خذ راحتك ولا تأخذ راحتي..! قالها بعفوية : وش تحس فيه هذي ..! لم أضحك على تعليق الطفل على الموقف الذي تعرضنا له جميعا لأنه يثير الغضب والاستياء العام .. الطفل الذي أطلق جملته التعجبية وهو يستعد لتناول وجبته المفضلة بالمطعم جعلنا جميعا نتنفس بصعوبة خجلا من عدم قدرتنا على فعل شيء ينهي الموقف أو المهزلة التي تدور حولنا فهي مشكلة كبيرة متكررة في الكثير من المطاعم والجلسات العائلية (عاجبك أو أترك المكان) . يهرب رب الأسرة بعائلته من روتين وضغوط الحياة لقضاء وقت يتخيله ممتعا لتناول وجبة خارج المنزل والجلوس معهم بمكان يليق بأسرة شرقية منهجها الاسلام يفترض أن يكسو رجالها الوقار ونساءها الحياء.فيعود مصدوما يجرجر أذيال الخيبة مما رأى أو سمع . أين الحياء هنا ..!! الفتاة أو المرأة بجلسة مجاورة تصيح بالنادل : أكسكيوووووزمي وبعد ثواني يرتفع صوتها وأصوات صاحباتها وهن يتحدثن معه بلغة انجليزية مكسرة ممزوجة بضحكات استعراضية سخيفة مستفزة ثم يتبادلنا أحاديث أكثر سطحية وسخافة مجبرات من حولهن على الإنصات غير مباليات بمن يشاركهن المكان باقتحام صارخ للخصوصية وخدشا للحياء الذي لا يأتي إلا بخير. نعم يحدث ذلك ويتكرر بلا نظام يراعي مشاعر رواد المكان وهم على أعمار مختلفة وأذواق متباينة وعقليات مدركة تعرف أن المكان له خصوصية واحترام وتلك المجموعات النسائية عندما تخرج لهذه الأماكن بلا كبير يمتلك زمام الأمر ويوجههن عند التجاوز تشكل معضلة ولوح فولاذي أمام البقية ممن قصدوا المكان ودفعوا المال طلبا للمتعة فتتحول جلستهم لمقعد ضيق يحبس الأنفاس ونكد واحراج لرب أسرة أو امرأة ربت أبناءها على الفضيلة . أين الحياء ؟ أين الذوق؟ أين أهل هؤلاء الفتيات عنهن .هل فعلا تعيش أغلب الأسر بمعزل عن بعضها البعض الأب بالاستراحة والأم مع المسؤليات والصديقات والأبناء كل له عالمه وأصحابه أو صاحباتها . أصحاب المطاعم لم لايلزمون بتحقق الهدوء ومنع قلة الحياء وأنا وهنا أقصد رفع الصوت والضحكات والقهقهات ولفت النظر أو الأسماع بسفاهة بقصد التنفيس أو الاستعراض الذي لا يحدث ببلاد الغرب رغم انفتاحهم وتحررهم إلا أنهم يراعون الخصوصية لكل من يشاركهم المكان فلا نستغرب أن تجلس فتاة مع كتابها بزاوية وتعيش بعزلة تامة بين الأسطر بين أناس يتناولون الطعام أو يرتشفون القهوة .أحاديثهم لا تتجاوز محيط مقاعدهم ولا تنغص على من حولهم . هذا هو حال مطاعمنا مع الأسف فبالإضافة للأسعار المبالغ بها وإن سلمت مما ذكرته سابقا لن تسلم من إزعاج الأطفال وعراك الأطباق والشوك والسكاكين وربما تفتح عليك الستارة عشرات المرات فالأطفال يسرحون ويمرحون ذهابا وإيابا لم يعلموا أصول الجلسة بتلك الأماكن وأدب تناول الطعام وربما يكون الأهل لاهين عنهم بجوالاتهم أجسادهم حول الطاولة وعقولهم تغرد خارجها . وأخيرا أقول للجميع كل عام وأنت بخير والأمة الاسلامية بسلام تقبل الله منكم صالح الأعمال وتحقيقا للرقي دعونا نرفع شعار: خذ راحتك ولا تأخذ راحتي .