الذين ارتكبوا خطيئة انتاج وكتابة وتقديم وتمثيل الفيلم المقزز المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لم يكونوا يحاولون أن يقدموا قيمة فنية، ولا فكرية، بل كانوا يريدون أن يصيبوا المسلمين في مقتل بالإساءة الفظة لنبيهم، والتعدي على دينهم ووصفه بأنه إرهابي، يعتمد القتل، وينتهج تصفية غير المسلمين. وقد حققوا ما أرادوا، فهذه الغضبة التي اجتاحت العالم الإسلامي، والمظاهرات التي استهدفت السفارات والقنصليات الأميركية، بما فيها مقتل السفير الأميركي في ليبيا وأفراد من طاقم سفارته بهجوم صاروخي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي، هي تعبير بسيط عن حجم الألم الذي أصاب المسلمين بالإساءة الفارغة والقميئة لنبيهم الكريم. لقد حرصت على أن أرى بعض المشاهد من الفيلم عبر الانترنت، فوجدته يتعمد التشويه، وينتهج الإساءة، ويحترف التطرف تجاه الإسلام بعامة ونبيه صلى الله عليه وسلم وأتباع دينه بخاصة. العمل لا يحمل أي قيمة فنية، ورغم أنه كلف أكثر من خمسة ملايين دولار، وهو مبلغ لا يعد كبيراً بالنسبة لإنتاج السينما، إلا أن مستوى الضعف، بل الانحطاط الفني، يجعلك تتصور أن إنتاجه لم يتجاوز خمسة آلاف دولار، لا خمسة ملايين. لم يكن التجويد فنياً قصة صانعي الفيلم، بل محض الإساءة والتشويه، وهو هدف منحط، يعبر عن شخصية أصحابه، وقد استمعت لأحد كاتبي مقدمة الفيلم في برنامج حواري على قناة مصرية، وهو قبطي يقيم في الولاياتالمتحدة، يعتبر أن الفيلم هو ردٌ على الإساءات التي يتعرض لها الأقباط في مصر، بداية من قتل بعضهم في حادثة ماسبيرو، ومرورا بقصص أخرى، وهو منطق متهافت، فما علاقة إساءات قد يتعرض لها بعض الأقباط بمصر، بنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، أو بالإسلام بجملة، إن هذا إلا تطرف لا يزيد العالم إلا تطرفاً. وإليكم الدليل، فقد أكد أحد المتطرفين أنه مزّق "الإنجيل" في محيط السفارة الأمريكية بالقاهرة خلال الاحتجاجات على الفيلم المسيء بالقاهرة قبل أيام، وقال: "لم أحرق الإنجيل ولكنني مزقته تمزيقا فقط ورميته على الأرض وقلت للمتظاهرين "دوسوا عليه بالأحذية، في المرة القادمة سأجعل حفيدي يتبول عليه وذلك انطلاقا من قاعدة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم". لقد كان صانعوا الفيلم يبحثون عن تطرف كهذا يثبتون به نظريتهم في وصف الإسلام وأتباعه بالتطرف وممارسة الكراهية، والإساءة لكل ما هو غير مسلم. الفيلم المسيء خطيئة وجريمة مستنكرة، لكننا لا يجب أن ننفلت في ردود أفعالنا، كما فعل هذا المتطرف وسيفعل غيره الكثير!