سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إمام المسجد النبوي: تطاول الأقزام على مقام النبي لم يزدنا إلا حباً له ودفاعنا عنه بالعمل الصحيح لا مجرد العاطفة قال: إن التاريخ ذكر نهايات من نالوا منه في الدنيا.. وعذاب الآخرة أشد..
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ – في خطبة الجمعة أمس- إن الدفاع عن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض على كل واحد وفق قدرته، وهو من أعظم الجهاد، والدفاع يكون بالعلم الصحيح لا المبني على مجرد العاطفة الجياشة مما يفضي إلى فتنة عظيمة، وإن الواجب علينا كأمة مسلمة أن يزيدنا تطاول الأقزام على نبينا صلى الله عليه وسلم حبا له ونشرا لرسالته العظيمة الخالدة، والواجب والفرض على حكامنا ومحكومينا وعلمائنا ومثقفينا أن نسعى جميعا لنشر مبادئ الدين، ومحاسنه الكريمة، وأن نبين للعالم ما يحمله من صلاح وإصلاح وسعادة وأن نعلم الجاهل أن رسول الله الأكرم خلقا، وإن من أصول الإسلام العظمى أنه لا يتحقق إيمان امرئ إلا بتحقق المحبة الكاملة للنبي «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين». وأضاف: إن مما غم كل مسلم هذا التطاول ضد خير خلق الله أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إنه تطاول من حثالة يملؤهم الحقد ضد الرسالة الخالدة التي أغاظت الشياطين وأعوانهم في كل زمان ومكان، ولكنهم بإذن الله عز وجل مبتورون من كل نصر وتمكين وسعادة وحياة طيبة، «إن شانئك هو الأبتر»، فقد امتن الله على نبيه بأن رفع له ذكره في الأولين والآخرين، أعطاه ربه ما لم يعطه الأولين والآخرين «ولسوف يعطيك ربك فترضى «والله هو من تكفل بالدفاع عن نبيه»إنا كفيناك المستهزئين» والتاريخ ذكر نهايات من نالوا من النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا فضلًا مما أعد لهم في الآخرة من العذاب الأعظم. وقال فضيلته: في كل زمان ومكان يتصارع الحق والباطل ولكن الحقيقة التي لا ريب فيها أن الباطل ينتهي ويزول «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا « ومن سنة الله بالمؤمنين أن يبتلوا بأصحاب الظلم والعلو والفساد كل ذلك لغايات وحكم» وتلك الأيام نداولها بين الناس»وإن على أبناء الأمة الإسلامية أن يعلموا أنهم أصحاب رسالة خالد مهما بلغت المحن والمصائب فعقيدتنا راسية رسو الجبال، إن النصر للمؤمنين فسنة الله جل وعلا ماضية في هذا المعنى وإن ظن الناس أن البلية لا نهاية لها فربنا يقول «حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء و لا يرد بأسنا عن القوم المجرمين»، وقال تعالى عن موسى حينما اشتد أذى فرعون « قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين» إنها عقيد المؤمن بأنه ليس هناك إلا الملاذ الأوحد وهو الملاذ الحصين الأمين بالتوجه للمولى عز وجل القوي المتين فالبشر وإن عظمة قوتهم فهم نزلاء في أرض الله، والله يورث الأرض من يشاء من عباده وفق حكمته، ومهما اشتد الأذى والظلم فليستيقنوا بأن العاقبة للتقوى، ولكن الشأن بأن يتعلقوا بربهم فلا يخشون إلا الله و لا يطلبون النصر والعزة إلا منه سبحانه. وأضاف: إنه المشهد في قضية صراع الحق مع الباطل إنها نهاية الظلم والاستبداد، إن من الحقائق المتيقنة أن النصر من عند الله وحده، وأنه إنما يتنزل النصر عندما تبذل الأمة نهاية جهدها البشري، والنصر متحقق لمن تدرع بسلاح الإيمان وقد تتضاعف التضحيات وتتزايد الآلام ولكن الظفر لمن وثقوا الصلة بالله , ولينصرن الله من ينصره « الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور» فيا أيها المستضعفون ثقوا بنصر الله واعلموا أن رسول الله وعدكم بوعد حق صادق بقوله «واعلم أن النصر مع الصبر».