قرأت الخبر المنشور يوم الثلاثاء 21/5/1426ه العدد (13158) الذي يفيد باغلاق اكثر من 800 مصنع نتيجة توقفها عن الانتاج وان سبب ذلك اهمال وزارة الصناعة..! لاشك ان وزارة الصناعة تعتبر طرفاً مهماً في المشكلة الا ان ذلك ليس من المنطق ان يتم حصر المشكلة في جهة كونها المعنية رسمياً بذلك فهناك اطراف اخرى اكثر تأثيراً على المدى الطويل.. ومنها وزارة العمل حيث تمثل الكوادر البشرية اهم رافد لنجاح اي منشأة.. والواقع ان مكاتب العمل بطيئة جداً في تلبية احتياج المصانع والمؤسسات من العمالة الفنية سواءً من الشباب السعودي او الخبرات الفنية الوافدة.. وهذا بالتالي يؤدي الى اعتمادها على العمالة الرديئة.. وينعكس على انتاجيتها! عندما يرغب صاحب العمل استبدال العمالة الرديئة يواجه عقبة اخرى وهي رسوم الجوازات.. فعند استيفاء رسوم الاقامة وما يتبعها لايتم استرجاع الفرق عندما يعادل العامل قبل انتهاء العقد،، وكذلك فترات الاجازة مع العلم ان الرسوم تعتبر ثمرة لانتاجية العامل اثناء وجوده في البلاد على رأس العمل.. مشكلة الخدمات الطبية والتأمين الصحي كذلك غير مفعلة فالعمالة غير معنية بأي اهتمام من قبل وزارة الصحة! وهذا بالتالي يقلل من فاعلية وانتاجية العامل.. بل انه قد يمثل اكبر ضرر على المجتمع بدلاً من خدمة قطاعاته المختلفة!! .. نعم ان الاستثمارات في بعض الدول الخليجية بدأت تزدهر على حساب قطاعاتنا الاقتصادية المختلفة.. وخاصة في ضوء التطورات العالمية المختلفة والتي للاسف لانزال غائبين عنها.. وقطاع الصناعة لدينا لابد ان ينمو ويزهو بتضافر جميع تلك القطاعات.. ومنها التعليم الفني والمهني فلا نزال نفتقد الايدي السعودية المنتجة وهذا القطاع خارج دائرة الجدية في تبني ابناء البلد وتشجيعهم على التوجه للعمل الفني وتقدير المهن المتقدمة!! ويكفي ان نرى غالبية المسؤولين في هذا المجال وقد تركوا زي العمل الانتاجي وتوشحوا البشت والشماغ.. وهم بدون ادراك يرسلون اشارات سلبية لمنسوبيهم من الشباب الملتحقين بالدراسة لديهم فكيف بمن هم خارجه من الباحثين عن مجالات العمل في المستقبل! بالامكان - ان شاء الله - تدارك الوضع قبل ان نرى انفسنا خارج اسواق التنافس في مجال الصناعة اذا ما تم عقد ورش عمل صناعية تشمل قطاعات الدولة التربوية والمهنية والصحية.. الخ، وبالتالي يمكن لنا تلمس جوانب الضعف وعلاجها.. بدلاً من الاعتماد على بعض الشكليات الدعائية بالاشادة بمصانع البلاستيك والتمور.. الخ. المسؤولية كبيرة ودعم الدولة - اعزها الله - متواصل ورجال الفكر لن يبخلوا بأي رأي ينهض بصناعاتنا المحلية بل ويستقطب الكثير من المصانع العالمية.