تعد الأمسيات الشعرية وأنشطة الشعراء التي يتم إدراجها ضمن المناسبات العامة والخاصة سواء الثقافية منها أو الاجتماعية تأكيدًا على أن الشعر الشعبي له شريحة كبيرة من المتلقين ومؤشر على مكانته لدى الكثير ويعود ذلك لدور الشعر في معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية والإشادة بالمبادئ والعادات الحسنة وملامسة وجدانيات المتلقي ومنذ القدم والشعر وسيلة فعالة ومجدية في إحداث نوع من توارث الثقافة الاجتماعية والاتفاق على مبادئ شبه مسلم بها كونها تلامس مبادئ وعادات ابن الجزيرة العربية والذي عاش في مهد اللغة العربية ومدارس الشعر منذ عصور قديمة وعرف تأثيره البليغ في المعالجة الاجتماعية والسلوكية ودعم المتحدث في حل المشكلات ومن ذلك شعر الحكمة والوعظ ومن هذا المنطلق لابد أن يدرك الشعراء هذه الأهمية للموروث الشعبي بشكل عام والشعر بشكل خاص من خلال الإبداع والتجديد وتسخير الشعر لصالح المجتمع بعيدا عن أسلوب الأناء والمواضيع الخاصة أن الصوت الذي يتعالى مدويا وسط القاعات والمدرجات مرددا آخر الكلمات في الأبيات الشعرية ماهو إلا مؤشر لارتفاع جماهيرية الشعر الشعبي ووصوله إلى قلوب فئة كبيرة. وكل ذلك يؤكد أيضا أن مسيرة الشعر الشعبي مازالت تسير بخطى ثابتة نحو التجدد والنجاح في توفر الامكانات الاعلامية والتقنية والتي تساهم وبشكل فعال في الانتشار السريع للشاعر والقصيدة ويعلق شريحة كبيرة من المتلقين على الشعراء المتميزين المبدعين مهمة تسيير هذا الركب بجماله وابداعه.