اختتم وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اجتماعهم التنسيقي السنوي بمقر الأممالمتحدة في نيويورك الليلة قبل الماضية برئاسة وزير خارجية جمهورية كازاخستان يرزان كازيخانوف وبحضور ممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة.واعربوا عن قلقهم البالغ لاستمرار حالات التعصب والتمييز ضد المسلمين وتخقير دينهم والاساءة الى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم والى كتابهم المقدس واستنكروا الاعمال المشينة والاخيرة المتمثلة فى اصدار فيلم مسيء ونشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وكذا المواد الاخرى التى تنم عن الكراهية بذريعة حرية التعبير واكدوا فى اعلان لهم ان اعمال الاسلاموفوبيا تعد انتهاكا لحرية الدين والمعتقد التى تكفلها الصكوك الدولية لحقوق الانسان واساءة بالغة لاكثر من مليار مسلم ولجميع الشعوب ذات الضمير عبر العالم وأكد البيان الختامي الصادر عن الاجتماع على القرارات الصادرة عن الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي عُقدت في أستانا من 28 إلى 30 يونيو 2011 ، وكذا البيانات السابقة الصادرة عن الإجتماع التنسيقي السنوي.وأشاد البيان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ، لمبادرته بالدعوة لانعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة بمكة المكرمة يومي 14 و15 أغسطس 2012 لتعزيز التضامن الإسلامي ، مؤكداً مجدداً التزامه بالتنفيذ الكامل لقرارات القمة.وأعرب عن تقديره لجمهورية كازخاستان لرئاستها المقتدرة لمجلس وزراء الخارجية ولتوجيهها الصائب للمجموعة الإسلامية، معبراً عن شكره للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى ، على التزامه بتعزيز مصالح العالم الإسلامي وقضاياه والدفاع عنها ونهوضه بمكانة المنظمة على نحو جعل منها منظمة فاعلة ومهمة على الصعيد العالمي ، حاثاً الدول الأعضاء على المشاركة الفعالة على أعلى المستويات في أعمال الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي المزمع عقدها في القاهرة .ودعا البيان إلى المشاركة الكاملة في أعمال الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية المقرر عقده في جيبوتي في الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر 2012م ، مؤكداً الطابع المركزي لقضية فلسطينوالقدس الشريف بالنسية للأمة الإسلامية جمعاء ، مجدداً دعم المنظمة الكامل لقضية فلسطين العادلة ولحقوق أبناء الشعب الفلسطيني ، وكذلك دعمه القوي لجهود دولة فلسطين في حشد الدعم الدولي للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف وللتطلعات الوطنية المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني ، وأشاد بقرار منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) منح فلسطين العضوية الكاملة وأدان البيان بشده السياسات والأعمال الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ومن ضمنها القدسالشرقية ، بما في ذلك النشاطات الاستيطانية الجارية ، وبناء الجدار التوسعي ، وهدم بيوت الفلسطينيين وطرد الأسر الفلسطينية ؛ وأكد أهمية الدور الذي تضطلع به منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والأممالمتحدة والمجتمع الدولي ككل في نشر الوعي بمسألة الأسرى الفلسطينيين في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية ، كما أكد البيان مجددا دعمه للبنان لاستكمال تحرير جميع أراضيه، مصراً على ضرورة انسحاب (إسرائيل) من مزارع شبعا ومرتفعات كفر شوبا ومن الجزء اللبناني من قرية الغجر وشدد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم ورفض كل أشكال إعادة التوطين , معرباً عن تقديره للدور المهم الذي يضطلع به الرئيس ميشال سليمان في ترؤس جلسات الحوار الوطني ، محيطاً الاجتماع علما بتصميم حكومة لبنان على الكشف عن الحقيقة بشأن جريمة اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري ورفاقه، وبعزم الحكومة على متابعة عملية المحكمة الخاصة بلبنان كما شدد على موقفه المبدئي إزاء ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، مديناً استمرار سفك الدماء في سوريا ، ومشدداً على أن المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق الحكومة السورية في استمرار العنف وسفك الدماء ، داعياً إلى الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل والتدمير، احتراماً للقيم الإسلامية ورحّب البيان بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع في سوريا، والصادر يوم 3 أغسطس 2012 والذي ندد وبقوة باستمرار السلطات السورية في انتهاكاتها الواسعة النطاق والممنهجة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، واستخدام القوة ضد المدنيين، وقيامها بعمليات الاغتيال والقتل والقمع بكيفية تعسفية ، داعياً في هذا الصدد إلى الشروع في التنفيذ الفوري لخطة المرحلة الانتقالية ووضع آلية سلمية تمكن من بناء دولة سورية جديدة قوامها التعددية والنظام الديمقراطي المدني تسوده المساواة المبنية على القانون والمواطنة والحريات الأساسية. ودعا البيان مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الكاملة من خلال وضع حد لإستمرار العنف وإراقة الدماء في سوريا والتوصل إلى حل سلمي ودائم للأزمة السورية، مؤكداً التزامه القوي بتأمين المساعدة الإنسانية للشعب السوري، وحث الدول الأعضاء على التبرع بسخاء لتمكين الأمانة العامة من تنفيذ أنشطة المساعدة الإنسانية الشاملة في سوريا على الفور. ورحّب بمبادرة إنشاء فريق اتصال مؤلف من جمهورية مصر العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية والجمهورية التركية لأجل إيجاد حل للأزمة السورية .وندد البيان بالسياسات الإسرائيلية التي ترفض الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي رقم: 497 (1981) بشأن الجولان السوري المحتل، وسياسات ضم الأراضي وبناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتحويل مصادر المياه وفرض الجنسية الإسرائيلية على المواطنين السوريين.وطالب البيان إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من يونيو/ حزيران 1967، ورحّب بإجراء أولى الانتخابات الوطنية في ليبيا يوم 7 يوليو 2012م معرباً عن دعمه التام والمتواصل لسيادة الجمهورية اليمنية وسلامة أراضيها، مناشداً جميع الدول الأعضاء تقديم المساعدة الضرورية للقيادة الجديدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار والأمن والتنمية في البلاد ، مشيداً بنجاح المبادرة التي تقدم بها مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في الجمهورية اليمنية والتوصل إلى انتقال سلمي للسلط وثمن عالياً جهود حكومة المملك على تنظيمها وعقدها لمؤتمرين الأول لأصدقاء اليمن والثاني للمانحين في الرياضونيويورك برئاسة مشتركة مع بريطانيا لحشد الدعم لاقتصاد اليمن وتحقيق التنمية ورفع معاناة الشعب فيه ، مبرزاً النتائج المهمة التي تمخضت عنها الاجتماعات الوزارية لأصدقاء اليمن التي عقدت في الرياض، وأهمية الاجتماع الوزاري الذي عُقد في نيويورك يوم 27 سبتمبر 2012، وحث البلدان المانحة على تقديم دعمها من أجل تلبية الاحتياجات الاقتصادية والإنسانية العاجلة لأبناء الشعب اليمني.وأكد البيان مجددا دعمه الكامل للسودان واحترام وحدته وسيادته وسلامة أراضيه، وحث السودان وجارته الجديدة، دولة جنوب السودان، على مراعاة حسن الجوار والسعي إلى حل جميع القضايا العالقة بينهما حلا سلميا عن طريق الحوار والتفاوض ، معرباً عن ترحيبه بالاتفاق الذي وقع بين الجانبين .ولاحظ البيان استمرار التقدم المحرز نحو تعزيز الديمقراطية والعمل المؤسسي على جميع المستويات ذات الصلة في كامل إقليم كوسوفو ، على نحو يخدم السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة بأسرها .