تقع محافظة الغاط على بعد 240 كم إلى الشمال الغربي من العاصمه الرياض، ويحدها من الغرب منطقة القصيم وتبعد عنها نحو 100 كم، وتعد الغاط من المحافظات الجميلة التي تجمع الأودية والرمال الذهبية والمزارع والتلال والجبال وتمتاز بكل مقومات السياحة. ورد ذكر الغاط في بطون الكتب والمؤلفات القديمة، وما ذكر من استيطان الأمم والقبائل فيها يبرز مدى تمتع هذه البلدة بتاريخ قديم عبر العصور، ومن المعروف أن مواطن قبيلة ثمود في مدائن صالح، إلا أن وجود نقوش ثمودية في عدة مواقع من الغاط يُبرز قدم هذه البلدة، وخلال هذه الفترة التي سبقت ظهور الإسلام والتي تحولت فيها منطقة نجد عمومًا إلى وحدات قبلية متناحرة أستوطن الغاط عدد من القبائل واستمر الوضع كذلك في حالة من عدم الاستقرار السياسي حتى ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومناصرة الامام محمد بن سعود لها. وقد ذكر ابن بشر في كتابة «عنوان المجد في تاريخ نجد» عن مشاركة أهالي الغاط في بعض حملات الدولة السعودية الأولى في حوادث 1239ه، وكان لأهالي الغاط دور في تأسيس المملكة، ولهم مواقف رائدة. كما ورد ذكر الغاط في عدد من كتب الرحالة ومنهم وليم بلجريف الذي كتب عن مروره بها عام 1279ه، كما تحدث عن الغاط الرحالة جون جوردون لوريمر وكذلك باركلي رونكيير والرحالة السعودي عاتق بن غيث البلادي من خلال رحلته المعروفة عام 1396ه. القرية التراثية تُمثل القرية التراثية بالغاط البلدة القديمة التي استوطنها سُكان الغاط ضمن عدة مواقع، وتقع القرية على ضفاف جبل طويق وعلى امتداد يتجاوز سته كيلو مترات، وهي عبارة عن عدد من المساكن القديمة المبنية بالطين وفق الطراز المعماري النجدي المعروف كما تضم عددا من المُنشآت والمزارع. وقد أدرك أهالي محافظة الغاط أن الحفاظ على الإرث الثقافي والامتداد التاريخي والتراثي لبلدتهم القديمة مطلب ضروري ومهم، وأن استثمار هذا الموقع للتعريف بتاريخ هذه المحافظة، ولتكون مقصدًا سياحيًا يعود بفوائد عظيمة على سكان المجتمع المحلي. ومن هذا المنطلق ووفق رؤية واضحة وتخطيط رائد وجهود مشتركة بين عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأهالي تم وبإشراف مباشر من الهيئة العامة للسياحة الآثار إعادة تأهيل وتطوير القرية كأول قرية ضمن منظومة القرى التراثية التي تسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى إعادة تأهيلها وإعادة روح الحياة إليها عبر إقامة عدد من الفعاليات والبرامج السياحية لتكون مقصدًا للسياح ومورد اقتصادي للسكان مدركين قبل ذلك أهمية للحفاظ على المباني القديمة والتركيز على تنميتها والحد من الهدم وحث السكان على الاستثمار في هذا المجال ووفق دعم كريم من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي والأهالي ومساهمة القطاع الحكومي والخاص تم إنجاز عدد من المشروعات بالقرية ومنها الساحة الشعبية والمحلات التجارية والمتحف والطريق الرئيسي وممرات المشي ويتم تشغيل القرية يوم الخميس من كل أسبوع وعبر عدة أركان منتجة وحرفية وزراعية وفنون شعبية وتشكلية ويحظى هذا التشغيل برواد وزوار وسياح كًُثر ويعد ذلك محط أنظار وإعجاب الجميع. ويجري العمل حاليًا في مشروع النزل التراثية، ويُمثل هذا المشروع مرحلة إنشائية واستثمارية للقرية حيثُ يُمثل نُزل فندقية ستكون من أرقى النزل الفندقية التراثية على المستوى المحلي، والمطروح حاليًا مشروع لتطوير المزارع والمتنزهات المحيطة بالقرية حيثُ نطمح إلى أن تتكامل الرؤية لإيجاد منظمومة تضم الغاط القديمة كمنطقة إيواء وخدمات ومناطق رياضات متعددة صحراوية وتزلج على الرمال وسباق دراجات وعرض سيارات وتحويل المزارع المحيطة إلى نُزل بيئية وتأهيل القرية عمومًا لاستضافة اجتماعات الشركات والمؤسسات والندوات والمؤتمرات بتوفير البنى التحتية من قاعات وصالات متعددة الأغراض وأعمال المساندة من سكرتارية وخلافة. متحف الغاط ويمثل افتتاح متحف الغاط باكورة أعمال ترميم وتأهيل القرية التراثية ضمن مشروع إعادة تأهيل القرى التراثية في المملكة، ويمثل المتحف واجهة تاريخية حضارية للمحافظة وكان من حسن الطالع أن حظى هذا المتحف باهتمام كبير من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، فمبادرة كريمة من أبناء الأمير ناصر بن سعد السديري رحمه الله أمير الغاط سابقًا تم التبرع بهذا القصر ليكون متحفًا يضم في جنباته تاريخ وآثار الغاط، ويقع المتحف في المنطقة الجنوبية من القرية ويتكون من مبنيين رئيسيين وتم تنسيقه وتصميم عرضة المتحفي والتسلسل التاريخي له وفق إطار عالمي يُجاري في ذلك المتاحف العالمية. المشهد الثقافي يوجد بالغاط منبر ثقافي ساهم بشكل كبير في الحراك الثقافي وهو مركز الرحمانية الثقافي والذي يضم مكتبة الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للرجال وكتبة منيرة الملحم للنساء وقاعة محاضرات وحديقة عامة ويًعدُ هذا المركز إضافة رائدة ورافدا ثقافيا ملموسا ودائما للمحافظة فوفق برنامج موسمي تقام العديد من المحاضرات والندوات في مجالات متعددة وقد سُخرت إمكانيات هذا المركز لخدمة الحركة الثقافية والأنشطة العامة المُتصلة بها، كما يعد المركز معلما حضاريا بتصميمه الرائع الجامع بين أصالة الماضي وعراقة الحاضر، سعيا إلى تحقيق الاستفادة الكبرى من هذه الامكانيات لنهل من معين الثقافة والانتفاع من خدماته لانطلاق جيل قادر على الإبحار في محيط الثقافة والفكر والفوز بكنوز المعرفة ونفائسها. مزارع نموذجية تضم المحافظة عددا من المزارع النموذجية المشهورة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مزارع الفاخرة ومزارع الطارقية والفيصلية ووسمية وتنتج هذه المزارع وعبر المساحات الشاسعة فيها من النخيل أصناف متعددة من التمور والحمضيات ومن أنواع التمور (الخضري والخلاص والصقعي والروثان والشيشي والبرحي والتوسع قائم في هذه المزارع وغيرها من المزارع بالمحافظة في غرس فسائل جديدة وقدرت عدد الفسائل المغروسة العام المنصرم باكثر من 300000 فسيلة. متنزه الغاط الوطني يقع المنتزه جنوب محافظة الغاط على مسافة تقدر بحوالى 10 كم، وهو عبارة عن واد يسمى (وادي الباطن)، وهو أحد وديان جبل طويق الذي يحيط بالوادي من جميع الجهات وروافده شعيب السقطة والقويصر الشمالي والجنوبي ووادي الباطن والتربة خصبة سليمة ذات رمال خشنة وتوجد عينان للمياه الطبيعية في نهاية كل فرع من فرعي الوادي تنساب مياهها من خلال تشققات الصخور. وتم اختياره أن يكون من ضمن المنتزهات الوطنية التي تشرف عليها الوزارة، وتمت حماية المنتزه من الرعي وإقامة حملات توعوية بين طلاب المدارس والأهالي ومن خلال مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز البيئي على أهمية المحافظة على نظافة المنتزه وعدم التعرض بقطع الأشجار، وقد تكررت هذه الحملات سنويًا وأتت ثمارها وتم غرس عدة آلاف من أشجار السدر ونمت هذه الأشجار وازداد الغطاء النباتي للوادي وتعددت أنواعه، حيث ضم نحو 80 نوعًا ومنها رصد شجيرة من نوع حماط كأصل وراثي لنبات التين البرشومي المستخدم كفاكهة، كما أن الهيئة العليا للسياحة قامت بدراسة الإرشادات الفنية لإقامة النزل السياحية البيئية والريفية بالمملكة، ووضع معاير واختيار مواقع إقامة مشروعات النزل السياحية البيئية وتصنيفها (بيئة صحراوية، وبيئة جبلية، وبيئة ساحلية)، وقد حاز منتزه الغاط الوطني على المركز الأول في منطقة الرياض والشرقية في البيئة الصحراوية الريفية، ووقع الاختيار لإقامة مشروع النزل السياحي البيئي الصحراوي.