اختتم وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اجتماعهم التنسيقي السنوي بمقر الأممالمتحدة في نيويورك الليلة قبل الماضية برئاسة معالي وزير خارجية جمهورية كازاخستان يرزان كازيخانوف وبحضور ممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة. وأكد البيان الختامي الصادر عن الاجتماع على القرارات الصادرة عن الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية المنظمة التي عُقدت في أستانا من 28 إلى 30 يونيو 2011 ، وكذا البيانات السابقة الصادرة عن الاجتماع التنسيقي السنوي. وأشاد البيان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لمبادرته بالدعوة لانعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة بمكة المكرمة يومي 14 و15 أغسطس 2012 لتعزيز التضامن الإسلامي ، مؤكداً مجدداً التزامه بالتنفيذ الكامل لقرارات القمة. واكد البيان الطابع المركزي لقضية فلسطين والقدس الشريف بالنسية للأمة الإسلامية جمعاء مجدداً دعم المنظمة الكامل لقضية فلسطين العادلة ولحقوق أبناء الشعب الفلسطيني وكذلك دعمه القوي لجهود دولة فلسطين في حشد الدعم الدولي للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف وللتطلعات الوطنية المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني. كما شدد على موقفه المبدئي إزاء ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها مديناً استمرار سفك الدماء في سوريا ، ومشدداً على أن المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق الحكومة السورية في استمرار العنف وسفك الدماء ، داعياً إلى الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل والتدمير. وثمن عالياً جهود حكومة المملكة على تنظيمها وعقدها لمؤتمرين الأول لأصدقاء اليمن والثاني للمانحين في الرياضونيويورك برئاسة مشتركة مع بريطانيا لحشد الدعم لاقتصاد اليمن وتحقيق التنمية ورفع معاناة الشعب فيه مبرزاً النتائج المهمة التي تمخضت عنها الاجتماعات الوزارية لأصدقاء اليمن التي عقدت في الرياض وأهمية الاجتماع الوزاري الذي عُقد في نيويورك يوم 27 سبتمبر 2012، وحث البلدان المانحة على تقديم دعمها من أجل تلبية الاحتياجات الاقتصادية والإنسانية العاجلة لأبناء الشعب اليمني. وأكد مجددا دعم الدول الأعضاء للسودان في جهوده الرامية إلى مواجهة صعوباته الاقتصادية والمالية بعد انفصال جنوب السودان ، موجهاً النداء إلى الدول الأعضاء للمساهمة في تقديم جميع أشكال الدعم والمساعدة للسودان من أجل تمكينه من التغلب على الوضع الاقتصادي الحرج ، داعيا إلى التسوية السلمية للقضايا بين السودان وجنوب السودان. وأكد البيان في ضوء عملية التحول الديمقراطي والإصلاح الجارية في ميانمار مطالبته بوقف فوري للأعمال غير المشروعة التي ترتكب في حق الروهينجيا في ميانمار ، وإلى استعادة الروهينجيا الحق في المواطنة وإعطاء الأولوية للحلول السلمية. ودعا البيان الدول الأعضاء كافة والمجتمع الدولي إلى ضرورة التصدي لإنتاج وترويج المواد الإعلامية التي تسيء إلى الديانات السماوية المقدسة ورموزها وذلك عبر المؤسسات والآليات الدولية ، وعلى ضرورة احترام التنوع الديني والثقافي في العالم مشدداً على المبادئ التي تضمنتها مبادرة خادم الحرمين للحوار بين أتباع الديانات والثقافات والتي تبناها مؤتمر مدريد للحوار عام 2008 بعدم الإساءة للديانات ورموزها داعياً الأممالمتحدة وأمينها العام إلى الاضطلاع بمسؤولياتهما بالتصدي للتجاوزات غير المسؤولة في إنتاج المواد الإعلامية المسيئة وذلك من خلال تجريم مثل هذه الأعمال المسيئة للديانات ورموزها. كما أدان الاجتماع جميع المحاولات الرامية إلى ربط الإسلام أو أي بلد إسلامي أو عرق أو ديانة أو ثقافة أو قومية بالإرهاب ، داعياً الدول الأعضاء التي لم توقع ولم تصادق بعد على معاهدة منظمة التعاون الإسلامي للقضاء على الإرهاب الدولي إلى القيام بذلك ، وجدد البيان دعمه للجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين التي أثمرت عن إنشاء مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب مرحباً بالتوقيع على اتفاق رسمي بين الأمين العام للأمم المتحدة والممثل الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة في هذا الصدد ، مشيداً بالجهود المستمرة للمملكة في تعزيز الجهود العالمية من أجل القضاء الفعال على جميع أشكال الإرهاب. وأكد البيان مجددا دعمه المتواصل لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وطالب إسرائيل ، باعتبارها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي ليست طرفا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، بالانضمام إلى المعاهدة دون قيد أو شرط ودون مزيد من التأخير وبإخضاع مرافقها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.