عاد شيخ الأدباء أحد أبرز مؤسسي «أسرة الوادي المبارك» والراصدين لمسيرتها الأدبية والثقافية، الدكتور محمد العيد الخطراوي أول من أمس لاعتلاء منبر الخطابة في منزله بحي «شوران»، في تقليد عريق يتجه صالون الوادي المبارك بنادي المدينة الأدبي إلى إحيائه من جديد، ليروي شيئا من ملامح وحراك وسيرة تلك الأسرة الأدبية، التي تأسست عام 1371ه ، والتي كانت تعقد جلساتها الأسبوعية في منازل أعضائها، وعلى ضفاف الوادي المبارك ومقاهيه. وذهب نائب رئيس أدبي المدينة محمد الدبيسي، إلى أن عقد أولى الجلسات في منزل الخطراوي هو من قبيل الوفاء لعالم جليل وأديب رائد يعد علما من رموز الأدب ورواده ومؤسسيه، وأكد الدبيسي أن اللقاء به في منزله يحقق أهدافا قيِّمة أخلاقية ومعرفية، كما أن اختيار منزل الخطراوي مكانا لعقد هذا اللقاء من لقاءات صالون الأسرة يكسر النمط المعتاد لهذه الجلسات في المكان، مشيرا إلى أن لدى النادي توجها في أن تعقد جلساتها كل شهرين في منزل أحد أعضائها المؤسسين أمثال الشاعر محمد هاشم رشيد والشاعر حسن صيرفي والشاعر عبدالرحمن رفه رحمهم الله. من جانبه أعرب الأديب الخطراوي عن شكره لضيوفه الأدباء وقال«هذه الجلسة تذكرني بلقاءات ماضية مع زهرة من الأدباء المعايشين لبداية النهضة الأدبية»، مشيرا إلى أن كثيرا من أفرادها انتقلوا تباعا إلى خارج المدينة، باتجاه مكةوجدة والرياض وغيرها من المناطق غير أن جوانحهم ظلت متعلقة بالمدينة دون أن يتوقف نشاطهم الأدبي والثقافي، وقال«على هذا التاريخ تتكئ الحركة الأدبية الحالية في المدينة». بدروه أشار رئيس أدبي المدينة الدكتور عبدالله عسيلان إلى أنه عرف الخطراوي باحثا مدققا متعمقا في الأدب لا سيما في رسالته التي خص بها المدينةالمنورة والتي تتبع فيها الأدب في مختلف عصوره، وقال «عرفته كذلك شاعرا مبدعا له إسهاماته في الشعر، إضافة إلى اهتمامه برصد الحركة الأدبية والثقافية في المدينةالمنورة كما تجلى ذلك في تدوينه لحراك أسرة الوادي المبارك ومن أبرز ثمارها ما نعيشه اليوم في صالون الوادي المبارك الذي أصبح له محبوه ومريدوه»، مؤكدا أن النادي سيدشن عبر موقعه الجديد على صفحة الأنترنت نافذة تهتم بتاريخ تلك الأسرة. وكشف المشرف على صالون الوادي المبارك الدكتور هاني فقيه والذي أدار الأمسية عن الدور الريادي للخطراوي في الحركة الأدبية السعودية بوجه عام والمدينة بشكل خاص، مشيرا إلى أنه من أسرة جمعت بين العلم والأدب واصفا إياه بأنه من«حراس التراث». من جهته عقد الناقد نايف فلاح الجهني أحد أكثر تلاميذ الخطراوي قربا منه، مقارنة بين مشايخ الأدب الذين ينتمي إليهم الخطراوي وبين الجيل الجديد، مشيرا إلى أن الساحة ينقصها الكثير ولا أحد يسد فيها النقص كما فعل الخطراوي وجيله، واعترض فلاح على من يقول إن الخطراوي جمع بين العلم والأدب بحجة أن في ذلك سلبا لأدبية الخطراوي فالصحيح أن نقول: «هو أديب لكنه مهتم بالعلم والثقافة».