فأل خير عطفاً على حسن الظن بعون الله أولاً ثم بجهود متضافرة بدأت ومعها تنفسنا الصعداء، وانتفض حس الرفض للتراجع المخيف لواقع رياضتنا السعودية، فسياسة المسكنات ما عادت تجدي نفعاً، والبحث عن (شماع) يعلق عليه أخطاء صريحة هو من الأساليب البالية، فلا إقالة مدرب وإحضار آخر يعد الحل، ولا اتهام ولوم الحكام، ولا التمحك بالإرهاق وكثرة الإصابات، ولا إدانة فرد من منظومة عمل متكامل أي ما يستوجب معاتبة كل واحد بصفته وشخصه، ولا الموضة الجديدة (غياب الروح) تعد منطقية فنحن بحاجة إلى حلول جذرية وخطوات فاصلة بين الغرق والوصول إلى بر الأمان. لا لأوهام التميز والصدارة بجهد هزيل وخطى مترنحة أو متثاقلة، وتجاهل الترتيب والتصنيف العالمي الذي يهوي للقاع كل مرة، وما من مجال لتكميم أفواه نقاد لهم قلوب محبة لمصلحة رياضة الوطن بولاء ناضج يقول كلمته للتذكير أو التنبيه أو التحذير، أو لفت انتباه لما تأخر معالجته سهواً أو لوجود أولويات أشغلت أصحاب الشأن عنه. لا وألف لا، سنشهرها في وجه من تقصد التماس الأعذار لمقصر أو متخاذل أو مصاب بلوثة فرط ثقة بالنفس، والكبار قدوة لصغار سن وقليلي خبرة ممن الشهرة والمال والصعود الصاروخي قد يفقدهم السيطرة على توازن سيرهم لصنع خطوات ثابتة تسجل لهم ولمصلحة الرياضة بشكل عام. كما لابد أن نشد من أزر مدربين أجانب يميزهم أنهم لا يقرؤون العربية ولا يفقهون في لهجتنا المحلية كي لا يستقرئوا الضجيج وغوغائية أحكامنا المتشنجة والمحبطة أحياناً، فتركيزهم وخطابهم للأداء وليس للأسماء، والتميز للاعب أثبت نفسه على المستطيل الأخضر لا لأنه فلان أو علان ربيب الدلال الإعلامي أو الجماهيري، كلهم سواسية ولا معنى عنده إلا لمن تحدث بلسان أفعال فصيحة وواضحة تثبت جديته واستحقاقه، فيكافئ محسناً ويعاقب مخطئاً. لنبرهن أن رياضتنا تتوعك قليلاً ولكن يظل نبضها حياً، وأنفاسها تستنشق هواء نقياً يضمن لها حياة واستمراراً. تعبنا الولاء للأندية المحلية من دون حرص ولا متابعة بل واستهتار وشماتة بإخفاقات المنتخب الأول الذي يعد حصاد الأندية مجتمعة، وتوليفته من صفوة الصفوة منها، ومستواه يتحدث عن مخرجاتها وقوتها وجودة إعدادها، ومستوى لاعبيها، بل يعبر عن مرحلة ومستوى جيل بأكمله. ولنذكر اللاعبين أن المفترض بهم أن يتجاوزوا مرحلة التخدير والخديعة التي جعلتهم يغترون ولا يحترمون الخصوم، وتكرر حكاية (الأرنب والسلحفاة) حين فازت حبوراً وهزم غروراً وغطرسة، فبمثل تلك السلوكيات تقلب الطاولة والنتائج، ومن يعتقد القدرة على العودة في أي وقت فلقاء أندية تنتظر تحقيق المراد ثم تقاتل لتحافظ عليه قد تلخبط أوراق أي فريق، فما أكثر ما خيبت أندية آمال جماهيرهم أمام من لا يقارن بخبراتهم وقدراتهم تحت تأثير ذات المبدأ، ولاعبون في زمن الاحتراف يجدر بهم عدم التجاوب مع تخمينات تشبه التأكيد تعدهم أن الانتصار لهم قبل أن يلعبوا فيحضروا بأداء باهت، ويظهر محبو الاستعراض ويمارسوا هواياتهم تلك على حساب ميزات اللعب الجماعي وروح الفريق إلى أن تحصل الهزيمة، ولهؤلاء نقول من يبرر تأخراً أو هزيمة ويقول: إن هذا حال الكرة مكسب أو خسارة سنحترمه وتطيب بكلماته النفوس لكن لابد أن يكون أدى ما عليه وبذل مجهوداً، وقدّر من جاء لدعمه ومساندته، ومن ظل على عهد معه ورفاقه على الحلوة والمرة. بنبرة واحدة لنتحدث عن السلوكيات المستهجنة والمرفوضة من الجماهير وننتقدها، ونعيد ونكرر إلى أن يتغير سوء استعدادات الملاعب ومستواها، وأرضياتها، وجوع الجماهير، ونخمن ونحلل ونسأل ونذكر بعزوف وإحجام الجماهير عن الحضور للمباريات، ونصرح بضرورة توفير ما يغريهم بالحضور وترك راحة المشاهدة بالبيت أو بين زمرة أصدقاء ومتابعة جماعية في أجواء أفضل وأريح مما عليه حال الملاعب. .. نريد أياماً مستقبلية مختلفة بالشكل والمضمون فشرع الرياضة إما أن نكون أو لا نكون والبقاء للأكثر تألقاً، وإن توقفنا فغيرنا يعمل بصمت وها هو يحصد الثمر، ونحن لا ينقصنا إمكانات مادية ولا معنوية ولا رغبة ولا إرادة ولا حتى مواهب كي لا نطمع بالأفضل.