يشهد قطاع البناء والتشييد في جدة نمواً متواصلا يتوافق ومعدل النمو السكاني خاصة بعد صدور العديد من الانظمة والقوانين الخاصة بالاستثمار والعقارات الجديدة وفتح مجالات السياحة، وارتفع الطلب على قطاع البناء والتشييد في المملكة الى اكثر من 65 مليار ريال خلال الاعوام القليلة الماضية. وحقق استثمار القطاع الخاص في بناء المرافق السكنية والصناعية والتجارية نموا كبيرا، وذلك وفقا لخطط التنمية للدولة التي ركزت على تعزيز وتفعيل دور القطاع الخاص في تنمية البناء والتشييد من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الانشائية الى جانب تعزيز دور مؤسسات التسهيل المخصصة والبنوك التجارية في توفير التسهيلات الائتمانية الكافية للحصول على التمويل العقاري. ويلاحظ ان مبيعات التجزئة في جدة حققت نموا سريعا في الربع الثاني من العام الحالي 2012، وزادت بنسبة 17٪ على أساس سنوي في جدة. مما عكس النمو المستمر في الإنفاق على التجزئة. وفي إطار برنامج نطاقات تم توفير 250 ألف فرصة عمل من قبل الحكومة للمواطن خلال السنة الماضية في القطاع الخاص.ووفقا لتقرير " جونز لانج لاسال " فإنه من المتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 5.1 ٪ في عام 2012 . وتعزز عائدات النفط موقع المملكة بالنسبة للميزانية في عام 2012 في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، حيث كانت عمليات الاكتتاب أكثر مما كانت عليه في عام 2011 كله، وبالإشارة إلى أن الرغبة في جمع الأموال للصناديق عن طريق السوق قد تحسنت. انخفاض متوسط سعر بيع الفلل في بعض المواقع بنسبة 4٪ إلى 4500 ريال للمتر المربع في الربع الثاني وكان مجلس الوزراء قد وافق على قانون التمويل العقاري الذي سيكون له تأثير على المدى الطويل على ملكية المنازل، وكان الإقراض المصرفي للقطاع الخاص هو أعلى مستوى منذ أغسطس 2009 على أساس سنوي وقد بلغ ذروته في مارس 2009. فيما وصلت الزيادة في التضخم إلى 4 ٪ على سنويا وهي أقل من متوسطها خلال الربع الثاني من عام 2011. وأعلنت المؤسسة العامة للتقاعد عن خطط لبناء مشروع سكني كبير شمل 7000 وحدة سكنية، ومستشفى وفندق، على مساحة 2.6 مليون متر مربع من الأرض بالقرب من مطار الملك عبدالعزيز الدولي في المرحلة الأولى من مشروع سكة حديد الحرمين تم الى الان انجاز 45 ٪ ، ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل في ديسمبر عام 2014. وقد حصل اتحاد الحرمين على قرض بقيمة 811 مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية. من جهتها، أعلنت جهات رسمية في محافظة جدة عن خطط مستقبلية لنظام المترو للنقل. وسوف يكون طول المترو المقترح 108 كيلو متر، مع 46 محطة على ثلاثة خطوط، بتكلفة تقدر بمبلغ 9.3 مليارات دولار. وفازت شركة هيل الدولية بعقد إدارة مشروع توسعة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بمبلغ 7.2 مليارات دولار، وأعلنت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية عن بيع أكثر من 500 ألف متر مربع من الأراضي الصناعية الإضافية لمجموعة من الشركات بما في ذلك المراعي خلال الربع الثاني من عام 2012. وفي نظرة عامة على سوق المكاتب بجدة، إذ تم الانتهاء من نحو 38 ألف متر مربع خلال الربع الثاني من عام 2012. ويأتي في مقدمتها الانتهاء من مبنى جدة 7575 (13 ألف متر مربع) الواقع على شارع المدينةالمنورة. بينما أكبر مساحة مكتبية سيتم الانهاء منها خلال العام 2012 ه مشروع هيد كوارترز (على الكورنيش) على مساحة 75 ألف متر مربع ومن المقرر أن تكون متاحة للتأجير خلال الربع الرابع من عام 2012. ومن المتوقع اكتمال ما مجموعه نحو 125 ألف متر مربع من المساحات المكتبية ف النصف الثان من عام 2012 ، ليصل إجمالي العرض إلى 699 ألف متر مربع. وعلى الرغم من انتعاش الوضع الائتماني والتمويلي، فان التسليم الفعلي للمشاريع قد تأخر عن المتوقع في عام 2012 والمطورين ينظرون إلى الوضع بأنه سيزداد صعوبة لكثرة المعروض المزمع انهاؤه خلال العام المقبل. واستطاعت ادارة مشروع "هيد كوارترز" تأمين عدد من المستأجرين ولكن في حال اكتمال المبنى فان الضغط سيزيد ملاك العقارات لتخفض الإيجارات لخلق قيمة أكثر جاذبية. وإن تحسين البنية التحتية على شارع الأمير ماجد وشارع الملك فهد سوف يؤمن بيئة جديدة ومناسبة للمكاتب ستنافس في جودتها البيئة الموجودة على طريق المدينةالمنورة، والذي بدأ صبح مزعجاً لكثير من المستأجرين بسبب الازدحام. وظلت إيجارات المكاتب في مبان الفئة (أ ) مستقرة خلال الربع الثاني من عام 2012 لكنها زادت بشكل طفيف في مباني الفئة (ب). وبلغ إيجارات الفئة أ حوالي 1087 ريالاً سعودياً لكل متر مربع سنويا، في حين بلغ معدل أسعار إيجارات الفئة ب حوالي 675 ريالاً للمتر المربع سنويا. وارتفع متوسط الإيجارات على نطاق المدينة قليلا الى 881 ريال سعودي للمتر المربع سنويا. وتمت الزيادة في إيجارات الفئة ب من خلال الزيادة في جودة المساحة، المحددة للإيجار في المباني الجديدة بالفئة (ب). وهذا الاتجاه التصاعدي قد لا يكون مستداما بسبب الزيادة المحتملة في العرض للمكاتب بالفئة ب على مدى الأشهر ال 12 المقبلة. وكانت أكبر صفقة في الربع الثاني من عام 2012 من الخطوط السعودية حيث استأجرت 4.500 متر مربع في عمارة الحناكي، وصفقات تأجير أخرى هامة حصلت في الربع الثاني من هذا العام بما في ذلك التأجير لوزارة العمل 1.400 متر مربع. وظل القطاع الخاص المصدر الرئيسي للطلب، ومعظمه تركز في وسط المدينة التجاري. وارتفعت معدلات الشواغر في مركز المدينة التجاري من 21 ٪ في الربع الأول من عام 2012 حتى 27 ٪ في الربع الثاني من العام نفسه. وشمل الفئة أ و ب من المباني ضمن الوسط التجاري. زيادة صغيرة في العرض في الربع الثاني من 2012 و رجع ذلك إلى الانتهاء من مكتب جدة 7575، ويقدر العرض على نطاق المدينة نحو 1.8 مليون متر مربع من مساحات التأجير 574 ألف متر مربع المتوفر حاليا من المكاتب (الوسط التجاري). وسيشهد قطاع المباني التجارية في جدة زيادة كبيرة في العرض خلال عام 2012 عندما تم الانتهاء مشاريع المكاتب الرئيسية. السوق السكني بجدة وفي نظرة مماثلة على السوق السكني بجدة، إذ تشير التقديرات إلى أنه تم الانتهاء من نحو 3 آلاف وحدة سكنية في الربع الثاني من العام الحالي، وبذلك يرتفع إجمالي المكتمل في عام 2012 إلى نحو 7 آلاف وحدة سكنية، وهذا العرض الجديد دخل السوق على شكل مشاريع صغيرة تضم وحدات ما يقارب من 20 - 40 وحدة، مع عدم وجود مشاريع كبرى تم الانتهاء من بنائها. ومن المتوقع أن تكتمل 8000 وحدة سكنية إضافية أخرى في سوق جدة خلال الفترة المتبقية من عام 2012 . مرة أخرى فإن غالبية هذا المعروض الجديد عبارة عن مشروعات صغيرة تضم أقل من 40 وحدة، والمشاريع الكبرى قيد الإنشاء حاليا من المطورين البارزين مثل الفريدة ومشارف سجلت مبيعات كبيرة على الخارطة، وتمكنت من بيع معظم الوحدات في مراحلها الأولية. وقد تم الاعلان عن مجمع سكن جديد بالقرب من المطار من قبل المؤسسة العامة للتقاعد والذي سيوفر أكثر من 7 آلاف وحدة سكنية خلال السنوات الست القادمة. وتعمل الجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص على مشاريع مختلفة لتطوير مساكن بأسعار ميسرة في جدة وتجد تحديا لتوفير حلول للأسر ذات الدخل المنخفض. وقد حددت وزارة الإسكان موقعين في جدة لمشاريع الإسكان الميسر، ولكن لا توجد تفاصيل متاحة بعد بشأن ما سوف تشمله هذه المشاريع. وفي اطار مشروعات القطاع الخاص النادرة التي تهدف إلى توفير مساكن بأسعار ميسرة، بدأت مجموعة الحناكي بإنشاء مشروع سكني شمل 1000 شقة في منطقة الكندرة والذي سيكون واحدا من المشاريع التي ستستهدف على نطاق واسع الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض. وبالنسبة للمشاريع السكنية الرئيسية لوحظ ارتفاع متوسط اسعار بيع الوحدات السكنية خلال الربع الثاني من العام الحالي 2012، خصوصا الشقق إلى الجنوب والغرب من مدينة جدة اذ ارتفع ارتفاعا كبيرا خلال الربع الثاني حيث وصل سعر المتر المربع خلال تلك الفترة الى 3603 ريالات من اصل 3578 ريالاً، في حين شهدت تلك الموجودة في المناطق الشرقية انخفاضا من مستواها الاعلى في الربع الماضي. كما شهدت المناطق الشمالية والشمالية الشرقية انخفاضا في الأسعار بسبب ضخ وحدات جديدة ونتيجة المنافسة في الأسعار في هذه المناطق. وانخفض متوسط سعر بيع الفيلات في المواقع التي رصدتها جونز لانغ لاسال بنسبة 4٪ إلى 4500 ريال للمتر المربع في الربع الثاني. بينما مازال متوسط أسعار الفلل أعلى من العام السابق، حيث تجاوز سعر المتر المربع للفلل الراقية في المنطقة الغربية القريبة من البحر 5800 ريال. وزادت الإيجارات للشقق بشكل أسرع من تلك التي للفلل في النصف الأول من عام 2012 ، مسجلة ارتفاعا بنسبة فصلية في حدود 3 ٪ خلال الربع الثاني من عام 2012 م بسبب ارتفاع الطلب من شريحة ذوي الدخل المتوسط. وطوال الربع الثاني من عام 2012 ، تم تسجيل أكبر زيادة في الايجارات السكنية في الجنوب بنسبة 6% والغرب 5% في حين لم تتغير الايجارات السكنية في الشرق. بينما ظلت ايجارات الشقق في المشاريع على الكورنيش (غرب) هي الأعلى من تلك الموجودة في الاحياء المحيطة بها. واستمرت الايجارات في المناطق ذات الدخل المتوسط مثل الفيصيلية والورود والنسيم والحرمين في النمو بمعدلات اعلى من مناطق اخرى، حيث أن هذه المناطق لديها مستويات اشغال مرتفعة. سوق التجزئة بجدة وفي نظرة عامة لسوق التجزئة بجدة، وجد انه لم تكن هناك إنجازات كبيرة في الربع الثاني من عام 2012 م ، وظل إجمالي المخزون من مساحات التأجير في جدة مستقرا عند حوالى 770 الف متر مربع. وبعد عام 2012 سيكون في المتوسط 63 ألف متر مربع من مساحة التجزئة مستحقة الإكمال كل عام. هذا ومن المرجح أن يؤدي الى تقسيم السوق الى قسمين مع الضغط لخفض مستويات الايجارات في المراكز الاقل قوة. قيمة الايجارات المقدرة مستقرة في جميع انواع مراكز التجزئة مع عدم وجود تغير في سعر متوسط قيمة الايجار المقدرة بحسب السعر ب 2.380 ريال سنويا خلال الربع الثاني من عام 2012. وتشهد معظم مراكز التسوق الأحدث تشهد معدلات اشغال عالية، والطلب قوي وجميع المراكز تحت الإنشاء تمكنت من التأجير المسبق بنسبة كبيرة لسعتها. ومن المتوقع استمرار الطلب من تجار التجزئة أن يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في متوسط الإيجارات على مدى الفترة المتبقية من العام.