لم يكن خروج الاتحاد من الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا على يد غريمه التقليدي الأهلي مفاجئا كما يظنه الكثيرون بل كان المتوقع الخروج منذ مرحلة مبكرة تبعا للظروف التي مر بها في خلال الثلاث سنوات الماضية من تقلبات إدارية وشرفية أثرت على استقرار الفريق، واستمراره في المنافسة شرسا كما كان خلال سنوات مضت، فتولي ثلاث إدارات خلال ثلاث سنوات كل إدارة تملك فكراً يختلف في شكله ومضمونه عن الأخرى جعل منه حقل تجارب لعل وعسى والجماهير العاشقة تسترجع مازالت تسترجع ذكريات الزمن الجميل دون أن تعلم أن ما حل بالاتحاد هو الوصول إلى نهاية مرحلة تتطلب من كل الاتحاديين الذين يمتلكون المقدرة على الدعم المادي احد أمرين: أما الإسراع في انتشال الفريق بالتجديد بعناصر أجنبية تصنع الفارق "سوبر ستار" تستطيع الارتقاء بجيل النجوم الصاعدين، وإما الاستمرار على النهج الحالي وانتظار مرحلة مقبلة ربما تكون الأكثر سوءاً ما حلّ بالفريق الآن وحينها ستتسع الدائرة ثم لا يمكن السيطرة من أجل إعادة الأمور إلى ما يتمناه محبو الاتحاد. فما مر به الاتحاد منذ وصوله إلى آخر نهائي عام 2009م في عهد إدارة الدكتور خالد المرزوقي كان يعطي المؤشرات إلى وصول الفريق إلى نقطة معينة لا يستطيع بعدها التقدم بعدها من خلال نهاية جيل الانجازات الذهبي الذي كان متوهجا وفي عنفوانه بعطاءت الفنية وعدم مقدرة الادارت المتعاقبة على سد هذه الثغرة بإيجاد الدعم الكافي خصوصا بعد توقف الداعم الأول للنادي منذ عقدين من الزمن عبدالمحسن آل الشيخ، وعدم قدرة دعم الشريك الاستراتيجي الذي شارف على نهايته على الضخ المالي الذي يستطيع الفريق أن يبقى احد الفرسان لمرحلة مستقبلية. الاتحاد خلال هذا الموسم استطاعت إدارة محمد فايز أن تضع أسسا سليمة سار عليها النادي، وعالج كثيرا من القصور التي خلفته الإدارات السابقة إلاّ أنها وقفت في النهاية عاجزة أمام تركة ثقيلة من الديون خلفتها إدارة اللواء محمد بن داخل لم تستطع أمامها إلا أن تقف منتظرة لدعم الجماهير من خلال الاشتراك في العضوية الشرفية التي يرددها الرئيس في كل مناسبة، ناهيك عن الوقت الحرج الذي استلمت به النادي قبل يومين فقط من نهاية فترة تسجيل اللاعبين المحترفين ولكنها وبكل أمانة استطاعت أن تسابق الزمن وتبقي بصيص أمل العودة بالفريق إلى المنافسة ووصلت بالفريق إلى هذا الدور من البطولة الآسيوية ولم يكن بمقدورها عمل الكثير من الوقت لتنفيذ كل الاستراتيجيات التي تخطط لها. جاءت إصابة محترفه المغربي محمد فوزي في بداية الموسم لتعطل جانباً مهما من المخطط وتبقيه بالثلاثي موديست امبابي "كاميروني" وأنس الشربيني "فلسطيني" ودي سوزا "برازيلي" واستطاع هذا الثلاثي أن يعيد شيئاً من هيبة الفريق ليستمر في ذلك ويتجاوز من خلاله أفضل الفرق الآسيوية جوانزو الصيني، وينتقل إلى الدور نصف النهائي ليقابل الأهلي الأكثر جاهزية على المستوى العناصري، ولكنه مع ذلك تجاوزه في مرحلة الذهاب بهدف يتيم وفي مباراة الرد ظهرت أزمة غياب البرازيلي سوزا لأسباب لم ترد الإدارة الكشف عنها كون الفريق يستعد لمباراة الرد لتكون عاملاً مؤثراً في لخبطة أوراق كانيدا الذي فشل في إيجاد البدائل المناسبة لهذه المباراة، ولا يستطع إيجاد البديل المناسب ويخرج الفريق بالخسارة التي أبعدته عن الوصول إلى النهائي الآسيوي وتدق معها ناقوس خطر قادم بعدم استطاعة التوليفة الحالية المحلية، وخصوصاً من لاعبي الخبرة مواصلة توهجها الذي كانت عليه في السابق مالم تطعم برباعي يفوق ما تقدمه. لذا فإنه يستوجب على الإدارة الاتحادية وبالتشاور مع المدرب خلال فترة الانتقالات الشتوية الإبقاء على امبابي والشربيني، والبحث عن مهاجمين اثنين يستطيعان إعادة الثقة للناحية الهجومية لا يتواجد بها سوى نايف هزازي المتذبذب في مستوياته، وان رأت الادارة الاستفادة من بيع عقده لنادي العين الاماراتي الذي فاوضه في فترة سابقة، والاستفادة من مردوده المادي بجلب لاعب بديل فإن ذلك سيكون أجدى وانفع، إضافة إلى تهيئة بعض اللاعبين البارزين في الفريق الاولمبي أمثال العبسي وعبد الفتاح عسيري ومنصور شراحيلي وغيرهم للانخراط، مع لاعبي الخبرة لتجهيزهم تدريجياً للمرحلة المقبلة مع الأخذ في الاعتبار أن بعض لاعبي الخبرة أمثال نور وتكر والمنتشري ومبروك لا يعني أن وجودهم على مقاعد البدلاء بعض الوقت من المباريات أو في مباريات كاملة.