تظاهر آلاف من المصريين أمام السفارة الأمريكيةبالقاهرة أمس تنديدًا بقيام القس الأمريكي المتطرف تيري جونز بالتعاون مع مجموعة من أقباط المهجر المصريين لما أسموه "اليوم العالمي لمحاكمة الرسول"، وعرضهم فيلم مسيء للنبي صلى الله عليه وسلم، فيما قرر المتظاهرون الدخول في اعتصام مفتوح أمام مقر السفارة، حيث أكد عدد كبير من المتظاهرين أنهم سيعتصمون أمام السفارة حتى خروج بيان رسمي من الرئاسة المصرية يؤكد حق المسلمين في الدفاع عن نبيهم. وقام عدد من المتظاهرين من بينهم فرق الألتراس الأهلاوي والزملكاوي بتسلق أسوار السفارة وإنزال العلم الأمريكي من على السور الخارجي، وسط استنفار لقوات الأمن المصرية التي حاولت تفريق المتظاهرين بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، الأمر الذي قابله المتظاهرون بتمزيق العلم الأمريكي وحرقه وكذلك العلم الإسرائيلي ورفعواعلى أسوار السفارة علم كتبوا عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله، مؤكدين أنهم لن ينصرفوا من أمام السفارة إلا بعد قطع العلاقات المصرية الأمريكية وطرد السفيرة الأمريكيةبالقاهرة وتقديم اعتذار رسمي من الولاياتالمتحدةالأمريكية على الإساءة المتعمدة التى تعرض لها الرسول صلى الله عليه وسلم على أرضها. وقام المتظاهرون المتجمهرون أمام السفارة بإشعال الشماريخ وإطلاق صواريخ نارية تحدث صوتًا أقرب إلي دوي طلقات الرصاص، وقاموا أيضًا بكتابة شعارات مناهضة للولايات المتحدة على جدران السفارة التي استطاعوا تسلق أسوارها العالية، والتي يبلغ طولها حوالي مترين ونصف المتر واعتلوا نقطة التفتيش التي تستقبل الوافدين إلى السفارة، وأقدم أحد المتظاهرين برفع علم أسود داخل حديقة السفارة، يحمل كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وكان قد توافد الآلاف من المنتمين للتيارات الإسلامية المختلفة والمواطنين وعدد من الأقباط المنتمين لرابطة "أقباط 38" على مقر السفارة الأمريكية، للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، التي دعا لها عدد من التيارات الإسلامية على رأسها الجبهة السلفية وحزب النور وائتلاف المسلمين الجدد، وردد المتظاهرون هتافات "بالروح بالدم نفديك يا إسلام" و"يسقط يسقط الأمريكان". وقال مصدرأمنى مصري ل "المدينة" إن هناك اتصالات مكثفة بين الخارجية المصرية وكذلك قوات الأمن المحيطة بالسفارة مع العاملين بالسفارة الأمريكية حتى لا تقوم فرقة الأمن الأمريكية التي تحمي السفارة من الداخل بأي عمل استفزازي ضد المتظاهرين حتى لا تشتعل الأحداث، خاصة وأن السفارة الأمريكية أعربت عن خشيتها من تكرار سيناريو السفارة الإسرائيلية مع السفارة الأمريكية". من جهته، قال القيادي السلفي أبو يحيى في تصريح ل"المدينة" من أمام السفارة "إن تنظيم تلك المظاهرة الحاشدة جاء بمثابة رسالة غضب ضد السياسة الأمريكية المسيئة للإسلام وكجرس إنذار للأمريكيين نقول لهم من خلالها إن المسلمين لن يصمتوا طويلا على ممارسات المتطرفين الأمريكيين فيجب على الإدارة الأمريكية حماية الدين الإسلامي من التشويه الذى يتعرض له بعد أن فاق الأمر مجرد الإساءات الشفوية للإساءات العملية من خلال تقديم أفلام تحث على كراهية الإسلام والمسلمين. من جانبها، قامت وزارة الداخلية المصرية بالدفع بأربعة تشكيلات أمن مركزي لحماية وتأمين السفارة، حيث حاصرت قوات الأمن المدعومة من قوات الجيش مقر السفارة ووضعت المتاريس الأسمنتية والحديدية في محاولة لمنع المتظاهرين من اقتحام مقر السفارة في ظل تصاعد المخاوف من تدهور حاد فى العلاقات الأمريكية المصرية. وكانت سفارة الولاياتالمتحدةبالقاهرة قد أدانت استمرار محاولات بعض الأفراد المضللين لإيذاء مشاعر المسلمين الدينية. وذكر بيان للسفارة أنه "في الذكرى السنوية ال11 للهجمات الإرهابية على الولاياتالمتحدة يوم 11 سبتمبر 2001، يكرم الشعب الأمريكي مواطنينا الوطنيين والذين يخدمون أمتنا كرد مناسب علي أعداء الديمقراطية ". وأكد البيان أن "احترام المعتقدات الدينية هي حجر الزاوية للديمقراطية الأمريكية، مشددًا على رفض أفعال من يسيئون استخدام الحق العالمي لحرية التعبير للإساءة للمعتقدات الدينية للآخرين".