أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زروقي عن القلق البالغ إزاء استهداف وتشويه الأطفال في سوريا، وبخاصة من قبل القوات الحكومية. ودعا بيان صحفي صادر عن مكتب زروقي جميع أطراف النزاع الامتناع عن عمليات تستهدف المدنيين بينهم الأطفال واحترام دعوة الأمين العام والجامعة العربية لوقف النار على الأقل من أجل الأطفال، مبينًا أن العديد من الأطفال قتلوا حتى الآن. وقال البيان إن التقارير أفادت أنه في الأيام القليلة الماضية، كثفت الحكومة السورية هجماتها الجوية على مناطق سكنية خاصة في إدلب وحلب ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين، وتأكيد ذات التقارير تدمير مبنيين سكنيين ومسجد في قرية معرة النعمان كان نساء وأطفال يحتمون فيها مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 طفلاً كما تردد. من جهته، استقبل الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عدنان بن خليل باشا بمكتبه بالأمانة العامة الوفد الأممي الإنساني المشترك لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمكون من رضوان نويصر والمنسق الإنساني بسوريا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبانوس ممتزيس وعمران رضا مدير مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالمملكة وناقش معهم سبل تعزيز العلاقة بين الهيئة والمفوضية لتقديم المزيد من العون والمؤازرة للاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا. وقد رحب الباشا بهذا الوفد مؤكداً أهمية التعاون المثمر بين الطرفين وضرورته من أجل تطويق معاناة هؤلاء المنكوبين لاسيما وأن الهيئة رافد من روافد العمل الخيري بالمملكة انطلاقاً من مبادئها الإنسانية لا تدخر جهداً في سبيل تقديم مثل هذه المساعدات حيث استنفرت طاقتها للغوث منذ وقوع هذه الأزمة. وقال الباشا إن الهيئة تتفاعل مع مثل هذه القضايا في كل زمان ومكان ضاربة في ذلك مثلاً رائعاً للهيئة إبان وقوفها بجانب الشعب الصومالي في محنته. وأشار الباشا إلى أن الهيئة حثت ودعت مكاتبها في الأردن ولبنان وتركيا للمزيد من التعاون والتنسيق مع المفوضية في سبيل تقديم المساعدات الممكنة لهؤلاء اللاجئين حتى تنزاح عن كاهلهم وبعون الله تعالى هذه المآسي والهموم. وقد أثنى الوفد الأممي في هذا اللقاء على جهود الهيئة في هذا المجال داعياً المزيد منها خصوصاً وأن هناك مليونا ونصف المليون لاجئ سوري يصارعون الحياة ويتكبدون المشاق ويحتاجون إلى المزيد من المساعدات الغذائية والمأوى والكساء والخدمات الصحية خصوصاً في فصل الشتاء. وقال الوفد إن بعض الجهات العالمية لم تمنح للجانب الإنساني في هذه القضية الاهتمام الكافي مما يؤكد أن حجم المساعدات لم يكن الحجم المطلوب ولم يتعد (30%) الأمر الذي يدعو إلى تكثيف الجهود من قبل كل المنظمات الإنسانية. وميدانياً، تعزز قوات عسكرية غربية من وجودها في الأردن، مما يمهد الطريق لاستخدام الأردن كمنصة لنوع ما من أنواع التدخل العسكري المحتمل في سورية المجاورة، وفقا لخبراء. وكشف وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأسبوع الماضي انه تم إرسال 150 ضابطا عسكريا أمريكيا إلى الأردن، مما يدعم مزاعم المحللين والدبلوماسيين بأن عمان تعزز دفاعاتها بمساعدة غربية. ولكن الولاياتالمتحدة ليست القوة الغربية الوحيدة التي لديها ضباط في الأردن. فقد قال مسؤولون محليون ودبلوماسيون غربيون إن بريطانيا وكندا وفرنسا أرسلت مستشارين عسكريين ومعدات إلى الأردن للمساعدة في منع امتداد الصراع السوري عبر الحدود. وقدروا إجمالي عدد الضباط العسكريين الغربيين الذين ينشطون في المنطقة الحدودية ب "أكثر من 1000 "عنصر. من ناحية أخرى، يحذر سوريون ينتمون لطرفي الصراع الدموي الدائر في البلاد منذ أكثر من عام ونصف العام، من أن الحرب في سورية تشكل تهديدا خطيرا للمواقع الأثرية والتراث الثقافي للبلاد، وذلك في ظل تدمير عدة مواقع أثرية بالفعل نتيجة لانفجارات بالإضافة إلى تعرض قطع أثرية تاريخية قيمة للنهب. ويشمل تراث البلاد قطعا أثرية ترجع إلى العصور اليونانية والإسلامية والرومانية والآرامية القديمة. وتم تسليط الضوء على الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية عندما بدأت المعركة من أجل السيطرة على حلب، أكبر مدن سورية، قبل عدة أشهر. وقد التهمت النيران ما بين 700 وألف محل تجاري في سوق المدينة الذي يرجع إلى العصور الوسطى والمدرج على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. ويقول بسام الحلبي، وهو ناشط معارض في حلب إن "الجيش اتخذ مواقعا له داخل المواقع الأثرية وبصفة خاصة في القلاع القديمة، بما في ذلك المواقع الأثرية في مدينة حلب، وحولها إلى مواقع عسكرية". واتهمت الحكومة المعارضين بتحويل المساجد التاريخية في محافظتي حلب وحمص إلى مستشفيات ميدانية وباستخدام القلاع كمتاريس. وأظهرت لقطات فيديو بثت على الإنترنت الجامع الكبير، الذي يعرف أيضا باسم الجامع الأموي والمبني في موقع لمعبد روماني سابق وكاتدرائية بيزنطية في حلب، وقد دمر بشكل جزئي. وملأ الدخان الأسود المسجد وتمت تغطية الأرضيات، التي كانت مفروشة بسجاد ذي تصميم جميل وكان يؤدي عليها المصلون صلواتهم، بالحطام. وقال الحلبي: "انفطر قلبي عندما شاهدت الجامع الكبير وقد اندلعت فيه النيران ولم أتمكن من فعل أي شيء بسبب القصف الشديد الذي يشنه بلطجية الأسد على المنطقة". وأضاف: "إنها كارثة. يتم تدمير أقدم مدينة في العالم على يد ما كان يعرف يوما بجيش هذه المدينة". عناصر من الجيش السوري الحر يجهزون أسلحتهم لجولة جديدة من المواجهات في ضواحي حلب. (أ.ف.ب)