أحسن برنامج الثامنة مع داوود في قناة (إم بي سي) حين استضاف المبتعث السعودي ممدوح بن سعود القثامي من الطائف للحديث عن ابتكاره طريقة جديدة لزيادة قوة الأشعة المستخدمة في علاج السرطان باستخدام جزيئات نانو الذهب. شكري لهذا البرنامج هو انه التفت الى فئة المنجزين والمبدعين الذين يستثمرون عقولهم من أجل الإضافة العلمية الى تراث متراكم من الانجازات في كافة المجالات ومن أهمها المجال الطبي الذي هو مجال صاحبنا الذكي ممدوح. أطلق الذكي ممدوح اسم (سمارت) على ابتكاره وهو منتج ينم عن ذكاء صاحبه وهو ذكاء إيجابي يساهم في رفع مستوى الخدمات الصحية والعلاجية وهكذا نجد أن (الذكي) أنتج الذكي وهذه ثمرة طبيعية بسبب توفر الأرض الخصبة والبيئة الإيجابية المشجعة على الإبداع والابتكار. ذكر الطالب ممدوح في بحثه أن اضافة جزيئات نانو الذهب على الأورام السرطانية يحفز قوة الأشعة فيها بنسبة تصل الى 200% بما معناه تقليص الجرعة التي يتلقاها المريض الى النصف بما يكفل القضاء على السرطان وتقليص جرعات الأشعة للأنسجة السليمة. أمام هذا الابتكار ترد الى الذهن بعض الخواطر ومنها أهمية الابتعاث، واختيار التخصص، والجامعة، وأهمية المتابعة الاعلامية لهذه الإنجازات العلمية وإذا كان التقييم له أهمية في التطوير والاصلاح ويستخدم النقد كوسيلة لتحقيق مبتغاه فإن التقييم لابد أن ينظر الى القضايا الخاضعة للتقييم بنظره شمولية لتعزيز الإيجابيات ومعالجة جوانب التقصير. هنا أجدها فرصة لدعوة البرامج الحوارية الى عدم الاقتصار على ملاحقة التقصير والخلل في الأداء ذلك أن تسليط الضوء على الانجازات والمشاريع الناجحة المتميزة هو إضافة الى موضوع التقدير والتكريم والتحفيز، يقدم بشكل غير مباشر نماذج تحتذى وتساهم في القضاء على تلك الجوانب السلبية. علينا ان نطور في نظرتنا الى إطراء الأعمال الناجحة فالناجح يستحق أن نشاهده ونسمعه ونقتدي به ويستحق الأضواء التي تسلط عليه ويستحق الجوائز والتكريم، أما اهمال النجاح واصحابه والاكتفاء بملاحقة الفشل فإن ذلك يقدم صورة غير عادلة عن المجتمع وغير عادلة بالنسبة للناجحين. إن ما توصل إليه الطالب ممدوح يجعلني اكرر اقتراحاً قدمته في مقال سابق تحت عنوان (مشروع جائزة الوطن الحفل الوطني السنوي للتكريم) ودعوت فيه الى حفل وطني يتزامن مع اليوم الوطني ويكون برعاية اعلى سلطة قيادية في البلاد بهدف استثمار اليوم الوطني لتقدير وتكريم كافة الأعمال التي تستحق (حسب معايير معينة) في كافة المجالات وبهذا الاحتفال نصيد عصافير كثيرة بحجر واحد ومن هذه العصافير تقدير الابداع والانجاز وتعزيز روح المواطنة والاخلاص في خدمة الوطن وابراز الصورة الجميلة لليوم الوطني بتكريم الوطن لأبنائه وتكريم الأبناء لوطنهم وبهذه الصورة الجميلة سوف تختفي تدريجياً بعض السلوكيات التي يعبر بها اصحابها عن الفرحة باليوم الوطني بطريقة خاطئة.