بمجرد انتهاء مباراة المنتخب السعودي الودية أمام منتخب الكونغو دقت طبول الطبالين، وعلت صيحات الفرح من بعض مسؤولي المنتخب السعودي و رأينا اندفاعهم لاحتضان اللاعبين حتى أوحي للمتابعين بأن المنجز أكبر مما كان يُتخيل، ولم يتوقف الأمر عند هذا فصرح المدرب بأنه معجب بروح اللاعبين، فيما أبدى مدير المنتخب سعادته بالفوز، ولا أدري صراحة هل السماح لمنتخب مثل الكونغو بتسجيل هدفين في مرمى المنتخب ومن ثم الركض بلا هدف ومن كل اتجاه للحاق بهم ومن ثم تجاوزهم يعد إنجازاً. عفواً ريكارد.. عفواً خالد المعجل.. وعفواً حتى لبعض الزملاء الإعلاميين الذين "طاروا بالعجة" وهللوا وكبروا لذلك الفوز الذي أقل ما يقال عنه بأنه ضعيف وعلى فريق ضعيف ومنقوص منه ثمانية من لاعبيه الأساسيين. أقول عفواً ولا أدعي الفهم لوحدي لأن الأمر كان واضحاً للعيان ولأن جماهير الكرة باتت تفهم أكثر وأكثر بل وأكثر من بعض ممن يعملون فيها، ولن أطيل في شرح الجوانب الفنية السلبية التي أراها تتكرر في كل مباراة للمنتخب السعودي وبذات التفاصيل منذ سقطة كأس آسيا في قطر وحتى الآن بل سأكتفي بأن أهداف المنتخب السعودي الثلاثة كلها جاءت من كرات ثابتة فيما عجز ريكارد وطريقته ولاعبوه عن صناعة هدف من العمق أو حتى من الأطراف أو من جملة تكتيكية تشفع له. وبأمانة وبعد أن رأيت ردة الفعل بعد الفوز في مباراة ودية أمام الكونغو لم يكن أمامي إلا أن أردد "الله يرحم حالك يا منتخبنا"، لأن الحال لا أراه سينصلح مادام المسؤولون عنه ومن حولهم المطبلون يتعاطون معه بتلك الطريقة. يا ناس.. ياللي فوق.. ياعالم منتخبنا يعاني.. يعاني.. يعاني وإصلاح الحال لن يتم إلا بالتغيير ولا غيره.. فإما تغيير رؤية وفكر القائمين عليه أو تغييرهم هم أنفسهم. المنتخب السعودي يسير بلا هدف استراتيجي ولا رؤية مستقبلية ولا حتى حالية؛ فلا يعرف المتابع هل المنتخب في مرحلة بناء أم أنهم يبحثون عن تحسين مركزه بأي طريقة.. أم.. أم.. وحتى لا أُوصف بالمتشائم "ويعلم الله بأني لست كذلك" ولكنها الغيرة على سمعة منتخب الوطن؛ سأكتب ما أراه أمراً مساعداً لتطويره وتحسين مسيرته. وفي رأيي أن فكرة تجديد الدماء وبناء المنتخب فكرة جيدة كخطة ولكن عند التطبيق يجب أن لا نبدأ من رأس الهرم.. بمعنى أن التجديد يجب أن يمر بالفئات السنية وأن لا يتم تغيير الأعمار وحتى اللاعبين بشكل مفاجيء لا يحدث الانهيار، أما التغييرات المستمرة وعدم الاستقرار فنتيجتها بالطبع منتخب كسيح؛ لأن القوة كما أنها تعتمد على المهارة واللياقة فإنها تعتمد وبشكل أكبر على الثقة والثبات. وأقول للإخوان في إدارة المنتخب ولن أقول لريكارد لأن الرد سيأتي سريعاً من.. الزفة: "أنت تعلم ريكارد"! أقول لهم أنظروا حولكم وحواليكم تابعوا أقوى المنتخبات وأعتاها في جميع القارات وستجدون المنتخب الوطني لا يفتح أبوابه لمن هب ودب لأن الخيارات لا تخضع للمجاملة من المدرب ولا المساومة من النادي بل تخضع للمستوى الفني لا غيره والقائمة المختارة هناك لا تضم إلا أفضل لاعبي الدوري أو البطولات المحلية بالإضافة إلى اللاعبين المحترفين في الخارج وتحديداً المتألقين منهم، أما بدلاء الأندية فلا مكان لهم إلا في حالات نادرة فقط .. وكل ما سبق يأتي بعد تحديد الهدف لا قبله. إذا لم تعلم أين تذهب، فكل الطرق تفي بالغرض.