سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"خدمة البحث والإنقاذ" بالأقمار الصناعية تحد من حوادث المفقودين في البر والبحر يجب إلزام وسائل النقل البرية والبحرية تركيب أجهزة الاستغاثة.. الهزاع ل "الرياض":
طالب أحد المختصين والمهتمين بخدمة البحث والإنقاذ بضرورة إلزام وسائل النقل المختلفة سواء البرية أو البحرية والطائرات استخدام أجهزة الاستغاثة التي ترتاد المناطق البعيدة أو النائية. وقد أطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة العامة للطيران المدني ووزارة الداخلية ممثلة بمركز القيادة والسيطرة والتحكم في مطلع هذا العام 1429ه برنامج خدمة البحث والإنقاذ بالمملكة باستخدام الأقمار الصناعية بعد موافقة مجلس الوزراء. ولأهمية هذا الخدمة أجرت "الرياض" حواراً مع المهندس عبدالرحمن الهزاع احد المتخصصين والمهتمين بهذا المجال وهذا نص الحوار: @ هل لك أن تعرض لنا نبذة مختصرة عن نظام البحث والانقاذ بالاقمار الصناعية؟ - تتجلى فائدة هذه الخدمة بالحد باذن الله من الحوادث التي يتعرض لها المفقودون والتائهون من الهلاك عطشا بالصحراء او غرقا بالبحر وذلك باستخدام جهاز خاص لطلب الاستغاثة عند تعرضهم لمخاطر على حياتهم ويتلخص نظام البحث والإنقاذ بمنظومة متكاملة من العناصر التالية: - أجهزة استغاثة قادراً على الاتصال بالأقمار الصناعية وهي ثلاثة أنواع (للأفراد وللمركبات البحرية وللطائرات) - مجموعة أقمار صناعية تغطي الكرة الارضية - محطات ارضية لاستقبال اشارات الاستغاثة من الاقمار الصناعية بعدد (42) محطة منتشرة حول العالم - مراكز للبحث والإنقاذ بدول العالم عند تعرض حامل جهاز الاستغاثة للخطر يقوم بتشغيل الجهاز ليبدأ بإرسال إشارة استغاثة تلتقط عن طريق الأقمار الصناعية التي تقوم ببثها إلى المحطات الأرضية حول العالم ومن ضمنها مركز رصد واستقبال إشارات الاستغاثة بالمملكة حيث يتم تحديد هوية الشخص وموقعه لدى جهات الإنقاذ التي تقوم بأداء اللازم نحوه ممثلة بحرس الحدود والأمن العام والدفاع المدني. علماً بان الإشارة المرسلة من جهاز الاستغاثة تحمل معلومات مبرمجة مسبقا عن هوية طالب الاستغاثة وتحدد بدقة إحداثيات موقعة الجغرافي بخطوط الطول ودوائر العرض. @ هل لكم أن تحدثونا عن جهاز الاستغاثة الخاص بالافراد؟ - جهاز الاستغاثة الخاص بالأفراد هو جهاز خفيف الوزن بحجم جهاز الجوال تقريبا، سهل التشغيل في حالة الطوارئ يعمل مباشرة بضغطة زر واحدة فقط. تستمر صلاحية بطارية الجهاز بالمعدل ل (7) سنوات وهو مقاوم للصدمات ولتسرب المياه ايضا وفي حالة سقوطة في الماء فإنه يطفو على السطح للاستمرار في إرسال إشارات الاستغاثة اتوماتيكيا لمدة تصل لحوالي 24ساعة. يستلزم برمجة جهاز الاستغاثة وتسجيله لدى المؤسسات المصرح لها بالمملكة ببيع الأجهزة قبل استخدامة بحيث تقوم المؤسسة بتدوين المعلومات الشخصية الرئيسة للمستخدم مثل اسمه ورقم هاتفة الخاص واسماء وارقام اسخاص للطوارئ بعد ذلك يتم إدراج هذه المعلومات بقاعدة بيانات عالمية ويعطى بعدها المستخدم رقماً عالمياً وحيداً خاصاً لجهازه. في حالة الطوارئ لا سمح الله يتم من خلال هذا الرقم التعرف إلى هوية طالب الإغاثة والاتصال على هاتفه للتأكد من صحة إشارة الاستغاثة قبل إرسال فرق الإنقاذ. @ ما الذي سيضيفه نظام البحث والانقاذ للمواطن وللجهات المعنية بالانقاذ؟ - قبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أوضح أساليب البحث والإنقاذ المتبعة حالياً للمفقودين في الصحراء التي تبدأ بإبلاغ من الأقارب عن المفقود بعد عدة ساعات أو أيام وهي مدة تعتبر طويلة في علم الإنقاذ وتعرض حياة المفقود إلى الخطر وخاصة في الصحاري بأوقات شدة الحر بالإضافة إلى عدم معرفة الموقع الجغرافي للشخص المبلغ عنه لمساعدة فرق الإنقاذ للوصول إليه بسرعة، وفي العادة تلجأ فرق الانقاذ الى إرسال فرق أرضية للبحث في الأماكن المتوقع أن يكون الشخص المبلغ عنه قد تاه فيها وفي حال عدم العثور عليه يتم الاستعانة بالطائرات العمودية للبحث عنه بالإضافة للفرق الأرضية، إلا أن النتيجة في كثير من الحالات هي الوصول إلى الشخص المفقود بعد فوات الأوان ومازلنا نذكر ماحدث للعائلة المنكوبة في منطقة حائل والتي تم العثور عليها صدفة بعد مرور أكثر من شهرين من اختفائهم. أما الطريقة المتبعة حاليا بالنسبة للمفقودين في البحر فالمشكلة اكثر خطورة حيث يتم الإبلاغ عن فقدهم عن طريق اقاربهم او اتصال المفقودين بالهاتف الجوال لطلب النجدة (اذا كانت حالتهم تسمح بذلك وتوجد تغطية بالشبكة الهاتفية) الا أن هناك مشكلة بعدم تعرف فرق الانقاذ على احداثيات موقع الشخص المحتاج للمساعدة مما يؤخر وصول فرق الإنقاذ، وقد سبق أن نشرت احدى الصحف حادثة تعطل قارب احد الصيادين ومكوثه بالبحر تتقاذفة الامواج عدة ايام إلى أن أنقذته سفينة عابرة، لذا فان ما يضيفه نظام البحث والانقاذ للمستخدم هو سرعة وموثوقية وصول طلب استغاثة للجهات المعنية مع تحديد إحداثيات موقع المستخدم وهويته. واما مايضيفه النظام للجهات المعنية باعمال الانقاذ هو توفير الجهد والوقت والتكاليف المادية حيث لا داعي لتمشيط مناطق واسعة للبحث عن المفقودين ويكتفى بإرسال فرقة الانقاذ المناسبة للموقع المحدد إحداثياته. وبهذا يتم توفير الكثير من الجهد لرحلات الطيران المكلفة التي قد تكون خطرة في الظروف الجوية الصعبة للبحث في مناطق واسعة في حالة ان موقع الشخص المحتاج يمكن الوصول اليه بالفرق الارضية. @ ما الفرق بين جهاز الاستغاثة واجهزة GPS مثل "قارمن وماجلان"؟ - يقوم جهاز (GPS ) بتحديد الإحداثيات الجغرافية للموقع أي جهاز استقبال فقط، بينما جهاز الاستغاثة فانه جهاز استقبال لتحديد الإحداثيات وإرسال لإشارة الاستغاثة للجهات المعنية بالإنقاذ عن طريق الأقمار الصناعية بالإحداثيات والمعلومات الشخصية المبرمجة مسبقا بالجهاز. @ بالنسبة لمن يملك جهاز هاتف جوالاً أو جهاز هاتف بالأقمار الصناعية هل هو بحاجة إلى جهاز استغاثة؟ - جهاز الاستغاثة جهاز مخصص ومجهز لطلب الاغاثة فقط لذا فهو يختلف عن نظام الجوال أو نظام الاتصالات الفضائية (الثريا مثلاً) فالطاقة المستخدمة أجهزة الاستغاثة أعلى بمقدار ثلاثة إضعاف تقريبا من الطاقة المستخدمة في أجهزة الجوال أو الاتصالات الفضائية مما يضمن بشكل كبير جداً استقبال إشارة الاستغاثة، وهذه الطاقة العالية لا يمكن استخدامها في أجهزة الاتصالات الفضائية لأنها تؤثر في صحة الإنسان لو استخدمت بشكل مستمر. بالإضافة إلى أن بطارية الجهاز بالمعدل تدوم حتى سبع سنوات، وعملية إرسال إشارة الإغاثة تتم بضغطة زر واحد فقط ويتم اتوماتيكياً إرسال كافة المعلومات مثل (إحداثية الموقع، الرقم التسلسلي الخاص بالجهاز والمستخدم،... الخ)، واغلب الأجهزة الحديثة مصممة خصيصاً لتكون مقاومة للصدمات ويمكن لها العمل أيضا تحت الماء لعمق محدد مسبقاً، وأيضا الجهاز مصمم خصيصاً للعمل بظروف صعبة مثل "درجات حرارة مرتفعة" أو "درجات برودة منخفضة تحت الصفر". وبالرغم من أن جهاز الجوال يحتوى على رقم يمكن استعماله في حالات الطوارئ إلا أن هذا الرقم لا يمكن استخدامه في المناطق النائية في الصحراء والبحر حيث لا يوجد تغطية هاتفية والتي تتاثر بالتضاريس الطبيعية، إضافة إلى أن المستغيث يحتاج لمعرفة إحداثيات موقعه وهذا الامر قد لايكون سهلا في حالات التعرض للخطر، كما إن بطارية جهاز هاتف الجوال محدودة الصلاحية مقارنة بجهاز استغاثة. أما الهاتف الذي يعمل بالأقمار الصناعية فهو افضل حالا من الجوال ويعمل في جميع المناطق إلا أن هناك محدودية لصلاحية بطاريته وتحمله للصدمات وتسرب المياه مقارنة بجهاز الاستغاثة الذي تستمر صلاحية بطاريته لمدة تصل الى سبع سنوات مع مقاومة التسرب عند غمره بالماء والطفو على سطح الماء وضغطه لمرة واحدة للاستمرار بإرسال إشارات الاستغاثة اتوماتيكيا لمدة 24ساعة. @ هل تمت تجربة جهاز الاستغاثة بالمملكة؟ - نعم تمت تجربة الجهاز في مدينة الرياض، وقد تم رصد إشارة الاستغاثة في مركز رصد واستقبال إشارات الاستغاثة التابع للهيئة العامة للطيران المدني بعد ثلاث وستين دقيقة من وقت إطلاق الإشارة، ومررت الإشارة آلياً لمركز القيادة والسيطرة بوزارة الداخلية متضمنة معلومات متكاملة عن احداثيات الموقع والتعريف بطالب الاستغاثة. @ من هم المستفيدون من هذه الخدمة؟ - يمكن تقسيم المستفيدين من الخدمة الى مجموعتين الأولى هم مرتادو المناطق البرية ومنهم من يعملون في اماكن نائية ويضطرون الى قطع طرق معزولة او طرق برية وقد تتعرض سياراتهم "للغرز" بالصحراء أو الأعطال أو فقدان الاتجاه الصحيح ومن امثلة ذلك العاملون في التعليم (معلمين ومعلمات وطلبة) رجال الامن وهواة الرحلات البرية بالاضافة للسياح داخل او خارج المملكة. والمجموعة الثانية هم مرتادو المناطق البحرية ممن يستخدمون القوارب للتنقل أو السياحة أو الصيد أو للدوريات الأمنية، مع العلم بان معظم الكوارث التي حدثت كانت لأفراد من أحد المجموعتين. @ هل يمكن الاستفادة من اجهزة الاستغاثة المسجلة محليا في خارج المملكة أو بمعنى آخر هل يمكن لمن تعرض للخطر في رحلته للعمل او السياحة في استراليا مثلا الاستفادة من الجهاز؟ - كما سبق ايضاحه ان اشارات الاستغاثة الصادرة من الجهاز تستقبل عن طريق شبكة الاقمار الصناعية التي تغطي الكرة الارضية وتشمل المعلومات المرسلة من جهاز الاستغاثة أولاً: رقم الدولة المسجل بها جهاز الإغاثة، ثانياً: الرقم الخاص والمخصص لجهاز الإغاثة، ثالثاً: إحداثية موقع الكارثة، وتقوم الأقمار الصناعية بإرسال هذه المعلومات لمحطات استقبال أشارات الاستغاثات الارضية المنتشرة حول العالم ، وحيث إن الجهاز مسجل بقاعدة البيانات الخاصة بالمملكة فيقوم مركز رصد الاستغاثات بالمملكة بإشعار الدولة الموجود فيها الشخص المستغيث للقيام بارسال فرقة الانقاذ المناسبة لموقعه بالبر او البحر، وقد سبق أن استقبلت رسالة استغاثة في مركز الاستغاثات بالمملكة بجدة من طائرة ركاب هندية من نوع "سسنا" تعرضت للسقوط في الأجواء الهندية وتم إبلاغ السلطات الهندية بموقع السقوط مما ساعد على انقاذ ركاب الطائرة. لذا فينصح السياح الذين يسافرون الى المناطق النائية والمعزولة داخل او خارج المملكة باقتناء هذه الأجهزة وذلك لضمان سهولة وسرعة وصول فرق البحث والإنقاذ عند الحاجة "لا قدر الله". @ ما الطريقة للاشتراك بهذه الخدمة أو الحصول على الجهاز؟ - يمكن للأفراد الاشتراك بالخدمة بتقديم الطلب لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال المحلات التجارية المرخص لها، حيث يلزم ان تكون الاجهزة وفقا للمواصفات المعتمدة لاجهزة البحث والإنقاذ بالأقمار الصناعية، وتقوم هذه المحلات ببرمجة الأجهزة برقم عالمي وحيد خاص بالجهاز وتقديم الطلب لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال تعبئة النموذج المخصص لذلك ليتم تسجيل جهاز طلب الاستغاثة للإفراد وإدخاله في برنامج خدمة البحث والإنقاذ. ولمزيد من المعلومات حول إجراءات تسجيل جهاز طلب إستغاثة للأفراد عبر الأقمار الصناعية يمكن زيارة موقع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الالكتروني والاطلاع على اجراءات التسجيل تحت عنوان الطيف الترددي www.citc.gov.sa @ هل من كلمة اخيرة ترون اضافتها؟ - أرى ضرورة قيام وسائل الإعلام المختلفة بالمملكة بتوعية المجتمع للاستفادة من هذه الخدمة الجديدة التى وفرتها حكومتنا رعاها الله لمواطنيها في توفير إجراءات السلامة، والتي كانت سبباً بفضل الله في إنقاذ أكثر من 24500ألف شخص حول العالم طبقا لإحصائيات برنامج البحث والإنقاذ بالأقمار الصناعية. منهم حوالي الستة الاف بالولايات المتحدةالامريكية بالرغم من ان دخول الخدمة فيها لاجهزة الافراد لم يبدأ الا في عام 2003م. كما أؤكد ضرورة إلزام وسائل النقل المخصصة للنقل العام البرية أو البحرية او الجوية سواء المستخدمة للتنقل بين المدن او الجزر أو للسياحة أو للصيد بتركيب اجهزة الاستغاثة المناسبة بمركباتهم اخذا باسباب السلامة.