ودعت المدينةالمنورة – أمس الخميس – الأديب الدكتور محمد العيد الخطراوي عن عمر ناهز الثمانين عاما، بعد رحلات علاجية، وصراع مع المرض، ووري جثمانه ثرى بقيع الغرقد بعد أن أديت عليه الصلاة بعد ظهر أمس الخميس في المسجد النبوي الشريف، ويعد الراحل أحد المؤسسين للنادي الأدبي بالمدينة وله العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية التي أثرت المكتبة العربية. وقد عد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الراحل شاهدًا على العصر، ومربيًا كبيرًا، داعيًا إلى الاهتمام بتجربته. قائلًا: حين نستعرض مسيرته نجده مجودًا في كل ما كتب ونظم وحقق، وهذه مهمة صعبة، وهو ما تحقق في أديبنا رحمه الله. د. عبدالله عسيلان: عرف الخطراوي باحثاً مدققاً متعمقاً في الأدب لاسيما في رسالته التي خص بها المدينة ونعى النادي الأدبي على لسان رئيسه الدكتور عبدالله عسيلان الفقيد وقال: إنه عرف الخطراوي باحثا مدققا متعمقا في الأدب لاسيما في رسالته التي خص بها المدينة والتي تتبع فيها الأدب في مختلف عصوره مضيفا: أنا اشترك معه في ذلك الهيام، لافتا إلى أنه عرف الراحل شاعرا مبدعا له إسهاماته في الشعر، إضافة إلى اهتمامه برصد الحركة الأدبية والثقافية كما تجلى ذلك في تدوينه لحراك أسرة الوادي المبارك، مشيرًا إلى أن من أبرز ثمارها صالون الوادي المبارك الذي أصبح له محبوه ومريدوه. د. نايف الدعيس: يمثل اللغة بكل تجلياتها أما عضو مجلس الشورى الدكتور نايف الدعيس الشريف فقد أكد في حديثه عن الراحل أننا كنا أمام اللغة بكل تجلياتها، مشيرا إلى أنه شُرف بالتتلمذ عليه ثم مزاملته في العمل ثم الصحبة التي سعد بها لمدة طويلة حيث رأى ما لم يره غيره من أدبه وسلوكه، داعيا للفقيد بالرحمة ولأسرته ومحبيه وزملائه بالصبر والسلوان. وذهب نائب رئيس النادي محمد الدبيسي إلى أن الفقيد يعد "ظاهرة بالمعنى الدلالي الكامل لهذه المفردة، ظاهرة لخروجها عن النسق المعتاد لتكوين أدباء جيله، باعتبار تأسيسه العلمي التعليمي، وشمولية إنتاجه لجل أنساق العلوم الإنسانية، ولانفتاحه كذلك على الأجيال والمراحل، مما يجيز لنا أن نعده عالما موسوعيا". محمد الدبيسي: يعد ظاهرة لخروجه عن النسق المعتاد لتكوين أدباء جيله وقالت الدكتورة أسماء أبو بكر إن الراحل يمثل رافداً من روافد النهضة الشعرية فيها، وهو شاعر من شعراء جماعة أدبية، أسست للنادي الأدبي، الذي يعد انطلاقة منيرة للأدب والفكر فيها، والراحل أحد أبرز الشعراء الذين ينتمون للجيل الثاني الذي يلي جيل الرواد في الشعر السعودي الحديث، ويتمتع الشاعر ببُعد موسوعي منوع الإنتاج، شعراً ونثراً، متعدد الاتجاهات شاعراً وناقداً، مطلع على كثير من روافد الثقافة العربية الأصيلة، جامع بينها وبين روافد الثقافة المعاصرة، ينعكس ذلك في إبداعاته، كما أن إنتاجه الثقافي متعدد المجالات ما بين الشعر، والدراسات النقدية، والأدبية، والكتب الثقافية، وله مشاركات متنوعة في المنتديات والمؤتمرات الأدبية، والندوات الشعرية، كما يكتب المقالات التي تنشر على صفحات المجالات الأدبية، وقد بدأ حياته الأدبية شاعراً، يجمع بين الكلاسيكية والرومانسية، ناظماً للشعر النمطي، محافظاً على المستوى التقليدي، متبعاً الأوزان الخليلية التي شكل بها خطابه الشعري، وارتاد من خلالها معظم البحور العروضية تقريباً. د. أسماء أبو بكر: أحد أبرز الشعراء الذين ينتمون للجيل الثاني الذي يلي جيل الرواد ورأى الباحث محمد الكاف، الذي أشرف على خروج عدد من مؤلفات الفقيد أنه يحسب له "إخراجه العديد من المؤلفات المدنية، وتراجم لأعلام وشعراء وأدباء مدنيين" مشددا على أن من أهم ما قام به في الفترة الأخيرة أنه "ختم مؤلفاته بتفسير للقرآن، حاول فيه اكتشاف نظرية جديدة في فهم القرآن". وعن أسلوبه الكتابي ذهب الكاف إلى أن كتاباته تتميز ب"الجدة والأصالة والتميز". محمد الكاف: ختم مؤلفاته بتفسير للقرآن، حاول فيه اكتشاف نظرية جديدة في فهم القرآن ومن كتب الفقيد: الأفاشير وأضغاث أخرى من القول، الشيب في الشعر العربي، في الغناء بالفصحى.. انتماء للهوية وانتصار للعربية، شعراء من أرض عبقر، شعر الحرب في الجاهلية بين الأوس والخزرج، البنات والأمهات والزوجات في المفضليات وأشياء أخرى، محمد سعيد دفتردار مؤرخا وأديبا، الصفع بالكلمات (صفعة على قفا مدخن)، أمجاد الرياض (ملحمة شعرية في حياة الملك عبدالعزيز)، غناء الجرح، همسات في أذن الليل، ثرثرة على ضفاف العقيق، قراءة في دفاتر بعض الحمير، وله قرابة خمسين كتابا، 26 تأليفا، 11 تحقيقا، 12 ديوانا. د.خوجة راعياً حفل تكريم الخطراوي د. عبدالعزيز خوجة نايف الدعيس محمد الدبيسي د. عبدالله عسيلان