كل شيء يمكن فيه التأجيل والتراخي إلا فيما يتعلق بصحة، وأمن، واستقرار الإنسان. فما نطمح إليه من قبل القائمين على تقديم خدمات الطوارئ من إسعاف، ودفاع مدني، وشرطة توحيد أرقامها إلى رقم طوارئ مشترك كما في الدول التي سبقتنا بتجاربها والتي لم تجعل مثل هذه الأرقام المشتركة عبثاً بل لأجل ما وجدوه من فائدة تعود على طالب الخدمة بالإنقاذ من النكبات التي تحتاج إلى تشريك تلك الأرقام لتلك الجهات الهامة وجعلها تحت رقم واحد مثل رقم الشرطة الحالي 999، او تحت الرقم العالمي للطوارئ. والغرض من هذا التشريك والاندماج تحت رقم مشترك لتلك الجهات ضروري جداً، وليس أمرا ترفيا، أو تقليديا فالواقع اليوم يفرض نفسه حيث ان هناك مواطنين، ووافدين لا يعرفون أرقام كل جهة على حدة مما يعيق سرعة إنقاذ المستغيث. وأتمنى أن يتم التأكد من كلامي من قبل القائمين على تلك الجهات المعنية، فتجد طالب النجدة، والذي يكون التركيز لديه أساسا متدنيا بسبب هول، وضغط الصدمة النفسية، وبسبب الحادث الذي يمر به، ويفقده التركيز، فكيف سيستجيب العقل لديه بسرعة طلب أرقام الطوارئ بتصنيف ما يوائم، ويناسب حالته؟!، وهو بالأساس في حالة لا تسمح له في تذكر أرقام الجهة التي يطلبها لإنقاذه!!، ففي مثل الحالة النفسية لطالب النجدة من الصعب أن تساعده حالته في تحديد موقعه، ونوع حالته، فكيف سيتذكر أرقام الطوارئ المختلفة التي تقدم خدمات الإنقاذ للأرواح؟! مثل الإسعاف، والشرطة، والدفاع المدني التي نعلم من القائمين على تلك الجهات تجاوبهم، وتفاعلهم مع كل ما يخدم الصالح العام، وهم حريصون عليه، ولا نزايد على ذلك، فتوحيد أرقام تلك الجهات تحت رقم واحد هو الحل الأفضل، والأمثل والمناسب، والأجدر أن يطبق حيث ان هناك، وافدين، وأطفالا لا يستوعب إدراكهم حفظ أرقام الجهات المذكورة كل واحدة على حدة مع تفعيل خاصية تحديد موقع المتصل، وتسجيل الاتصال لكي يتم ضبط الأمر بشكل عملي، وعلمي كما هو مطبق في غرف عمليات الدفاع المدني، والاستفادة من الوسائل المتاحة، والتي ليست عالية التكلفة وقد نجدها موجودة في أنظمة شركات الاتصالات، ولم تفعل، ولم يستفد منها بشكل يخدم الصالح العام ففي توحيد ارقام الطوارئ ضمن غرفة عمليات مشتركة، وترقيم الشوارع، والأحياء بدلاً من تسميتها بأسماء شخصية، أو وصفية كما هو متبع في مدينة الجبيل الصناعية، ولمثل هذا الترقيم فوائد عديدة لا يتسع المجال لذكرها، ولكن مع عرض توحيد أرقام الطوارئ، والشيء بالشيء يذكر لترابط ترقيم الشوارع مع توحيد أرقام الطوارئ في تقديم خدمات الطوارئ بشكل أفضل حيث تختصر الوقت، والجهد على طالب المساعدة، ومتلقي طلب المساعدة، والله المعين وصلى الله على سيدنا محمد..