أبدع الشباب السعودي بتقليد الأغنية الكورية GANGNAM STYLE وذلك عبر أدائها برقصات ظريفة وبشكل جمع بين المتعة والسخرية والجدية. والشباب هؤلاء أدوها بطريقة عفوية وكما ذكر بطل الكليب لقناة "العربية" فإن العمل أخذ وقتاً قصيراً في تصويره وبعض المشاهد لم تستغرق إلا ثوان معدودات. الفيديو هذا يبين كم أن الشباب السعودي لديه فوران عجيب، إذا أخذت الصرعات التي يقوم بها الشباب بين فترة وأخرى من خلال الفيديوهات الساخرة أو برامج "اليوتيوب" من خلال ما سمّي ب"الإعلام الجديد" نكتشف أن السعودية بلد فيها غليان شبابي قوي، بدليل هذه الأفكار العجيبة التي نراها أمام أعيننا باستمرار من خلال هذه الأعمال الظريفة أو ما يشابهها. سروال وفنيلة هي تهمة ظريفة وليست سيئة، بل هي كناية عن الزي التقليدي السعودي. تكتشف طفش الشاب حين يرتدي السروال والفنيلة، وحين يهم زملاؤه بالخروج ينفض دولابه ليلبس أفضل الجينز والقمصان، لكن السروال والفنيلة ترمز للطفش، أو للا مبالاة. الشاب السعودي لا يرى إلا أهله في الغالب لأن المجتمع مغلق، وإلا لو كان في الجامعة يرى الطرف الآخر كمدرسة أو كزميلة له كما في دول الخليج أو الدول العربية لرأيت من الشياكة ما رأيت. أحدهم يقول: "ألبس الثوب طوال الوقت لأنني لا أرى إلا أصدقائي الذين لا يقلون عني ضعفاً في الأناقة ودمامة في الشكل". وهذا من الناحية النفسية صحيح إذ يتأنق الشاب في المؤسسة التي فيها الجنس الآخر أضعاف أضعاف ما يتأنق بشكرة مخنوقة محصورة بالتماسيح! الأغنية جميلة ومضحكة وقد شاهدها عدة ملايين في أيام. وهذه تجربة جيدة، ومن جميل التعليقات التي قرأتها ما قاله الزميل فهد الدغيثر حين أثنى على الفيديو كليب وسأل: "هذا أفضل من التفحيط أليس كذلك"، وأتفق معه، على الشباب إظهار مواهبم بدلاً من الوقوع في أوكار المخدرات والإرهاب أو التفحيط والجرائم والسرقات والعصابات. هذا الكليب رسالة للشباب عليهم جميعاً أن ينموا مواهبم وألا يخجلوا، فاليوتيوب والتويتر والفيسبوك والقنوات الفضائية مفتوحة. بآخر السطر؛ السعودية بلد خلاق والشباب فيه هم وقوده، فعليهم أن يكونوا إيجابيين أكثر، فالمزيد من الإبداع والتألق، ولا تنصتوا لكلام المثبطين، الذين ينتقدون الشاب إن انضم للقاعدة وينتقدونه إن قلد فيديو كليب!