ما تزال أحلام اليقظة تداعب الجفون وتسرح بالعقول بعيدا إلى أجواء ربيع لم يتحقق حتى يومنا هذا، فالجميع بانتظار أن تنصب أعمدة الإضاءات لتنير أركان ملعب اختلفنا كثيرا في تحديد موقعه وكذلك موعد صرف اعتماداته، والجميع أيضا بانتظار نهوض الأقدام (المليونية) التي مازالت تتلمس خطاها المتعثرة في فناء الرياضة العالمية. وما بين حلم وحلم وبيان وآخر نسينا وربما تجاهلنا بناء وعي الإنسان وتنمية ثقافته ومسؤولياته تجاه المجتمع والوطن والمكتسبات لن تجدي أنظمة (جباية) أموال العقوبات من جيوب الأندية في كبح جماح الجماهير المتجاوزة للأسوار والآداب سواء من خلال تلك الصرخات المستهجنة أو رشق زملاء عمر المهنا بكل ما خف حمله وثمنه ولن تجدي تلك العقوبات أيضا في تحجيم ألسنة مسؤولي الأندية والذين أجاد بعضهم تحوير الطريقة و(تنميق) الوسيلة لإحداث خلط في فهم لجنة الانضباط لدرجة أن لغويي هذه اللجنة لم يفرقوا بين التهمة والإساءة ولم يتفوه رجال بلاغتها بكلمة تجاه ذلك التصريح المتهكم والمذيل بتوقيع (المعنى في قلب الشاعر)!. يظل الإعلام في ظل هذه الأجواء هو الناقل والمؤجج بل والفاعل الخفي في بعض الأحيان حتى أصبحت الرياضة لدينا أكثر إثارة وضجيجا خارج الملعب عنه بداخله وأضحى الإعلام هو المسير الفعلي والخفي للمدرج والملعب على حد سواء، ولذلك فإننا نترقب في المستقبل القريب حزمة من الأدوار الإيجابية لإعلامنا تهدف لوأد هذا التأجيج وتقنين هذا الصخب وخصوصا أننا مقبلون على رحى مباريات مصيرية ستخفق لها القلوب وتحبس فيها الأنفاس. وكم كنت أتمنى أن تجير لجان الانضباط هذه المبالغ المقتطعة من خزائن الأندية لما هو أكثر نفعا من خلال استثمارها في نشر برامج توعية مكثفة للشباب من صغار السن والذين يشكلون الشريحة الكبرى من رواد الملاعب وذلك بهدف خلق ثقافة مدرج مثالية وهذا أجدى من الترصد للتجاوزات بعيون ونظام (ساهر)! SMS تحدث رجالات الأهلي عن حضور فريقهم كمنافس فقط دون التصريح بأي وعود حقيقية تهدف لتحقيق البطولة وهذا مبدأ عقلاني حكيم، ولكن منحنى المنافسة هذا اليوم يستلزم التخلي عن مفهوم (يمكن ويمكن) ويستوجب العمل باحترافية مطلقة تحقق الثبات الفني والنفسي والإداري ويهدف لرتق الثقوب الواضحة مع إشاعة روح الأهلي البطل دون الاكتراث للمعوقات والتحديات والتي بدأت معالمها تتضح من قنوات وأقلام وتصريحات الغمز واللمز. لقد وجد الأهلاويون أنفسهم مع نهاية هذه الجولة في المقدمة وهذا لم يأت نتيجة عوامل تعرية أو ظروف قاهرة أصابت منافسيه أو بفعل فاعل كما يروج (الراسبون) بل نتيجة تخطيط وتنسيق ودعم نتمنى أن يستمر شريطة أن تتولد القناعة لدى رجال القلعة بأن مجرد المنافسة قد أصبح أقرب لهدف لا يصح التنصل من تحقيقه أو تبرير تبخره!.