رغم البيان الصحفي المشترك من قبل إدارتي الاتحاد والأهلي حول لقاء الفريقين المرتقب بعد اليوم (الاثنين) في ذهاب دور نصف نهائي آسيا 2012، والذي شدد بدوره على التنافس المحمود والأخلاق الرياضية العالية بتجمع الأحبة في (عروس البحر الأحمر). يبدو ذلك الخطاب بعيداً عن اللغة الواقعية، حديث المجالس والاستراحات والأصدقاء ومواقع التواصل الاجتماعي بعيدة كليا عن لغة ولهجة الخطاب المثالي، ارتفاع درجة حرارة التنافس ما بين جماهير الفريقين انعكست سلبياً حيال توزيع المقاعد في مباراتي الذهاب والإياب؛ إذ يقول نظام الاتحاد الآسيوي إن الفريق المستضيف يحق لجمهوره الجلوس على 92 بالمئة من إجمالي مقاعد الملعب، وتذهب فقط ثمانية بالمئة من المقاعد للجمهور الضيف وهو ما أصرت عليه إدارة الاتحاد التي نالت طلبها أخيراً واستحقت على ذلك 15 ألف تذكرة فيما ذهبت 2000 تذكرة لإدارة النادي الأهلي. الاتحاد يحدد آلية التوزيع - بعد التوزيع والتقسيم الرسمي الآسيوي تم شراء 15 ألف تذكرة من قبل نادي الاتحاد وأعلنت إدارة محمد الفايز خبراً عبر وسائل الاعلام لمن يريد الحصول على تذكرة تخوّل له حضور المباراة عبر الطرق التالية. أولاً يتم إعطاء كل عضو شرف اتحادي أربع تذاكر, ثانياً تسليم الاعضاء الحاملين لعضوية النادي تذكرتين, ثالثاً تسليم الرابطة الاتحادية بقيادة صالح القرني مجموعة من التذاكر, رابعاً الحصول على التذاكر عبر مراكز الأحياء في جدة, خامساً تسليم التذاكر لعمد الأحياء وهم مسؤولون عنها بشكل مباشر, سادساً يتم التنسيق مع المنتديات الاتحادية لتوزيع التذاكر, سابعاً وأخيراً يتم توزيع التذاكر المتبقية يوم المباراة في استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة. أنت اتحادي؟.. خذ تذكرة!!. - وبمجرد إعلان الخبر انتشرت الجماهير الاتحادية وأعلنت عملية البحث الكبيرة ونصبت كمينها من أجل خطف تذكرة واحدة على أقل تقدير لضمان الحضور ومؤازرة (النمور) بقيادة محمد نور, ولكن للأسف أصبح الجميع يدور في حلقة مفرغة؛ إذ لم يتمكن الكثير من جماهير الاتحاد من الحصول على تذكرة وبدأ الجميع في إطلاق الشائعات حول المكان الرئيسي الذي يوزع تلك التذاكر, فالجميع لا يعرف موقع عضو الشرف الذي يحمل أربع تذاكر, وليس كل اتحادي لديه بطاقة عامل في النادي تخول له الحصول على تذكرتين, أما مراكز الأحياء فلم تصلها جميع التذاكر, بينما كمية كبيرة منها كانت بحوزة عُمد الأحياء . وحصل بعض الإعلاميين والصحفيين غير الاتحاديين على كمية من التذاكر من قبل الشرفيين الاتحاديين مما سبب زعزعة كبيرة وانقساما كبيرا داخل الإعلام الاتحادي الذي بات يقول إن طريقة بيع التذاكر للجماهير كانت أفضل وأجدى من تقسيم الكعكة لأعضاء الشرف وغيرهم. استقبلت المنتديات الاتحادية العديد من التذاكر وأعطت لبعض مسؤوليها كمية كبيرة من التذاكر التي وصلت إلى حد ما للمشجعين الاتحاديين الغيورين. الجماهير تحطم أبواب النادي - دائرة مفرغة لا يوجد بها مخرج يؤدي إلى حل, لم تستطع جماهير الاتحاد التحمل أكثر ونفد صبرها وخرجت للنادي رغماً عنها؛ من أجل الحصول على التذكرة المزعومة ووقف أمام بوابة مقره أكثر من 300 مشجع اجتمعوا لأكثر من ساعتين دون أن يجدون رداً؛ لذلك كان حرياً بهم كسر القفل والتوجه نحو مكتب الرئيس المهندس محمد فايز قبل أن يعترضهم مسؤولو الأمن الذين أخرجوا المشجعين بأيادٍ فارغة لعدم وجود مسؤول رسمي حينها. بعد ذلك كله جاء الرد من نائب الرئيس عادل جمجوم باستدعاء دوريات الأمن لمقر النادي ليس لمنع الجماهير من الدخول، ولكن لترتيب وتنظيم دخول الجماهير فقط مؤكداً أن التذاكر نفدت كلياً وهي موجودة فقط عبر القنوات التي تم الإعلان عنها سابقاً. السوق السوداء تشتعل - اجتاحت تذاكر مباراة الاتحاد والأهلي السوق السوداء، وأصبح لزاماً على من يريد الحصول على تذكرة الذهاب هناك والخضوع لإرادة البائع التي وصلته مجموعة من التذاكر مجهولة المصدر. في تلك الأثناء أعلن موقع "حراج" عبر شبكة الإنترنيت عن وجود أكثر من 15 تذكرة لحضور المباراة، وأعلن صاحبها عن بيع الواحدة بمبلغ 200 ريال مشترطاً تواصل المشتري الجاد فقط. استياء كبير في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" من آلية توزيع التذاكر، ومحملين الإدارة الاتحادية سبب الفوضى والضياع لجماهير الاتحاد، وتم إنشاء معرف جديد في "تويتر" من قبل أحد الأفراد الذي وضع اسم حسابه ب "تذاكر الاتحاد والأهلي" وناشراً لحسابه بين كبار المغردين بهدف البيع. المفاجأة وذهبت "دنيا الرياضة" إلى السوق السوداء في جدة وبحثت عن حقيقة توفر التذاكر من عدمها وكانت المفاجأة أن التذاكر موجودة ولكن من يدفع؟.. إذ يصل سعر التذكرة الواحدة في السوق السوداء إلى أكثر من 400 ريال؛ بينما السعر الرسمي لتذاكر دوري أبطال آسيا لا يتجاوز ثلاثين ريالاً فقط, فمن المتسبب يا ترى في قفز الأسعار بشكل خرافي؟!. والتقت "دنيا الرياضة" بعدد من المشجعين الاتحاديين الذين صالوا وجالوا بحثاً عن التذاكر، وتكلم منهم على استحياء والبعض بغضب، روى المشجع الاتحادي داوود فلاتة قصته في سبيل نيل التذكرة فقال: "أعلنت الإدارة الاتحادية عن توفير التذاكر في كل مكان من أجل تسهيل عملية البحث وعدم وجود ازدحام جماهيري كبير في النادي، للأسف ذهبنا في كل مكان وحتى استاد الأمير عبدالله الفيصل ولم نجد شيئاً هنالك تذاكر تباع بأسعار عالية ولن نشتريها لعدم مقدرتنا على الشراء وشيء محبط أن تكون مباراة لفريقك المفضل الذي يلعب دورا مهما في بطولة آسيا ولا تتمكن من الحضور". ورمى المشجع عادل الزهراني سهام الاتهام في جميع الاتجاهات وقال: "طريقة توزيع التذاكر غير حضارية، إدارة الاتحاد كان عليها أن تعطي التذاكر لأشخاص ثقات, تضررنا كثيراً وتعبنا ولم نستطع الحصول على تذكرة واحدة، يا إدارة الفايز: "هل يحدث مثل هذا التوزيع في الأندية الأوروبية والعربية؟!، هل فعلها من قبل الأهلي المصري أو الإفريقي التونسي؟!، هل نحن أفضل من غيرنا؟!". وندب محمد النجدي حظه بعدم الحصول على تذكرة وقال: "لو بادرت إدارة الاتحاد بإعطاء تذاكرها لشركة صلة التي تستطيع التوزيع والبيع بأكثر من طريقة جيدة، لسنا بحاجة للتذاكر المجانية ولدينا النقود لشرائها من المكان الصحيح، لو جعلت البيع في منافذ استاد الفيصل لكان أجدى وأفضل من تلك الطريقة غير الحضارية". وامتعض عمر الحسني من طريقة الحصول على التذاكر من قبل العُمد أو في السوق السوداء، وأكد عدم حضوره للقاء ما دام هذا هو طريقتنا وتفكيرنا في الكرة السعودية فلا بأس من متابعتها في المنزل بعيداً عن الإزعاج والتعب والملل.