مدخل للشاعر أحمد الناصر : المعرفة بالرجال الطيبين إتجارة يعلم الله قبل أسولفها لكم مذكورة كثيرون هم عشاق الرحلات البرية الذين يجدون المتعة والراحة النفسية عندما تضمهم الصحراء بين جنباتها ، وأوديتها ، ورمالها الذهبية .. في مثل هذه الأيام أو بعدها بقليل يطيب التجوال والإقامة في البر ولو لأيام محدودة ؛ وكثيرٌ من الناس يرتاح عندما يكون متواجداً في البر . حب البر عندهم لا يتغيّر حتى في أصعب الظروف المناخية . التواجد في البر هو الرغبة الأولى ، والتواجد في المدينة طوال الوقت أو أكثر الأوقات وإن كان هو الأصل لكنه يحتل الرغبة أو الخيار الثاني ، إنه حب أهل الصحراء للصحراء .! هذه الأيام يطل علينا النجم المشهور ( سهيل اليماني ) ومع إطلالته يتأهب محبو البر وعشاق رحلات القنص والصيد لممارسة هواياتهم المفضلة ، وتبدأ الرحلات البرية . من أدب الرحلات نختار من ديوان الشاعر الكبير بدر الحويفي ومن قصيدة طويلة بعنوان ( يازين شبت نارنا بالغداري ) والشاعر الحويفي كما هو معروف من المغرمين بالبر ومن محبي القنص والصقارة وله في هذا الجانب قصائد كثيرة ، وديوانه مطبوع ومتداول بين محبي الشعر الشعبي الأصيل . أحمد الناصر يأمل قلب ٍ دق به كل طاري طواري ٍ بأقصى الضماير تتله وشفق ٍ على شوف الفضاء والبراري لا صار معه مشبب ٍ مسند ٍ له أبي خوي ٍ ضاري ٍ بالمساري ما هو مهين ٍ يرقد الليل كله خطو أبلج ٍ لملاقف الصيد ضاري جدع الضريبه بالسهم عادة ٍ له قرم ٍ بوجهه للمروّه شواري رأيه سديد وكل درب ٍ يدله أبا أمدح الطيب ولا ني مداري واللاش لا خايف ولا حاسب ٍ له لكن هل هذه الرغبة وهذا الحب للبر الذي نراه لدى عشاق الرحلات البرية لمجرد الرحلة والتجوال في الصحراء فقط ؛ أم أنه يعود لأمر آخر لا يتوافر إلاّ عند القيام بالرحلة أو الرحلات وأعني بذلك مرافقة الرجال الطيبين من الإخوان والأصدقاء ..؟ أتصوّر أن ذلك هو بيت القصيد ، وبهذا تحلو الرحلات وتطيب . ففي الرحلات أو السفر بصفة عامة يستفيد الإنسان من رفقة الرجال الطيبين ويتعرّف عليهم أكثر وتتعمق الصداقة بينه وبينهم .. ويترقب الرحلات التي تجمعه بهم بين فترة وأخرى .. وبهذا يمتزج حب البر والرحلات بحب الإخوان الأصدقاء الأوفياء ، بالإضافة إلى أن البعد عن ضوضاء المدن وصخبها إلى هدوء الصحراء هو بحد بذاته مطلب أساسي لمحبي الرحلات البرية . بدر الحويفي