أقام النادي الأدبي بجدة ندوة بعنوان الوطن في شعر غازي القصيبي وذلك بقاعة الشيخ حسن شربتلي بمقر النادي وقد أدار الندوة حسين بافقيه وشارك فيها كل من د.عبدالله المعطاني وحمد القاضي وفائزة الحربي وافتتحت الندوة بنبذة قصيرة عن حياة الراحل د.غازي القصيبي -يرحمه الله- . بعد ذلك تناولت د.فائزة الحربي جانب (الوطن في شعر غازي القصيبي المعنى والدلالة) حيث قالت إن القصيبي قد تعددت لديه المعاني عن الوطن فمنها ما كان يظهر مواقفه من الوطن جلياً وآخر يستبطن المعنى من خلال استدعاء الشخصيات التي كان من خلالها يعبر عن مواقفه الوطنية ومن تلك المواقف التي تمثلها من خلال الاستدعاء: الإرهاب الفكري، وقضايا الوطن العربي، والحلم بالعدالة، حيث حارب الإرهاب الفكري في قصيدته(ريم) التي رسم فيها الأحداث التاريخية حينما استبيح بيت الله الحرام في عام 1400 ه من قبل بعض المارقين المنحرفين فكرياً حيث وصفهم بغربان الموت الذين أحاطوا بالكعبة مثل الوباء حيث قتلوا الأبرياء ومن ضمنهم والد الفتاة الموجهة إليها القصيدة(ريم) وتشجيعه لرجال الأمن وإشادته بنضالهم ودفاعهم عن المسجد الحرام. د.المعطاني: القصيبي عاش متمتعاً بوطنية منقطعة النظير وأضافت الحربي:إن ملامح القومية العربية كانت واضحة في العديد من قصائدة منها قصيدة(الموت في حزيران) حيث حلق الشاعر بخياله لرسم مسرحية الهزيمة التي فرضتها اسرائيل على مسرح الأحداث في عام1967م وماقامت به اسرائيل من عدوان شامل على سوريا ومصر والأردن ومن ثم سقوط القدس في أيدي الصهاينة.وتناولت الحربي عنصر الحلم بالعدالة حيث تمثل ذلك المعنى في قصيدته(الأشج) فمن خلالها استبطن أعماق الشخصية المستدعاة ليظهر رؤيته واستشرافه للمستقبل. بعد ذلك تحدث القاضي عن الجانب الإنساني في شعر القصيبي وأكد بحكم عمله مع الراحل أن هويته كانت عشق الوطن ومفتاح شخصيته الرحمة بالإنسان وأن ذلك لم يكن عنده تنظيراً فلسفياً أو تعبيراً شعرياً بل إنه ترجم ذلك بإنجازاته للوطن واحتفائه بالإنسان. وقال القاضي لو شقننا قلب غازي القصيبي لوجدنا الشق الأول يسكنه حب الوطن والشق الآخر يستوطنه نبع الرحمه، وفي آخر قصيدة له(حديقة الغروب) أبدع فيها في بيت وداعي أخاذ مبلوراً وفاءه لوطنه حتى رحيله وهو: يابلاداً نذرت العمر زهرته...لعزها دمت إني حان إبحاري أما المنحنى الإنسان فقد عبرت إحدى قصائده عنه عندما قال فبم نهى الشفافية: وإن سهرت مقلة بالظلام، رأيت من المروءة أن أسهرا. الحربي: القصيبي حارب الإرهاب الفكري بقصيدة (ياريم) وأضاف القاضي:إن القصيبي بقدر ما كان الوطن مزروعا في وديان نفسه فإن الطفولة كانت ساكنة رواق قلبه وقد تصارعت في نفسه براءات الأطفال وطموحات الوطن لكن حب الوطن هزم ولعه ببراءة الأطفال ولكن من أجل الأطفال كانت الهزيمة، وقد جسد ذلك في قصيدته التي قال فيها(من أجل يارا وصديقاتها،أولع بالشغل وبالمكتب) حيث كانت مناسبة القصيدة عندما سألته ابنته يارا هل سيصحبهم في نزهة يوماً ماء لكثرة انشغاله عنهم بسبب حبه للعمل. وأضاف القاضي:ان الجانب الأبرز في مسيرة غازي القصيبي سواء عميدا أو سفيرا أو وزيرا هو الجانب الإنساني وقد اصطبغ عطاؤه للوطن بحبه لإنسان هذا الوطن ومن أجله ناضل وأعطى وكافح حيث كان منهجه يرحمه الله عندما يتولى أي منصب أن يحارب (البيروقراطية) فكان يمنح العاملين معه الصلاحيات ويقوم بدور الإشراف والتخطيط والمتابعة،ويمنحهم الحوافز سواء كانت المادية أو المعنوية. من جهة أخرى تناول د.عبدالله المعطاني الجانب الوطني في شخصية القصيبي حيث قال ان القصيبي كان عاش متمتعا بوطنيته الصادقة مع كل أحداث الوطن مثل كارثة جلاجل التي راح ضحيتها طالبات في عمر الزهور حيث أدمى القلوب بقصيدته(الموت في جلاجل)، وكان القصيبي يحب الفخر بوطنه في العديد من قصائده ولاننسى قصيدته الشهيرة(أجل نحن الحجاز ونحن نجد) حيث ابتدأها بكلمة أجل ونحن،التي حولت النص إلى صرخة انفعالية قوية تدل على الفخر بالوطن وبكل مناطق الوطن لتكتسب الدلالات عمقا تاريخيا يقتحم المعنى وتشكل انفجارا عاطفيا يرتفع فيه صوت الفخر والاعتزاز والتحدي. وكان يحارب رحمه الله التعصبات المناطقية أو القبلية فلا يفرق بين منطقة وأخرى أو قبيلة وأخرى. واختتمت الندوة بكلمة لعضو النادي الأدبي عبدالإله جدع شكر فيها الضيوف المشاركين بالندوة وجميع الحضور.بعدها قدم النادي الدروع التذكارية للمشاركين في الأمسية.