يتجه الامريكيون فجر اليوم الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) الى صناديق الاقتراع لانتخاب أحد المتنافسين على منصب الرئاسة الأمريكية, الرئيس الحالي باراك أوباما أو منافسة من الحزب الجمهوري ميت رومني. وتشير التوقعات الى أن عددا قليلا من الولايات المتأرجحة سوف تحدد الرئيس الأمريكي القادم للبيت الأبيض. فيما ستكون ولاية أوهايو هي حلبة الحسم في هذه الأنتخابات. وتعد ولاية أوهايو على مر تاريخ الانتخابات الأمريكية هي موقعة الحسم للفوز بكرسي الرئاسة الأمريكية حيث عرفت بأن من فاز بأوهايو هو من يفوز بالرئاسة. وتشير نتائج التصويت العام الى أن الرئيس الأمريكي أوباما لازال متقدما على منافسة الجمهوري في ولاية أوهايو بنسبة 47% مقابل 45% لمنافسة الجمهوري. وتأتي أهمية ولاية أوهايو في كونها الولاية الأوحد التي يحتفظ فيها غالبية الناخبين بآرائهم الى اللحظات الأخيرة من السباق الرئاسي. وللفوز بالانتخابات الأمريكية فان كلا المرشحين يحتاج الى 270 صوتا في المجمع الانتخابي، فبخلاف ماهو معتقد حول انتخاب الرئيس وأن ذلك يكون بمجرد انتخاب الناخب الأمريكي له مباشرة فإن نتائج الحسم ترجع الى مايسمى للمجمع الانتخابي المكون من 538 مندوبا. وفي الوقت الذي يتوجه فيه الناخب الأمريكي اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس القادم للولايات المتحدةالأمريكية فإن الواقع الانتخابي الأمريكي يعتمد عمليا على منح الناخب صوته الى أحد المندوبين في الولاية التي يصوت فيها وذلك لأن نظام الانتخابات يعتمد على مايسمى المجمع الانتخابي وليس اختيار الرئيس مباشرة. فمن أجل دخول البيت الأبيض يحتاج المرشحان للوصول لسقف ال270 صوتا مايعني النصف زائدا واحد على الأقل من مجموع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي البالغ عددهم 538 مندوبا وذلك يعادل عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي. فيما يعزز من فرضية فوز أحد المرشحين بالرئاسة بناء على فوزه في المجمع الانتخابي حسب ماوصفت ذلك وسائل الاعلام الأمريكية حيث عادت في تحليلاتها الى انتخابات عام 2000 والتي كسبها آنذاك الرئيس السابق جورج بوش الابن مقابل منافسة الديمقراطي آل غور بفارق 540 ألف صوت. وحصل الرئيس الحالي باراك أوباما على 255 صوتا في المجمع الانتخابي بينما لدى رومني حتى الآن 206 أصوات وذلك سيشعل فتيل المنافسة في الولايات المتأرجحة يأتي في مقدمتها ولاية أوهايو. وقد توقع المراقبون تأثر الرئيس باراك أوباما بما سينجم عنه الأعصار الأخير "ساندي" ما أضطر الرئيس الى وقف حملته الانتخابية في هذا التوقيت الحرج من سباق الرئاسة إلا أن ذلك خالف جميع التوقعات وعزز من نسب المؤيدين للرئيس أوباما بشكل مفاجئ. فيما دعا ذلك عمدة ولاية نيوجيرسي كريس كريستي والذي يلعب دورا مفصليا لقوته السياسية كونه من كبار أقطاب الحزب الجمهوري الى شكر أوباما بعد الاعصار الذي تأثرت به ولاية نيوجيرسي بشكل أثار حفيظة أعضاء الحزب الجمهوري. وقال رومني أمام حشد في مدينة فيلادلفيا قبيل بدء الاقتراع بساعات: "أنا أعرف كيف اعمل التغيير وسوف أذهب بعد يومين لرئاسة الولاياتالمتحدة ويمكننا الحصول على العمل لإعادة بناء بلدنا". لكن اوباما طرح اسباب تمسكه في الرئاسة اربع سنوات أخرى أمام حشد في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، من اجل إعادة بوصلة الاهتمام الى المواطن الأمريكي الذي يحتاج الى تحسين التعليم وتوفير الرعاية الصحية وإعادة إعمار البنى التحتية بدلاً من إنفاق مزيد من الأموال على قطاعات لا تمس الا شريحة أثرياء امريكا. ويقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني بجولة خاطفة في عدد من الولايات المتأرجحة في اليوم الأخير من سباق متقارب للغاية على مقعد الرئاسة في البيت الأبيض. ويعتزم أوباما أن يزور ثلاث ولايات من تلك الولايات المتأرجحة بينما سيزور رومني أربع ولايات ليتودد للناخبين في حملة انتخابية شرسة ركزت في الأساس على الاقتصاد. وستؤثر نتيجة الانتخابات على عدد من القضايا المحلية والخارجية ومنها احتمالات خفض الإنفاق إلى زيادة الضرائب التي يمكن أن تحدث بنهاية العام، والتحدي الشائك المتعلق بطموحات إيران النووية، وفق وكالات الأنباء الإخبارية. كما أن ميزان القوى في الكونغرس على المحك في انتخابات الغد، حيث من المتوقع أن يحتفظ الديمقراطيون بأغلبيتهم الضئيلة في مجلس الشيوخ، بينما يحتفظ الجمهوريون بسيطرتهم على مجلس النواب. وفي سباق ضخ فيه المرشحان وحلفاؤهم ملياري دولار أمريكي وهو الأعلى على الإطلاق في تاريخ الولاياتالمتحدة أغرق المعسكران الولايات المتأرجحة بوابل من الدعايات والإعلانات الانتخابية. والهامش المتقارب في استطلاعات الرأي الوطنية والتي تجريها الولايات كلا على حدة يمكن أن يحسمه المعسكر الذي ينجح في حشد الناخبين المؤيدين له ويدفعهم إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.