عقدة قرية صغيرة تبعد خمسة كيلومترات غربي حائل تحيطها الجبال من كل ناحية وقبل شق الطريق الرئيسي فيها كان المدخل الوحيد لها هو المسمى "النشيب" الذي لا يتعدى عرضة المترين، اشتهرت بجمال طبيعتها الباهر واعتدال جوها وبنعناعها المميز وبساتينها المثمرة وأشجار الرمان والعنب والتفاح البلدي ومختلف الفواكه والورود. وادي عقدة أحد الأودية المهمة والتي تتعمق داخل تلال جبل أجا الصخرية، ويقع ضمن نطاق مواقع الجذب السياحي في المنطقة الذي يمتد من جبل السمراء شرقاً وحتى عقدة غرباً ومروراً بوسط المدينة، والوادي آثار لحصن تاريخي على الطريق الرئيسي وتتكون القرية من مزارع بسيطة ومبانٍ من الطين تمتد على الطريق الرئيسي وأيضاً توجد المزارع والمباني الحديثة ومزرعة صقور، ويتفرع الوادي في نهايته إلى أودية أصغر حجماً باتجاه الشمال والجنوب وتتجمع في وادٍ عميق في الغرب. عقدة عبارة عن موقع طبيعي رائع، بتلالها الصخرية التي ترسم الأودية والتي تحتوي على الممرات المائية التي تصرف المياه الفائضة وممرات المشاة، وفي هذا الموقع يمكن التمتع بمنظر القمر الرائع في جو لطيف وجميل، حيث تشكل هذه التلال الشاهقة مظلة طبيعية تحمل في طياتها النسيم العليل الذي جعلها الخيار الأول للتنزه لسكان وزوار المدينة. إن أهمية وقيمة المنطقة تقوم أولاً وأخيراً على المقومات الطبيعية لذا ترتكز مشاريع التنمية على الحفاظ على هذه المقومات وتنميتها، وتطوير المنطقة يقوم بشكل رئيسي على تعزيز المؤهلات البيئية وهذا ما يهدف إليه مشروع عقدة السياحي الذي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة حائل بالتعاون مع أمانة المنطقة ضمن برنامج تهيئة المواقع السياحية وهي مبادرة وطنية تم تصميمها لتقديم الدعم الفني والاستفادة من الموارد المتاحة لدى الجهات الحكومية بهدف إيجاد مواقع سياحية مهيأة بالفرص الاستثمارية السياحية التي تساعد على التنمية السياحية المستديمة وبالتالي لها بالغ الأثر على المستوى الاجتماعي والاقتصادي من خلال زيادة أعداد السياح والترويج لهذه المواقع وتم تنفيذ هذا البرنامج من خلال مجموعة من المشاريع بمنطقة حائل. سيتم التعامل مع "عقدة" كمحمية أو متنزه وطني تحكمه الأنظمة والقوانين مما يعني التقليل من حجم التدخل البشري قدر الإمكان وتجنب تدمير أو تغيير التكوينات الصخرية للتلال ومنع استخدام الأراضي الواسعة القريبة من التلال، بالإضافة إلى منع أي من المباني أو المعالم التي قد تحجب منظرها الجمالي الرائع هذا كما سيتم الحفاظ على التوازن البيئي من خلال مراعاة الحياة البرية في المنطقة وحماية الثروات النباتية والحيوانية، وتجرى الدراسات للحفاظ على المياه في البحيرات الصناعية والسدود المنتشرة لأطول فترة ممكنة، فيما يختص بالأنشطة سيتم استضافة الأنشطة الشعبية والفنون الريفية في القرية. سيحرص القائمون على المشروع على استخدام وسائل نقل غير ضارة بالبيئة حيث يتم توفير وسائل نقل مختلفة للتوجه إلى عقدة وهي: الإبل والخيل، السيارات الكهربائية، هذا وسيقتصر دخول السيارات على سكان الوادي والحالات الطارئة، أما سيارات الخدمة فدخولها يتم في أوقات معينة لا تتعارض مع أوقات الزيارة وستستخدم الأحجار المحلية في تعبيد الطريق الرئيسي وتزيين حاشيته بدلاً من الإسفلت، والرمال المضغوطة للطرق المتشعبة في الداخل. هذا وقد تم تشكيل هيئة لتنمية عقدة تتكون من الهيئة العليا للسياحة والهيئة العليا لتطوير منطقة حائل والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها والبلدية وممثلين من منطقة عقدة ، وبدأ مشروع عقدة السياحي مرحلته الثانية بعد انتهاء المرحلة الأولى والتي تم العمل عليها خلال سنة كاملة ويتبقى من المدة الزمنية للمشروع سنتان يطمح لأن تكون عقدة بعدها من أكبر مواقع الجذب السياحي في المنطقة.