يزداد عدد النازحين السوريين الى لبنان يوما بعد يوم وقد بلغ عددهم 85،239 نازح بينهم 60 ألفا مسجلين لدى مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين. يأتي معظم هؤلاء من محافظة حمص السورية بنسبة 69،5 في المئة في ما البقية من دمشق وإدلب وحماه وحلب ودرعا. وفي هذا الإطار انعقد في بيروت إجتماع رفيع المستوى في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لدراسة سبل مساعدة هؤلاء وخصوصا أن الزيادة السريعة في الأعداد تضع لبنان في مأزق إنساني شديد في المناطق التي يتواجد فيها هؤلاء وهي بحسب الأرقام الرسمية: 33،549 في شمالي لبنان، 24،905 في البقاع 1،635 في مدينة بيروت. وفي الأسبوع الفائت لوحده إجتاز ألف شخص أي ما يوازي 200 عائلة الحدود اللبنانية السورية عبر وادي خالد (شمال لبنان) عقب الحوادث الأمنية الجسيمة التي وقعت وخصوصا في حلب. المشكلة الرئيسية للنازحين السوريين في لبنان تكمن في نزوحهم الى مناطق لبنانية تعاني بدورها من الفقر، ومن بين أهم المشاكل التي رصدتها مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان هو قيام بعض العائلات السورية بتزويج بناتها المراهقات القاصرات بغية حمايتهم من ظروف العيش القاسية التي تتعرض لها عائلاتهنّ بحجة أنه من الأفضل أن تكون الفتاة في كنف رجل مسؤول عنها يعيش ظروفا حياتية أفضل. أما المشكلة الثانية فتتمثل بهروب الأطفال من السوريين النازحين من المدارس بموافقة أهلهم الذين يفضلون أن يعمل أولادهم لدى حلاق أو في محلّ خضار أو لدى ميكانيكي للمساهمة في مصروف العائلة، معتبرين أن الدراسة هي مضيعة للوقت. علما بأن المدارس اللبنانية تستقبل هؤلاء الطلاب وقد تمّ تسجيل زهاء 8 آلاف تلميذ للعام الدراسي الحالي، وتساعد الهيئات الإجتماعية في دفع رسوم التسجيل وشراء اللوازم والكتب المدرسية، وقد تم تمديد فترة التسجيل للطلاب السوريين الى 10 تشرين الأول (أكتوبر الحالي) علما بأن هؤلاء الطلاب يعانون من الفروق بين المناهج اللبنانية والسورية وهي مشكلة من الصعب تخطيها بحسب المتخصصين. أما المستشفيات فهي تستقبل بدورها النازحين السوريين وقد تمّ إنقاذ حياة أكثر من 25 حالة كانت على وشك مفارقة الحياة بسبب الجروح التي تعرضت لها. الى ذلك فإن المخاطر الأمنية تلاحق هؤلاء في لبنان ايضا، لأن قذائف منطلقة من الأراضي السورية تقع في لبنان عند الحدود مع وادي خالد، الى حوادث إطلاق نار متعددة في مدينة طرابلس ولحسن الحظ أنه لم تسجّل لغاية اليوم أي خسائر في الأرواح في عداد النازحين. وفي حين ترفض الحكومة اللبنانية قطعا تركيز خيم لاستقبال النازحين وهي فكرة لا تزال مطروحة من قبل المنظمات الدولية كمخرج طارئ لازدياد العدد المطرد، فإن وسائل عدة تم ابتداعها لإيواء الناس منها ترميم مبان قديمة ومدارس مهجورة، إستئجار شقق لبعض العائلات، ووضع بعض الخيم المحدودة تحت إشراف البلديات. علما بأنه تم تجهيز هذه الأماكن أخيرا بأجهزة للتدفئة وخصوصا أن فصل الشتاء قد بدأ باكرا في لبنان وخصوصا في عكار.