احتفالاً بالذكرى ال150 لميلاد الشاعر الهندي طاغور، يقيم مركز «مولانا آزاد» الثقافي الهندي في القاهرة معرضاً يضم مجموعة من الطوابع البريدية والأعمال الفنية من متعلقاته، ويستمر حتى منتصف الشهر المقبل. وُلدَ طاغور، وهو شاعر وروائي ومسرحي، العام 1861 في القسم البنغالي من مدينة كلكتا في الهند، وتلقى تعليمه في منزل الأسرة على يد أبيه، ودرس اللغة السنسكريتية وآدابها، واللغة الإنكليزية، ونال جائزة نوبل في الآداب العام 1913، وأنشأ مدرسة فلسفية معروفة بإسم «فيسفا باهاراتي». وإلى جانب عبقرية طاغور في الأدب، فقد بدأ يرسم وهو في الستين من عمره، وأقام معارض عدة، كان أحدها في باريس. وكان لإسهاماته الأدبية دور مهم في إعادة تشكيل الأدب البنغالي والموسيقى في أواخر القرن ال19 وأوائل القرن ال20 الميلاديين. ولعل طاغور هو الكاتب الوحيد الذي اتخذ اثنان من بلدان العالم من مؤلفاته نشيديهما الوطنيين، وهما الهند وبنغلادش. كما كان طاغور تربوياً رائداً، ومن هنا جاء اللقب الشرفي له «غوروديف»، وهي كلمة بنغالية تعني «المعلم». وشجع طاغور على إعادة بناء الريف وتنميته في الهند. وأسس مدرسة «سانتينيكيتان» وجامعة «فيسفا بهاراتي» في البنغال الغربية التي أصبحت إحدى الجامعات الشهيرة في العالم في ما بعد. كما أسس أيضاً مركزاً لتطوير الحرف والفنون التقليدية في سرينيكيتان. وكان طاغور زعيماً وطنياً له شهرة عالمية، وقام في أيامه الأخيرة بزيارة الكثير من البلدان حول العالم ومن بينها مصر في العام 1925. وتشمل الاحتفالات بذكرى ميلاد طاغور في القاهرة إقامة معرضين: يضم الأول مجموعة كبيرة من الطوابع التذكارية، والمواد البريدية النادرة الصادرة عن هيئات البريد في حوالى 20 دولة، وصدرت تخليداً لذكراه. ويرجع بعض هذه المواد إلى أكثر من قرن مضى، وتمتلكها مجموعة من هواة جمع المواد البريدية في الهند. أما المعرض الثانى فيضم مجموعة من أعمال طاغور في أشغال «الكانتا»، ويشمل هذا المعرض 13 لوحة تصور مجموعة من القصص القصيرة والأغاني والأشعار والأعمال الدرامية الراقصة التى ألفها طاغور، وجميعها مصنوع بأسلوب التطريز التقليدي الذي يعرف باسم «كانتا» والذي تمارسه الريفيات في البنغال الغربية وفي بنغلاديش حتى اليوم. وعُرف عن طاغور إهتمامه البالغ بالفنون التقليدية والحرف ومنها أشغال «الكانتا»، وهو فن يعتمد على «الغرزة المتواصلة» في إنتاج الأشكال الجميلة على القماش.