أعلن الناطق الرسمي لوزارة الداخلية التونسية خالد طروش أن قوات أمنية داهمت منزل القيادي في السلفية الجهادية المعروف باسم "أبو عياض" على خلفية اشتباكات اندلعت أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة مع محتجين على الفيلم المسيء للنبي محمد. ولم يؤكد طروش، في تصريحات للتلفزيون التونسي الجمعة، إلقاء القبض علي أبو عياض. وأفادت وزارة الداخلية التونسية إن اثنين من المتظاهرين لقيا حتفهما الجمعة أمام السفارة السفارة الأمريكية فيما أصيب خمسون شخصا. وقالت الوزارة، في بيان إن 22 عنصرا من قوات الأمن أصيبوا على إثر الاشتباكات التي اندلعت أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة فيما أصيب 28 من جانب المحتجين ضد الفيلم المسيء للإسلام. وأفاد البيان إن الحصيلة الأولية سجلت حرق سيارة تابعة لقوات الأمن و68 سيارة وشاحنتين. كما شاهد مراسل لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) عنصرين مسلحين من قوات المارينز على سطح المبنى الرئيسي للسفارة. وتم إخلاء السفارة من المحتجين فيما استمرت الاشتباكات في الطرق المحاذية للسفارة والأحياء القريبة منها. وتم الدفع بتعزيزات أمنية وفرق خاصة لمكافحة الإرهاب وعناصر من الجيش لتشتيت المحتجين. وقالت وزارة الداخلية إن عدد الموقوفين بلغ 28 شخصا. وقال منصف المرزوقي الرئيس التونسي، في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي ليل الجمعة، إن الوضع برمته غير مقبول بكل المقاييس، الاعتداء على السفارة الأمريكية "أمر مدان بمنتهى الشدة ومرفوض جملة وتفصيلا". ودعا المرزوقي الحكومة التونسية إلى تحمل مسؤولياتها لوقف العنف الذي بات يهدد حسب رأيه علاقات تونس الدولية "وصورتها في الخارج ومصالحها الحيوية". وقال الرئيس المؤقت إن ما يحصل "يدخل في إطار مخطط جهنمي لإشعال نار الكراهية بين الشعوب"، وأوضح "بدأنا إجراءات رفع قضية دولية ضد المتسبب في الإساءة للرسول الكريم إسوة بالأشقاء المصريين وبالتنسيق معهم". وفي الوقت نفسه أعلنت وزارة الخارجية التونسية إن علاقات تونس مع واشنطن لن تتأثر بما حصل وأكدت حرص السلطات الأمنية على توفير الحماية لكافة البعثات الدبلوماسية في البلاد. وأعربت في بيان وزعته امس السبت عن "إستنكارها وعميق إستيائها" إزاء أعمال الشغب والعنف في محيط السفارة الأميركية بتونس،ووصفتها بأنها أعمال "هوجاء". وشددت في المقابل على أنها على "ثقة تامة بأن علاقات الصداقة والتعاون بين تونس والولايات المتحدة الأميركية لن تتأثر" بسبب تلك الأعمال الهوجاء".