تبدأ مجلة دبي الثقافية عددها الثامن والثمانين بلوحة غلاف متألمة ومتحدية ترصد (الاختراق) بفنية سامي محمد، ثم ننطلق بعيداً مع (تفوق المرأة) ليس أدبياً أو شعرياً أو حلمياً، بل علمي وعلى الصعيد البيولوجي -أيضاً- ليبشرنا الشاعر سيف المري مدير عام دار الصدى ورئيس تحرير دبي الثقافية، بعصر المرأة "الذي بدأت شمسه في البزوغ على إيقاع القرن الجديد" ثم تتوالى الموضوعات الثقافية والفنية والفكرية بتنوع متجدد، طارحة العديد من الأفكار حول الأمكنة والسينما والتشكيل والتكنولوجيا: نيو أورليانز غارقة في الفرح والموسيقا، تيبازا المدينة القصيدة والتاريخ، باريس وإبداعات طاغور ونيرودا وسيزير، واحتفالية الغرب بجان جاك روسو، إشكالية المثقف العربي مع السياسة، فينيقيا تنقسم على نفسها أمام حصار صور، إلياس الرحباني بعمر 6500 لحن وأغنية، النجوم يستنسخون أعمالهم القديمة، وإضافة إلى مقالات كتّابها، نقرأ أفكار الناقد السيميائي الدكتور محمد مفتاح، والثائر المسرحي روجيه عساف، والتشكيلية رفيدة سحويل، والمسرحي ياسر القرقاوي. كما نطالع الصوفية والمولوية في الفن التشكيلي، والصراع والالتقاء من خلال الفن المفاهيمي، ونرتاح قليلاً في المقاهي الباريسية، لننطلق إلى جائزة الشيخ زايد، ونعبر بسارق الموناليزا غيّوم أبولينير، ونطل على أرواح مبدعين يموتون غرباء، ونتساءل مع فيلم "بروبليما" من نحن في القرن الحادي والعشرين؟ ونكشف سر أمير شعراء أمريكا تشارلز سيميك، ونطلع على تجارب جديدة في نادي الأقلام، وعلى المشهد الثقافي المتحرك في الإمارات، كما تطوي رفة جناح مدير التحرير الكاتب نواف يونس ألحانها على "اتفاقية سرية" تسرد تلك اللحظة المتأرجحة بين الذات والواقع والمخيلة تاركة للقارئ مكاشفة المعنى المغيب. وتهدي المجلة قراءها كتاب "فضاء التأويل" في 260 صفحة، الذي يحاور فيه مؤلفه عبد السلام المسدي اللغة من خلال الذات وضمائرها وحضورها وغيابها وتحركاتها في الفضاء الدلالي والنسقي والجمالي عبْر خمسة فصول: أفق الانتظار وضمير العاقل، الذات الثقافية وضمير المخاطب، الذات السياسية وضمير الجمع، الذات اللغوية وضمير المتكلم، الذات الجمالية وضمير الغائب. وسيكون لقاؤكم في العدد القادم مع كتابين (الصعود إلى الجبل الأخضر)، و(الفراشة).