كشفت شركة بوينج أمام مجموعة من المصرفيين والمستثمرين مؤخراً عن قيام عدد من المؤسسات المالية وشركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط بزيادة حجم استثماراتها المالية في طائرات بوينج التجارية الجديدة بشكل كبير خلال العامين الماضيين، مما يسهم في تحقيق فوائد كبيرة للمستثمرين في هذا القطاع، وذلك مع استمرار تنامي الطلب على طائرات جديدة. هذا وكشف مسؤولون من "بوينج كابيتال كوربوريشن" ذراع تمويل الطائرات التابعة للشركة المصنّعة، أمام المشاركين في فعاليات مؤتمر بوينج السنوي للممولين والمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، أن رأس المال المخصص لدعم عمليات تسليم الطائرات لعملائها من شركات الطيران في المنطقة قد تضاعف منذ العام 2011. وقال ريتش هاموند أحد كبار مديري بوينج كابيتال كوربوريشن في المنطقة "تاريخياً شهدت المنطقة تمويل نحو 20٪ من طلبياتها عبر مواردها الخاصة من رأس المال، وارتفع هذا الرقم إلى نحو 30٪ في العام 2011، مع توقعات بأن يبلغ هذا الرقم 60٪ تقريباً في العام 2012، ويدرك المستثمرون في المنطقة أن طائراتنا التجارية تشكل أصولاً هامة للغاية، وأن تنامي حجم الطلب على الطائرات الجديدة واستبدال الطائرات القديمة بات أمراً ملحاً لشركات الطيران في المنطقة". كما أوضحت شركة بوينج أن اهتمام المنطقة المتزايد بالاستثمار في مجال الطائرات يساعد على تعويض التراجع الذي تشهده مساهمات البنوك التجارية الأوروبية، بعد أن كانت تشكل مصدراً أساسياً لإقراض مشاريع تمويل الطائرات، لكنها واجهت مؤخراً تحديات نجمت عن أزمة الديون السيادية المتواصلة في أوروبا. وأضاف هاموند "يرى الممولون في منطقة الشرق الأوسط كيف تتجه أعمالهم نحو النضوج، في ظل قيامهم بتشكيل فرقهم الخاصة لتمويل الطائرات وإيجاد موارد مالية متطورة أكثر يمكنهم الاعتماد عليها". وقد بدأ النمو الذي طال انتظاره لدور التمويل الإسلامي في عمليات تسليم الطائرات التجارية يؤتي ثماره، ونظراً لطبيعتها المتنقلة وجاذبيتها الكبيرة كأصول، تعتبر الطائرات خياراً مثالياً للإقراض بموجب أحكام الشريعة الإسلامية. وقد شهد العام الجاري تنفيذ العديد من صفقات التمويل الإسلامي البارزة للطائرات التجارية، وعلى سبيل المثال، طلبت شركة "طيران الإمارات" تمويلاً تزيد قيمته عن 500 مليون دولار في إطار صفقة تمويلية مدتها 12 عاماً نظمتها ثلاثة بنوك إماراتية، وفي إحدى الحالات التي شهدتها المنطقة، نجح التسعير الإسلامي التنافسي في الفوز بصفقة تمويلية لبنك تقليدي. وتابع هاموند "تعتبر الطائرات التجارية خياراً جذاباً للغاية للمستثمرين المحنكين، حيث يحظى التمويل الإسلامي بمكانة جيدة كخيار تمويلي للعديد من عملائنا، ونتوقع أن يستمر ذلك في ظل ارتفاع تنافسية أسعاره وزيادة مدة تسديد القروض، كما يمتاز التمويل الإسلامي بمكانة فريدة لتمويل الطائرات، وها نحن نشهد نموه وكفاءته العالية حالياً". من جانب آخر، تشير نسخة عام 2012 من تقرير بوينج لتوقعات سوق الطائرات على المدى الطويل إلى أن السوق العالمية سوف تخصص 4.5 تريليون دولار لشراء طائرات جديدة خلال السنوات العشرين المقبلة، كما سيشهد الطلب على الطائرات زيادة كبيرة خلال هذه الفترة، ومن المتوقع أن تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على 2370 طائرة منها بقيمة 470 مليار دولار تقريباً.