قدم عبدالله المانع دراسة متكاملة عن منطقة عين شمس والتي تبعد 30 كم الى الشمال من مكةالمكرمة شرح من خلالها العديد من الجوانب التي من شأنها توفير نسبة من الجذب السياحي للمنطقة من خلال إبراز أهم المناطق السياحية مثل الغابات والمناطق الاثرية والاودية والمواقع التي ينصح الزائر لعين شمس بزيارتها خلال الاجازة، اضافة الى نبذة تعريفية بالمنطقة. وأكد المانع ان الجوانب السياحية وايضاحها دور هام يجب على الجميع المشاركة في تنميتها داخل المملكة لمحاولة جذب اكبر قدر من السياح خصوصاً من داخل مناطق المملكة الاخرى كما شملت الدراسة على العديد من الارشادات السياحية الهامة. وعرفت الدراسة التي قدمها عبدالله المانع منطقة عين شمس السياحية بأنها منطقة معروفة بيئياً لا تخفى على مرتادي البر ولهم معرفة ببعض الجوانب السياحية، ولكن كثيراً من السياح لا يعلمون عنها سوى ما ينشر في بعض الصحف دون ان تستوقفهم كثيراً، وتناولت أهم المواقع السياحية بعين شمس مع اطلالة صيف هذا العام، مع عرض للجهود البيئية والفطرية المبذولة من اجل الحفاظ على المقومات السياحية، بالاضافة للجوانب الاثرية بصفتها المرتكز الرئيس للثقافة السياحية. وتستعرض «الرياض» في ما يلي الجوانب السياحية بعين شمس وتنقسم السياحة في عين شمس الى قسمين رئيسين السياحية البيئية والسياحة الاثرية وكل منهما مرتبط بالآخر. أولاً: أهم المواقع السياحية البيئية بعين شمس: الغابات وتشمل التالي: - غابتا الخميلة والحزوم، وتقعان شرق عين شمس، حيث تتجاوران والفاصل بينهما وادٍ اقليمي شريطي ويصلهما الطريق المعبد، وتمتازان بكثافة الغابات خاصة الناشئة حديثاً بعد فرض نظام الحماية الفطرية )طىٌلٌىنم ٴََُّمًّْفُّىَُ( الخاص، وتصل مساحتهما نحو 15 كم2 وتولت وزارة الزراعة علاج اشجارهما وتنظيف الغابتين من المخلفات والمواد الملوثة وتتمتع اليوم بروعة في المنظر وجمال في الجذب البصري كما يتوفر حارس غابات دائم مدرب للارشاد السياحي ويستحسن تجنب الخطوط الرملية الترابية.- غابة الجرفين: وتمتد من جنوب غرب عين شمس الى جنوبها وتمتاز بكثرة اشجار السرح ومغارات الحيوانات القديمة واعشاش الطيور ويشاهد شجر التنضب المعمر وتصل مساحتها نحو 12 كم2، وشهدت خلال العام الماضي اصلاحات واسعة وتنظيفات مع علاج لأشجار السرح الذي بدأ يسترجع عافيته بعد ان نجحت الزراعة في علاجه. وهناك طريق معبد يلامس طرفها الجنوبي والوصول لها ميسور من وسط القرية عبر طريق فرعي.- غابة ثلاثان: تقع شمال شرق عين شمس ومساحتها تقارب 5 كم2 وتبعد نحو 300م شرق الطريق المعبد الرابط ما بين عين شمس والريان وتشابه الغابات السابقة في مميزاتها ولكن هناك بعض المخلفات المنزلية والرضوم حيث تجري دراسة لتنظيفها واستصلاحها وننصح السياح الى عدم التوغل نظراً لوجود رمال تعيق السيارة، كما نأمل ان يسارع الاخوة بوزارة الزراعة الى تنفيذ المشروع المقترح عاجلاً. - غابة الأسيمر: وتقع جنوب غرب عين شمس على مساحة 5 كم2 وتمتاز بالكثافة الشجرية ورؤية الكثبان الرملية الصافية وما تزال بكراً في كثير من نواحيها، والوصول لها يسير عبر منفذ ترابي.- غابة أبو هيا: وتقع جنوب عين شمس وتتوسط ما بين الجرفين والطريق الترابي (درب الخيف القديم) وتلامس المنازل وامكن تجنيبها خطر التمدد العمراني بواسطة جهود وزارة الزراعة والحياة الفطرية، وتعتبر من الغابات الناشئة حديثاً، وتقدر مساحتها بنحو 3 كم2 ويصلها وادي الجرفين حيث يمكن الاستمتاع بمشاهدة مصطب جميل وهو مكان ملائم للسياحة الليلية. - غابة العنزي: وتقع يمين مدخل قرية عين شمس وتمتاز بالغطاء النباتي الشجيري وبعض الروادف الصخرية، ويعتبر موقعاً تاريخياً حيث شهد معسكر المسلمين قبيل دخول مكةالمكرمة عام الفتح في السنة الثامنة للهجرة ولا يبعد سوى 100م عن الخط السريع وتشاهد آكاماً صخرية منتشرة استخدمها المسلمون لاشعال النيران لخداع المشركين وما زال بكراً في كثير من نواحيه، وتقدر مساحته بنحو 6 كم2 على السائح ان يستشعر التاريخ خاصة لحظة تحديق النظر في الآكام الصخرية. ويفضل اكتمال عناصر مستلزمات الرحلة نظراً لبعدها عن المراكز التجارية والخدمية.- وادي الحبيلات: وهو عبارة عن مجرى لوادي الحبيلات المعروف على هيئة شريط ويقع شمال شرق عين شمس والى الجنوب من حرة العجيفاء ويمتاز بغطاء نباتي وشجيري يافع كما تتوفر بعض الاشجار المعمرة، كشجر التنضب والسرح والطلح والسمر ويخترق طريق عين شمس الريان هذه الغابة ويقسمها نصفين وتفضل المواقع المحاذية للطريق الرئيس خاصة ليلاً نظراً لسهولة المكان ووجود اضاءة نظراً لمحاذاتها للقرية. - ثانياً: السياحة الاثرية: - الحصي الغر وتمثله روادف صخرية وكهوف تحاذيها اودية صغيرة وتنتشر هذه الكهوف الصخرية على مساحة 10 كم2، ويمكن مشاهدة مخابئ الحيوانات القديمة وبعض من مغاراتها الطبيعية، وبعض النباتات النادرة (المنقرضة) ما بين الروادف الصخرية، ومن أهم الروادف الصقارية والرادف الاعلى والاوسط، والمغيمسيات وتليعة طامي ابو زميم وغيرها من الروادف، والوصول لها يتم بواسطة الطريق الرئيس بعد مدخل القرية بنحو 2 كم والطريق الترابي ممهد والمسافة لا تزيد عن 3 كم.وفي عمومها تمثل تراثاً جيولوجياً ونباتياً وقد جمعت ما بين التراث الاثري والطبيعي بالاضافة للجماليات البيئية. وهناك المزارع التقليدية (العثري) المحاطة بالاحمية الرعوية العائدة لمئات السنين، وما تزال تزرع الى يومنا هذا في المواسم بنفس الطريقة التقليدية. - هضاب شوطان: وتقع شمال عين شمس على طريق عين شمس الريان، وتتشابه في مميزاتها الجيولوجية والنباتية الحصي، غير ان علو مرتفعاتها الصخرية يجذب السائح بالاضافة للكثبان الرملية المتداخلة مع الروادف وتصلح للسياحة الليلية طوال العام. - الزبينية: وتقع غرب عين شمس، وما يميزها وجود بركة تعود للعهد العثماني تقريباً ما تزال سليمة في كثير من بنائها والوصول اليها يتم عن طريق مدخل (المزارع) الغربية، حيث يوجد طريق معبد، ولكنه يحتاج الى صيانة والسير فيه بهدوء آمن بإذن الله تعالى. ويستحسن الابقاء على السيارات بعيداً عن الآثار والتمتع بالسير على الاقدام فالمسافات متقاربة وتمتاز ببيئة نظيفة جداً وخالية من الشوائب والتلوث. - العدول وتقع على بعد 500م شرق الزبينية، وهي عبارة عن مصدات لمياه الوادي ويبلغ عدده اثنان، حيث يصل طولهما 30م بالاضافة لاسطوانة صد (قرنية) يصل قطرها 2م ومن المرجح انها بنيت في زمن مقارب لبركة الزبينية والموقعان يمثلان نظم الري القديمة بعين شمس.ويلزم السير اليها بالاقدام حفاظاً على صفاء المكان وجماليات الجذب البصري.بالاضافة لعين البرقة المجاورة للزبينية وهي ايضاً تمثل تلك النظم مع وجود مسجد قديم ومساكن تمثل التراث العمراني. الخدمات السياحية: وهناك خدمات سياحية تعتبر جيدة في الوقت الراهن مقارنة ببعض المواقع السياحية، ومن اهمها طرق معبدة وجيدة، كطريق عين شمس الرئيس الرابط ما بين عين شمس، وطريق الطائف وفروعه، خدمات هاتفية، ووجود مركز صحي كما تتوفر مستوصفات اهلية بالجموم على بعد 8 كم ومطاعم ممتازة ووجود مركز الامارة القريب جداً من المواقع السياحية كما تتوفر ثلاثة مراكز تجارية بها جميع المستلزمات التي يحتاجها السائح بالاضافة لمحطة محروقات وكل ما يحتاجه السائح من مستلزمات الرحلة (العادية) كمحطة مياه نقية وورش اصلاح ميكانيكية وحارس غابات يقوم بدورية يمكن استرشاده والتعاون معه.ولم تكن هذه الغابات والبيئات بهذا المستوى من الجمال الطبيعي لولا الجهود التي بذلت مؤخراً من قبل الحياة الفطرية خاصة بعد اقرار مشروع استصلاح غابات السرح وعلاج الاشجار المصابة من قبل هيئة الحياة الفطرية مع وجو حارس غابات يقوم بدوره في المحافظة على هذه الغابات كما تولت وزارة الزراعة هذا العام استصلاح الغابات وعلاج اشجار السرح في مشروع بيئي رائع كما نجحت الهيئة العليا للسياحة في ضمها للمواقع القابلة للتطوير السياحي ونتوقع لها مستقبلاً مشرقاً مع هذه الجهود.ولاشك ان السائح سوف يلمس الجهود التي بذلت من اجل استصلاح الغابات وتنظيفها وتحسينها وعلاج اصاباتها وكم كانت الجهود مضنية من قبل الاهالي والدوائر الرسمية من اجل الحفاظ على الغابات والمواقع الاثرية نتمنى من السائح ان يستشعر هذه الملاحظات من اهمها: - صيانة البيئة والحفاظ عليها من التلوث.- عدم رمي المخلفات الملوثة وبقايا الرحلة خاصة اللدائن (اكياس النايلون).- كما نتمنى من السائح عدم اختراق الغابات بالسيارة واستحداث طرق جديدة.- يمكن الاستفادة من خدمات حارس الغابات عند التيه.- الامتناع نهائياً عن ترك الجمر المتوهج والتأكد من اطفاء النار. - عدم قطع الاشجار نهائياً وتجنب ايذاء الطيور واعشاشها. - التنبه لأوامر منع الصيد فهناك مراقبة قد تعرض السائح للمساءلة وكذلك عدم تشويه المواقع الاثرية بالنفايات والكتابة بالبوية او كشط النقوش وتحريك الصخور.- كما يحرم ايذاء المخابئ الطبيعية للحيوانات وتجنب تدميرها او دهسها مع الحذر من مغاراتها فقد تسكنها بعض الزواحف والعقارب مع شدة الحذر من التجويفات الشجرية خاصة من قبل الصغار.