الكثير من الناس في بلادنا الغالية إلى وقت ٍ قريب كان مفهوم السياحة الداخلية غير مفهوم لديهم وإن كانوا يمارسونها على أرض الواقع منذ زمن طويل .. وبعد تأسيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وما صاحب ذلك من إيجاد العديد من البرامج والمهرجانات السياحة في العديد من مناطق المملكة والترويج لها في وسائل الإعلام .. أصبح مفهوم السياحة الداخلية واضحاً وموجوداً في أذهان الكثيرين ؛ وأصبحت السياحة الداخلية مطلباً للجميع يساعد على ذلك الشعور بالأمن والآمان والطمأنينة عندما يكون الإنسان داخل حدود وطنه ، وهذا جانب مهم يعرفه ويشعر به الجميع .. يضاف إلى ذلك توفر الطرق الحديثة التي شملت كل أماكن التجمعات السكانية ولم تقتصر على المدن والقرى الكبيرة بل وصلت إلى أماكن سياحية برية كانت غير معروفة للبعض وأصبحت الآن معروفة لهم يرتادونها بين فترة وأخرى .. صحيح أن بعض الخدمات المتعلقة بالسياحة الداخلية حتى الآن لم تكن في المستوى المطلوب وخاصة على الطرق الرئيسة .. ويؤمل تطويرها لتواكب تطلعات المسئولين عن السياحة وتنال رضا السائح المحلي والأجنبي معاً . الحديث عن السياحة الداخلية وميزاتها يطول ويحتاج إلى بحوث ودراسات طويلة متخصصة والحديث هنا عن السياحة داخل حدود الوطن سواءً كانت برية أو بين المناطق والمدن . فمعروف أن بلادنا الغالية تتميز بأماكن برية جميلة كما هو الحال بتميزها بمصايف جذابة ورائعة معروفة يقصدها السياح في الصيف من خارج حدود الوطن .. والسياحة البرية يمارسها الناس في الشتاء وفي فصل الربيع خاصة ويمارسونها أيضاً في فصل الصيف فحرارة الجو لا تمنع محبي الصحراء من هواياتهم ورحلاتهم البرية .. ولسان حالهم يقول : جميلة يا أرض الوطن في كل وقت .. والشعراء الشعبيون لهم مساهمات كثيرة تتحدث عن السياحة ومتعة والتجوال داخل أرض الوطن .. وهذا لا يعني التقليل من السياحة الخارجية إذا عرف السائح كيف يستفيد منها ، وتجنب مخاطرها ففي السنين الأخيرة لا تخلو معظم بلدان العالم من المشاكل والمخاطر وفقدان الناحية الأمنية .. والأمن مهم في حياة الناس وفقده يعني فقد متعة السياحة .. وربوع الوطن - في البر أو المدن - هو المكان المناسب لقضاء أوقات الإجازات وإذا قضيت وقتك متنقلاً في ربوع الوطن أدركت متعة السياحة الداخلية وشعرت بالأمن والطمأنينة التي قد لا توفرها لك السياحة الخارجية في أي مكان من العالم . أعجبني مضمون أبيات شعرية وطنية للشاعر سالم بن مهاوش المخلفي الحربي ؛ قالها جواباً لسؤال وجه إليه من أحد أصدقائه ويبدو أنه يطلب منه مرافقته في سياحة خارجية : يا سعود فرقا أرض الوطن ما أحتملها لو إني أبقى فيه جائع وعطشان الديرة اللي بيت جدي نزلها وأبوي من بعده وأنا بعده الآن سجت قدم بحزوم نجد وسهلها بعيوني أحلى من تضاريس لبنان لو ثلجها الأبيض يغطي جبلها واللي خلقنا من عدم ما تقل كان هنف الخشوم إليا هجرنا فحلها بواد الرمه ما بين طيبه وبرزان أخير لي من كل ديره وأهلها وكلٍ بما يهوى مولع وقنعان