قال رئيس مجلس أعضاء إدارة نادي الرياض الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله الوشمي: نؤمن أن العلم لا انتماء جغرافيا له، لذا كان لزاما على المؤسسة الثقافية ممثلة في النادي الأدبي أن تجمعهم في لقاء واحد، لا اختصارا لدورهم الثقافي والأدبي، وإنما من قبيل المشاركة في الفقد.. ومن خلال النبل والوفاء بوصفه اكبر هدية تقدم للراحلين الكبار في مشهدنا الثقافي، ليكون اللقاء بهم من قبيل الذكر الحميد، والاجتهاد في وضع التصورات لكيفية تكريمهم، وسماع الرؤى حول تكريمهم من خلال الحديث عنهم على المستوى المؤسسي، الذي يسعى إلى تقديم وضع تصورات للاحتفاء بالبارزين وأصحاب الريادة والإبداع، في جميع مجالات العلم والثقافة.. جاء ذلك خلال الأمسية الاحتفائية التي أقامها نادي الرياض الأدبي الثقافي مساء يوم أمس لكل من الدكتور عبدالعزيز التويجري، والأديب الدكتور محمد العيد الخطراوي، والمؤرخ علي بن صالح السلوك، احتفاء بجهودهم الثقافية والأدبية والتاريخية.. التي أدارها نائب رئيس مجلس أعضاء إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري. وقد استعرض الدكتور عائض الردادي، مسيرة الخطراوي من خلال مسيرته العلمية التي بدأها بمراحل تعليمه الأولى وصولا إلى عمله الأكاديمي، ومنه إلى ما أشرف عليه من رسائل علمية، إلى جاب ما ألفه من كتب في مجالات مختلفة من علم اللغة العربية وفنونها، وفي مجال التحقيق، إضافة إلى ما أصدره خلال مسيرته الأدبية من إبداع شعري التي أصدرها في ثمانية دواوين.. معرجا على اهتمامه بوجه خاص الأدب والنقد، بوصفه أديبا اشترك مع أدباء المدينة ومثقفيها في تأسيس صالون الوادي المبارك الذي تحول فيما بعد إلى ناد أدبي، إلى جانب نشاطه في المشاركات الأدبية والثقافية عبر الملتقيات والندوات والمهرجانات الثقافية، كاتبا وشاعرا ومحققا ومؤلفا.. مختتما حديثه بان يجد الخطراوي من يدرس العديد من جوانب حياته الثقافية. أما الناقد الدكتور معجب الزهراني فقد تناول في حديثه عن المؤرخ السلوك، فقد استهل حديثه عن التأبين ومفهومه بألا يكون من قبيل الحديث المخل أو الظل نتيجة الاختزال، والحديث كيفما اتفق من خلال عاجلة حينا.. وما يتوارده القراء في شبكة الإنترنت حينا آخر، من دون تقديم أي جديد مفيد، منبها إلى أن المبالغات في الاحتفاء بالرموز أحياء أو أمواتا يأتي من قبيل حسن الظن، إلا أنه يشكل في الوقت ذاته مرضا فكريا. د. معجب الزهراني: «توحش الفكر» أوقف السلوك عن جمع شعر النساء والمبالغة في الإطراء مرض فكري! وأضاف د. الزهراني أن السلوك أكمل خلقة من ذاكرة المكان السكانية جانبا بارزا إلى جانب من سبقوه في مجالات موزاية في هذا السياق، وذلك من خلال الفنون الشعرية، عبر الذاكرة الشعبية في منطقة الباحة، إلى جانب ما رصده السلوك في مؤلفاته عن الحكم والأمثال.. مشيرا إلى ما اقترحه علي السلوك إبان تأليفه الشعر الشعبي من خلال جمع شعر النساء، الذي وجد السلوك في جمعه حرجا، نتيجة لما وصفه د. الزهراني ب "فكر التوحش" الذي جعل من الشخص يجد حرجا كبيرا في مجرد ذكر اسم أمه أو زوجته.. متمنيا أن يجد ما جمعه السلوك فيما بعد عن الشاعرات في منطقة الباحة من يبحثه ويصنفه ويخرجه للنشر.. مؤكدا أهمية ما يمثله جمع الشعر الشعبي، إلى جانب ما يمثله "جمع الحكايات الشعبية" من أهمية بالغة مقارنة بتلقي الأجيال لها بالنظر إلى تلقيهم للشعر الشعبي الذي قد يظل محصورا في جيل من أبناء المنطقة التي رصد فيها. ومضى د. الزهراني مشيرا إلى أن السلوك وأمثاله جمعوا تراثا مهما حيث استطاعوا أن يقدموا من المدونات ما لم تقم به مؤسسات.. مؤكدا أهمية أن يصل إلى خزانته الأدبية من يبحث ويصنف ويخرج ما جمعه للطباعة، لما يمثله الإرث الشعبي من بعد ثقافي في حوار متعالق مع الثقافات الشعبية، الذي يعد سائدا في الآداب العالمية، واصفا ما قام به السلوك بأنه يمثل عمل تأسيس، في ظل ما تمثله جهود الباحثين في الآداب الشعبية، التي ينظر إليها بأنها جهود للهواة بعيدا عن القراءات الحديثة والحداثية التي تنظر بدونية إلى مثل هذه الجهود.. التي تمثل في حقيقتها وقيمتها منجما معرفيا مخطوطا. د. صالح الغامدي من جانب آخر استهل عضو مجلس إدارة النادي الدكتور صالح معيض الغامدي الحديث عن تأبين الدكتور عبدالعزيز بن عبدالكريم التويجري، من خلال بعدين، الأول: جاء عن الجانب الإنساني، بينما تحدث في الآخر عن الجانب العلمي من حياة الراحل، مستعرضا جهوده العلمية المتنوعة وخاصة في مجال اللغة العربية.. ومستحضرا عددا من المواقف مع الراحل من خلال العمل معه في جامعة الملك سعود من جانب، وعبر كثير من اللجان الثقافية من جانب آخر.. واصفا التويحري بصاحب الطموح العلمي والعصامية المعرفية والأكاديمية، التي كان خلال تنقله في ميادين العمل مهتما بالثقافة والأدب وعلوم اللغة العربية المختلفة.. إلى جانب ما أسهم به في مجال التأليف والنشر، إضافة إلى ما عرف عنه من عشق لكتب التراث والمخطوطات الأساسية والمصورة التي جمعها طوال حياته العلمية.. مؤكدا في حديثه عن التويجري أهمية تكريمه من خلال "إصدار" يقوم به قسم اللغة بالجامعة، ومن خلال كرسي الدكتور عبدالعزيز المانع وخاصة في مجال ما لدى الراحل من مخطوطات. وختم د. الغامدي حديثه عن التويجري من خلال الجانب الإنساني، الذي وصفه بالصديق الوفي، وصاحب الدماثة الخلقية، مع زملائه الأكاديميين خاصة، وطلابه وكل من عرفه بوجه عام.. ما جعله يوصف بالودود وجدية التعامل في كل ما يسند إليه من مهام أكاديمية، أو مهام أخرى متعلقة بلجان المهرجانات الثقافية المختلفة.. إضافة إلى ما أسهم به من نشاط علمي على مستويات مختلفة من خلال عضويته في العديد من اللجان العلمية. وقد شهدت الأمسية جملة من مداخلات الحضور وأسئلتهم التي تناولت جهود الراحلين خلال مسيرتهم الأدبية والثقافية، إلى جانب ما دونوه من نتاج ومؤلفات خلال عطائهم مع الكلمة الأدبية والثقافية والتاريخية خلال رحلتهم الحياتية مع الحرف والكلمة.. التي جاء منها مداخلة للدكتور فهد بن عبدالعزيز التويجري، الذي تحدث عن ابن عمه الراحل من خلال الجوانب الإنسانية المختلفة التي عرفها عنه وأدركها كل من عرف الراحل التويجري، الذي فقده أهله وأصدقاؤه ومحبوه على المستوى الاجتماعي وعلى مستوى البعد العلمي.. معرجا على العديد من المواقف التي تجعل على كل من عرفه مما يجعل من فقده ألما، ومن نسيانه أمرا صعبا.. واصفا العبارات بالعجز في فقده، والمعاني بالتقصير في وصفه إنسانا أحب كل من عرفه. ومداخلة أخرى للدكتور خالد الحافي الذي تحدث عن الراحل التويجري من خلال ما عرف به الفقيد من جد ومثابرة وعطاء في مجال العمل الأكاديمي بجامعة الملك سعود. د. عائض الردادي د. فهد التويجري د. خالد الحافي