افاد «مؤتمر شركة بوينغ السنوي الخامس للممولين والمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا»، الذي عقد في دبي أمس، بأن قطاع السفر الجوّي فيها لا يزال أقوى من مناطق أخرى عالمياً، في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، ويشكل فرصاً جيدة للمستثمرين المهتمين في تمويل شراء الطائرات التجارية. وتوقع استمرار نمو صناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط على مدى السنوات العشرين المقبلة. وقدر قيمة سوق الطيران فيها بنحو 300 بليون دولار على مدى العقدين المقبلين، ما يعني حاجة المنطقة إلى 1710 طائرات تجارية. وأوضح المدير العام ل«بوينغ كابيتال» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي وحدة تمويل الزبائن التابعة لها، الأميركي جون ماثيوز: «أن قطاع السفر الجوّي في منطقة الشرق الأوسط يواصل نموه، لكن بشكل أبطأ مما كان. وكانت المنطقة البقعة الوحيدة التي سجلت نمواً في حركة السفر خلال الأزمة المالية العالمية، في وقت تتراجع أوضاع هذا القطاع عالمياً بشكل عام». وتابع أن «ظروف السوق الحالية تخلق فرصاً أفضل للاستثمار في شراء الطائرات، إذ تنخفض المنافسة في سوق تمويلها». وأضاف: «هناك فرص كبيرة متاحة لأصحاب رؤوس الأموال الراغبين في الاستثمار، ويستطيع الممولون الراغبون في الاستفادة من اختلالات السوق على المدى القصير تأسيس محفظة استثمار طويلة الأجل للطائرات، التي تعتبر أصولاً ذات قيمة كبيرة». وتوقع أن تكفي موارد تمويل الطائرات العالمية لدعم عمليات تسليم الطلبات هذه السنة، موضحاً ان «تكهنات البعض بحصول فجوة تمويلية بعشرات البلايين من الدولارات، تستوجب تغطيتها من قبل الشركات المصنّعة للطائرات لم تتحقق بعد، ولا تزال ظروف السوق تحت السيطرة». وكانت «بوينغ» قدرت سابقاً أن حاجتها لتمويل الزبائن لشراء طائراتها خلال السنة الحالية تصل إلى بليون دولار، بينما تشير التوقعات الحالية إلى أقل من هذا المبلغ. واستفادت شركات الطيران في الشرق الأوسط كثيراً من مصادر التمويل التي يوفرها «بنك التصدير والاستيراد» الأميركي الحكومي الذي يؤمن ضمانات قروض مدعومة من رصيد الحكومة الأميركية، إلى شركات الطيران الأجنبية التي تشتري طائرات أميركية، بخاصة في أوقات تعاني الأسواق التجارية من اضطرابات. وأقر «بنك التصدير والاستيراد» الأميركي أخيراً أول دعم يقدمه منذ 25 عاماً لشركة «مصر للطيران» لتمويل شرائها طائرات «بوينغ 737». وقال ماثيوز: «أن الطائرات مناسبة جداً لأنشطة التمويل الإسلامي، باعتبار أن المعيار الأساسي أن تكون الاستثمارات مبنية على أساس أصول الشريعة الاسلامية»، وأضاف أن الشركة لا تزال تركّز على التحقق من إمكان إدراج تمويل الطائرات في سوق الصكوك الإسلامية.