ضرب الإرهاب العاصمة اللبنانية "بيروت" مجددا أمس باغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، بعبوة ناسفة أحدثت انفجارا هو الأعنف منذ اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري 2005. فبعد موجة تصريحات محذرة من عودة الاغتيالات والتفجيرات أطلقتها قوى 14 آذار خلال الفترة الماضية، ملمحة إلى خطوات قد يقدم عليها النظام السوري لتخفيف الضغط على نفسه، استهدف الانفجار الذي وقع في محلة الأشرفية العميد الحسن المحسوب على تيار الحريري ويترأس الجهاز الأمني الذي حقق إنجازات أمنية كبيرة آخرها كشف المخطط التفجيري الذي تورط فيه الوزير السابق ميشال سماحة ومسؤولون سوريون. في حدث هو الأخطر منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، عانت منطقة الأشرفية شرقي بيروت أمس من امتداد ألسنة اللهب السورية، و لم تنفع سياسة النأي بالنفس كما يبدو، إذ اغتالت يد الغدر المسؤول الأمني البارز العقيد وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. الذي ينظر له النظام الأسدي على أنه ألدّ أعدائه. وكان الحسن يتولى مسؤولية حراسة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وأسهم بدور كبير في الكشف عن المؤامرة التي خطط لها الوزير السابق ميشيل سماحة بحمل عبوات ناسفة لتفجيرها في مناطق "سنية" خلال شهر رمضان الماضي؛ لإشعال فتنة طائفية. كما أدت جهوده إلى تفكيك كثير من خلايا التجسس التابعة لإسرائيل. وفي وقت، اقتصرت ردود الفعل الأولية على إدانة الحادث واستنكاره، لوحظ توجيه بعض نواب قوى 14 آذار أصابع الاتهام في اتجاه سورية وحلفائها باعتبارها الأكثر استفادة من تعكير الاستقرار الأمني لإشاحة النظر عن الوضع السوري وتورط "حزب الله" في الصراع. وفي تفاصيل الحادث، أنه في الثالثة بعد الظهر وقع انفجار في محلة ساحة ساسين في الأشرفية نتج عن عبوة ناسفة وضعت في سيارة مفخَّخة مقابل مكتبة الفرح على بعد 200 متر من "بيت الكتائب"، و400 متر عن مقرالأمانة العامة لقوى 14 آذار، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان حيث غطّت سماء المنطقة. وأحصى الدفاع المدني في حصيلة أولية سقوط 8 قتلى و78 جريحاً عملت سياراته والصليب الأحمر على نقلهم إلى مستشفيات قريبة، بينما عملت عناصر الدفاع المدني على إخماد الحريق، وسط حالة من الهلع والخوف في الشارع، وعمدت القوى الأمنية إلى إبعاد المارة عن المكان وإفساح المجال لإخلاء المصابين. وفور شيوع نبأ الانفجار صدرت ردود الفعل المندِّدة والمستنكرة وقال النائب نديم الجميّل الموجود خارج لبنان "الأشرفية تدفع ثمن التضحيات من أجل الوطن في السلم كما في الحرب، رحم الله من استشهد اليوم وحمداً لله على سلامة الناجين والمسيرة مستمرة".