لأكثر من 60 عاماً عكفت فيها المراكز الإسلامية في العواصم الدولية ، والتي تم إنشاؤها في النصف الثاني من القرن العشرين الماضي ومطلع هذا القرن في كل من النمسا ،وبلجيكا، وأسبانيا ، والأرجنتين ،وأستراليا والبوسنة والهرسك ، وأسكتلندة .على ترسيخ الهوية الإسلامية والوسطية والتعاون والمشاركة في المناشط التعليمية والاجتماعية ،وتوسع نطاق فعالياتها جغرافياً . إلا أن أقدمها وأهمها " المركز الثقافي الإسلامي في مدينة لندن" ، والذي أسس سنة 1944 م ، بمنحة من الحكومة البريطانية لبناء مسجد لندن المركزي ومركز ثقافي للمسلمين. د . الدبيان ل « الرياض»: ترسيخ الهوية الوسطية والمشاركة في المناشط الدولية شعارالمراكز وقال مدير المركز الإسلامي بلندن الدكتور أحمد الدبيان ل" الرياض " : كان للملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - اليد الطولي بعد الله تعالى في تشييد بنيانه وتأسيس مرافقه حين زار بريطانيا في سنة 1965 م ، ومن بعد ذلك تمت توسعته سنة 1994م بملحق إضافي لاستيعاب الأقسام الإدارية على يد المغفور له -بإذن الله- خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله . منوها إلى أن خدمات هذا المركز الثقافي صرح ذاع صيته في أوروبا ، وصار منارة للوسطية والاعتدال لدى الجاليات المسلمة ، ولم يتأثر بكل الأحداث والهزات التي توالت مؤخراً دولياً. وذلك لحكمة إدارته تحت توجيهات مجلس أمنائه وعناية سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف ومن قبله أصحاب السمو والسعادة من السفراء السابقين ، ولأخذه بمنهج الوسطية والاعتدال ، وهو منهج المملكة في العناية بالعلم الشرعي ، بروح يسودها الحوار والتسامح . المسجد المركزي بلندن وأضاف الدبيان أن المركز الإسلامي اليوم يقصده أسبوعياً ما يقارب عشرة آلاف مصل وزائر ، إلى جانب زيارات المدارس البريطانية ، ويصل عددهم سنوياً 12 ألف طالب . وتابع الدبيان يشهر ما يقارب 340 شخصاً إسلامهم سنوياً بعد المشاركة والوقوف على فعالياته ، والتي من أهمها عقد حلقات وندوات للحوار مع غير المسلمين ، وخاصة من الجالية اليهودية، والكنائس البريطانية والأقليات الدينية الأخرى ، وفتح أبواب المعرض الدائم للمركز، بالمناصفة مع رابطة العالم الإسلامي للتعريف بالإسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم للجميع ، والذي يقصده مئات من غير المسلمين وخاصة الطلاب ، ويوزع على زائريه حوالي 30 ألف مصحف مطبوع سنوياً بلغات مختلفة، من مطبوعات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. وعن الأنشطة الإعلامية قال الدبيان : يصدر المركز مجلة علمية ، يشارك فيها عدد من الباحثين والكتاب الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم ، لطرح الرؤى العلمية والمناقشات المتعلقة بمستقبل وحضارة وماضي العالم الإسلامي ، وفاق عدد مجلداتها خمسين مجلدا ، متاحة في المكتبة المركزية التي تضم حوالي 20 ألف كتاب، إلى جانب مدرسة تكميلية تدرّس 200 طالب ، تلحقهم بدورات لتعليم العلوم الشرعية ، واللغة العربية لغير الناطقين بها . مشيراً إلى ان المركز يستضيف الوفود الزائرة من وزارتي الخارجية والداخلية البريطانيتين ،والمجالس البلدية المحلية ، كما تتوافد الشخصيات الإسلامية والسفراء الغربيون وغيرهم لزيارة المركز ، والإطلاع على إنجازاته . كما يتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية بلندن ، لإقامة البرامج التي تخدم المجتمع المدني كبرامج الأطفال ومرضى القلب ومكافحة الإيدز وبرامج الشباب وغيرها . وعن مشاركة المركز في الدول الأوربية ، أوضح الدبيان : أن المركز يشارك في مؤتمرات هامه بدعوة دولية من الدول المستضيفة ، تحرص على مشاركة المركز الإسلامي السعودي ، منها دعوة وزارة الخارجية الدانمركية للمشاركة في مناقشات " الصور الكرتونية " المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، ووزارة الخارجية الروسية للمشاركة في مؤتمر" الإرهاب ومكافحته " ، ومؤتمرات عدة لمنظمة الإيسيسكو لإعداد إستراتيجية المنظمة للعمل الإسلامي في الغرب . مشيراً إلى الاتفاقيات الثنائية بين المركز وجهات متعددة ، منها وثيقة تعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لدعم القطاع التعليمي وعقد الندوات العلمية وغيرها ، ووثيقة تعاون مع منظمة الإيسيسكو للتربية والثقافة والعلوم ، كما يتمتع المركز بعلاقة تعاون وعمل مشترك مع رابطة العالم الإسلامي ، وكل هذه المؤسسات والمنظمات الدولية تتشارك اهتماماتها مع المركز في مجال التعليم والثقافة . زيارات طلابية للمركز الاسلامي في العاصمة البريطانية