ضغوط الحياة كثيرة ومصاعبها تكبر كلما كبرت وزادت استقلاليتك ومسؤولياتك، ففي صغرك تمسك يدك الصغيرة بيد أبيك الذي يقودك للمدرسة يوفر لك ما تحتاجه، وحين تجتاحك مخاوفك التافهة تهرع إلى حضن أمك لتشعر بالأمان. تتغير الأمور حين تكبر تزداد مسؤولياتك، وتكثر مشاغلك وتواجه الدنيا بما تحمله من تجربه ونضج، تتجاوز مرحلة الاعتماد على الآخرين، وتبدأ بمواجهة الأمور وحدك. من قال إن الحياة سهلة؟ ومن قال إن أمورنا اليومية يجب أن تكون سلسة؟ حياتنا متغيرة مثل ما تتغير الفصول وتتقلب الأحوال الجوية لتنقلنا من حالة المطر الحنون إلى عاصفة رملية خلال ساعات قليلة! مواقف كثيرة تمر بنا وأحداث كثيرة قد تحفر آثارها داخلنا، قد نتعلم الخوف المرضي، والكره والحقد والرغبة في الانتقام، قد نجرّب مشاعر الحسد والحقد، وقد نسمو بأنفسنا عن كل ذلك ونحاول أن ننقذ أرواحنا من أحاسيس سلبية تقتل رغبتنا في الحياة، وتمنعنا من تنفس هواء نقيّ. قد تمر بنا المشاكل فنحاول التعامل معها أو تركها تمر كما تمر بنا العواصف والرياح حين نفقد الحيلة ولا نجد الحلول، وقد نكون من هؤلاء الذين يختلقون المشاكل، ويبحثون عن النكد رغم كل ما يملكونه من وسائل السعادة. قد نختار أن نفرح بما نملك ونستمتع به بعيدا عن القلق والهواجس. نحن نختار إما راحة البال والرضا أو السلبية في تناول الأمور وعدم الراحة. ونحن نتحمل نتيجة اختياراتنا. فلا أظن أن أحداً منا يحب أن يكون ملازما ورفيقا لشخص يتشكى طوال الوقت، أو يتذمر من كل شيء وحتماً نحن لا نحب أن نكون هذا الشخص.. ما ستعلمك إياه الحياة هو أن تستمتع باللحظة وأنت تبتعد عن المشاكل المفتعلة، وأن تخلق البسمة بحثاً عن راحة البال..