استأذن القارئ بالعودة الى مقال سابق كتبته عن اليوم الوطني كان بعنوان ( حفل وطني للتكريم) وبمناسبة اليوم الوطني، اردت البدء بمقترح قدمته في ذلك المقال وقلت فيه : " في كل عام لنا موعد في بلادنا مع المتميزين المبدعين في كافة المجالات من رجال ونساء ، واذا كان بعض هؤلاء المتميزين ينالون حقهم من التقدير او الأضواء الإعلامية بحسب مجالاتهم وربما علاقاتهم فإن البعض الآخر لايلتفت اليه أحد ويمر انجازه كأن لم يكن " وقد اقترحتُ في ذلك المقال تنفيذ لقاء سنوي برعاية خادم الحرمين الشريفين بحيث يتم في هذا اللقاء التكريم الشامل لمن انجز وتميز وخدم وطنه في أي مجال. هذه الفكرة لاتتعارض مع مناسبة الجوائز التقديرية التي تقدمها الدولة في مجالات معينة فالمقترح هو حفل شامل عام لتكريم المتميزين الذين يحققون انجازات قياسية بمعايير دولية أو يسهمون في خدمة الوطن في الميادين المختلفة مثل الدفاع عن أمنه واستقراره أو ابتكار الحلول الفاعلة لقضايا تربوية او اقتصادية أو اجتماعية أو صحية وغير ذلك من المجالات. إن من ايجابيات هذه الفكرة ان الحفل الوطني يحظى برعاية اعلى سلطة قيادية في البلاد، ويتسم بالشمولية، ويتزامن مع اليوم الوطني مما يعني تعزيز روح المواطنة، والتحفيز على العطاء والإبداع والإخلاص في خدمة الوطن. وكما أشرنا فإن المناسبات التي تقام خلال العام للتكريم والتقدير سوف تستمر، وحين يأتي اليوم الوطني يتم دعوة الجميع للاحتفاء بهم في مناسبة وطنية مهمة تحمل في مضامينها رسائل ومعاني كثيرة في مقدمتها الحفاظ على العمل الجاد المخلص وفتح آفاق الإبداع والتميز في كافة المجالات. ستكون المناسبة ايضاً وسيلة للتعريف بالمنجزات التي يتم تكريمها وتكريم من يقف خلف هذه الإنجازات، بحيث تتسم المناسبة بالشمولية فتشمل كافة فئات المجتمع وتكون فرصة لحث الطلاب والباحثين على التوجه الجاد نحو ميادين البحوث والمختبرات وحث الإداريين على فتح أبواب الابتكار والإبداع، وتذكير المسؤولين بأهمية وتحقيق الإنجازات المتميزة ، وإبراز أهمية الجودة والإتقان في كل عمل نؤديه. أن ماحققته الأجهزة الأمنية على سبيل المثال من إنجازات لحماية الوطن من الأعمال الإرهابية هو عمل يستحق التكريم على مستوى الوطن وستكون مناسبة اليوم الوطني بما تحمله من مضامين غالية ومعان سامية هي الفعالية المناسبة لتكريم الإنجازات الأمنية وأبطالها ، والتذكير باهمية الأمن ، والوحدة ، والعطاء للوطن. اضافة الى ماسبق فإن بالإمكان استثمار مناسبة اليوم الوطني لتدشين المشاريع الإستراتيجية الوطنية الكبيرة مثل الجامعات ( جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) ، والمصانع ، والقطارات، وغيرها ، أو وضع حجر الأساس لمشاريع جديدة ليس للتعريف فقط وإنما لتعزيز برامج التنمية، والربط بين الماضي والحاضر والمستقبل فاليوم الوطني ليس للاحتفاء بما انجز فقط بل لاستثمار تلك المنجزات كأساس للعمل المستمر نحو مستقبل أفضل. نتطلع الى جائزة باسم الوطن تقدم في اليوم الوطني لكل مبدع في كافة المجالات.