومن الواضح أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر مع استمرار هذا البلد (سوريا) في استهلاك نفسه". وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن تركيا تدرس الطلب من حلف الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سوريا، غير أن تصريحات الرئيس غول تذهب أبعد من تصريحاته السابقة لتوضيح مخاوف أنقرة من احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية السورية ضدها. من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس إن بلاده تنظر إلى الأزمة السورية من منطلق "إنساني بعيدا عن الحسابات والمصالح السياسية"، مشددا على "رغبة بلاده بتحقيق السلام للشعب السوري". وذكر أردوغان في كلمة ألقاها أمام الكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية الحاكم أوردتها وكالة "الأناضول" التركية للأنباء أن أنقرة لا تنظر إلى الأحداث الدائرة في سورية من زاوية ضيقة، موضحًا أنهم يريدون للشعب السوري "الشقيق" أن يعيش بسلام. وقال رئيس الوزراء التركي إن "بلاه عازمة على مواصلة جهودها من أجل وضع حد للوضع المأساوي الحالي في سورية، والعمل على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في سوريا". وانتقد أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض "لامتداحه نظام الأسد،الذي وجه أسلحته إلى شعبه، سعيا وراء حسابات سياسية، بغض النظر عن مصالح الشعب السوري، وحتى مصالح تركيا نفسها". الى ذلك طالب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو المجتمع الدولي، بمساعدة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قائلا :"لم يبق لكم عذر بعد تحالف المعارضة". وذكرت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء امس أن داود أوغلو اعتبر بعد عشاء عمل، شارك فيه مع نظيره الإيطالي جوليو تيرسي في روما أن تشكيل ائتلاف وبنية جديدة للمعارضة السورية من غالبية الأطراف، يجيب على سؤال "ماذا يحدث بعد الأسد"، ويؤكد على استمرار الوحدة السورية في المستقبل. وذكر الوزير التركي على هامش مشاركته ب "المنتدى التركي الإيطالي" التاسع المنعقد في روما أن النظام السوري "يقصف بلا هوادة وبلا موقف أخلاقي المدنيين في رأس العين (الواقعة على الحدود بين البلدين) ويجب على المجتمع الدولي، أن يتخذ موقفا جديا تجاه ما يحدث هناك". وردا على سؤال حول إمكانية تحالف تركيا وإسرائيل في حل الأزمة السورية، قال الوزير التركي :"من حق كل دولة، أن تحافظ على أراضيها وحدودها، وتركيا ليست في أي اتفاق مع إسرائيل بهذا الشأن، بالإضافة لذلك، فإنه لا يوجد أي انتهاك للأراضي الإسرائيلية، لأن هضبة الجولان أراض سورية تحتلها إسرائيل". وقال الوزير الإيطالي، إن الحدود السورية التركية "تشهد مرحلة حساسة حاليا إثر تزايد القصف على المدنيين هناك". واعتبر تشكيل الائتلاف السوري يوما "تاريخيا" بالنسبة للمعارضة السورية.